قبل تقريبآ سنتان و بضع أشهر وأنا أسأل عنها كعادتي بالسؤال عن أهل المصنع.. وخصوصآ الذين ذهبوا عن تلك البقعة الجميلة بأهلها ..
وجدت عند الذي سألته أخبار طيبة مقارنة بما كنت أسمعه عنها بين الفينة و اﻷخري .. معاناة المرض وإبتﻻءت الحياة.. أخبار طمئنتي بعض الشيء عليها
و وجدت عند صاحبي رقم هاتفها.. وكنت وقتها في إجازتي السنوية بالسودان..
هاتفتها فرد علي صوت لم أتبينه .. ولم يقنعني أنه صوتها.. فرددت عليها سؤالي أكثر من مرة .. منو معاي ؟ فكانت تجيبني بصوت متقطع تحس فيه مدي معاناة صاحبته علي النطق به.. أيوا معاك توحيدة.. صمت لثواني حتي أستجمع شتات تفكيري.. وأواصل أنا الكﻻم بطريقة إجتهدت فيها لتوصيل كلامي لها .. أنا زاهر يا توحيدة.. زاهر ود الناظر.. و .. صمت منها..
لن أطيل في تفاصيل باقي المكالمة ﻻ لشيئ سوي ﻷن الكلمات ستعجز عن توضيحه لكم..
وعدتها بزيارتها في منزلها.. وكنت وقتها موجود في الجنيد.. وعلي آخر أيام اﻹجازة..
أراد الله أن توفي خالي.. فتأخرت إلي نهاية اﻹجازة.. وللأسف سافرت مع أسرتي مباشرة من الجنيد إلي المطار إلي سلطنة عمان..
وبعد وصولي إلي مسقط.. حرصت علي اﻹتصال بها واﻹعتذار لها عن عدم زيارتي لها وشرحت لها اﻷسباب.. عزتني وقبلت إعتذاري وقالت لي كنت منتظراكم والله..بس ما مشكلة لما ترجع بالسلامة عليك الله جيب أولادك والبنات ( أخواتي) وتعالوا لي..
ذهبت هذه المرة في زيارة سريعة للسودان..بعد إستقرار أسرتي في السودان.. إتصلت بها وأخبرتها بأنني في زيارة قصيرة للسودان و وعدتها بأنني إن شاء الله سوف أزورها هذه المرة..
و في اليوم السابق لمواعيد سفري وأنا راجع من الجزيرة .. وقابلني أخي محمد .. إتصلت عليها وأخبرتها بنيتي ل زيارتها.. وصفت لي العنوان في الديم .. تحركنا صوب منزلها مشاعر كثيرة و أفكار وتساؤﻻت .. حالها صحتها ..
وصلنا أمام المنزل.. وجدنا إبن جيرانها واقف يحمل هاتفها ليدلنا..
هي رغم ظروفها واقفة خارج باب المنزل بكل بشاشتها وترحابها وكل معاناتها..
لحظات أيضآ تستعصي عن التعبير عنها..
دار حديث الذكريات شريط متقطع من كل موضوع لمحة.. تحدثنا عن المصنع ..الجيران الزملاء كل شيئ ..وجدتها مواكبة بعض الشيئ.. أشياء كثيرة و أخبار عرفتها لأول مرة مني..
سألتها علاقتك كيف مع ناس المصنع الموجودين في الخرطوم.. قالت لي غايتو.. من محاسن الصدف حضرت لزيارتها إحدي جارتها وعرفتها بعد ذلك وهي كانت من سكان البركس.. فسألتها بتجي لي توحيدة طوالي.. قالت هي بي حالتها دي بتجي وبتتفقدنا .. وضحكت.. وضحكت معها توحيدة..
ساعة قضيناها مع توحيدة جبر الدار.. أعتقد أنها كن لها أثر في نفوسنا جميعآ..
ناس السكر من طيعهم التواصل الإجتماعي الجميل الذي تربوا عليه في مدينة المصنع.. قد تكون الظروف إختلفت..وبعدت المسافات..
يا ريت علي اﻷقل ناس الخرطوم يقهروا صعابهم و ظروفهم ويتفقدوا عقابهم.. أهل..جيران..أصحاب.. زمﻻء دراسة.
أكيد بعض التواصل موجود اﻵن.. ولكن هل هو كافي..
هناك أفكار كثيرة لديكم.. فقط فعلوها و أفعلوها ﻻ لشيء سوي لأنكم أهل مدينة المصنع .. وأنتم ﻻ تتوصون..
ودعتنا توحيدة حتي الشارع.. بكل بشاشتها و ترحابها .. وهي تردد عليك الله يا محمد جيب لي البنات أشوفهم..
عليكم الله كل من يستطيع زيارة توحيدة.. و غير توحيدة .. رجل كان أو إمرأة من أهل المصنع فليفعل..