ارتجال الماء
في ها الساعة من المساء الأزرق بتوقيت الأرض الثنائي نواصل إِذَنْ بين لجج دهشة سيل المحبة على ما تبقى من إنشاد عزيف الرياح وأنغام مديح الصيادين في أرض الغوص واللؤلؤ المكنون التي لا تعرف تقيّة مسنودة على ذاكرة التمائم.
هواجس تتراكم تحت جلد الحجر وفوق الحجر الأبيض لقلب العتمة وعلى هذا الأرخبيل تصنع دوارها الملتاث بشهقة الولادة الأخرى لجنين يعبث بسياق رحلة مضنية في قاع الماء المبذول لعواء الريح بنواح وادى البرق الأثمد.
وعلى أديم الروح نشوة يحملها الملح إلى لسان البحر حتى ترديه دائخاً على شط مهول يمتص كل ثورة هجينة الملامح لا تحسن طهارتها الأولى. والقلب في مفترق لؤلؤة بضة ترقد على شط البحرين بمحاذاة نخلة تتمدد على مقرن النيلين.. سيان توابل الجغرافيا التي توصف بدقة عجوز متناهية حكاية ممالك الجن سواء في أحواض اليم أو الرمل ترتضي أن تكشف معدنها الصلب لنواخذة زوارق تلج المرافئ من ثقب لا ينتمي للأرض، وبر نخل نادية.
كل شيء ينتشر نشيطاً على عجل التيار الصاعد صاحب المياه الدافئة المسكونة بسرب من طيور النورس التي تصارع في معركة الحياة وتصنع ندوب تشبه الفقاقيع المتواطئة مع طقس المساء البارد القسمات.. هو الطير في مهب الرزق يقتات حتى في حُلكة الليل كما طائر السقدة المرهف، وإن كان بينهما نهار باتع يختزله الأخير في الراحة الجبرية على تخوم النيلين.. يأتي كسلالة نقية وغامضاً يفتك ببراثن اللذة الحجرية وهي في خضم رسوب الماء العالق في الأسافل حتى يمنع ذروتها ومنتهاها من الصعود.. فالماء ضحل حتى في ضحكته المتوثبة بيد أنه لا يقضي وطره في السر كما تفعل تلك العذراء التي تشتهي أن تنتصر لحيوانها الصغير اللزج ريثما تتجاذبه رعشات الزمهرير.. والضوء والماء يسافران على رقعة مالحة تستقوى بروائح البحر الليلية ورخو المحار.. باحة رخوة وقشرية تشرئب على أعناق قبقب مزكوم ومثقل بخطو التراجع، والطقس في طفاوةُ الشمس والقمر يتحرك منزلتين نحو طالع البلدة؛ ست نجمات على شكل قلادة والسابع في وسطها وراء المجرة، ويقال أولها محرق وآخرها مورق.. (13) يوما في تلاوة الشولة الخائرة.. ومضى طالع القلب بحمرته النيرة مترهلاً بجاذبية القمر ولا حياة لمن تنادي.
غيوم رمادية تلامس صدر العويل وتبتعد وتقترب بمقدار شهقة طائشة ونحيب لازب، وكأنها تراقب عن كثب ما يجيش في النفس من تغيرات هي صغرى في حجمها العنبي الطاعم، وتلوذ ويتقاطر الماء ويرتبك الأفول الأدكن كسحنة بشرتها المخملية.. زيتون هو اللون الفسيح على أرجاء تغسل شحوبها بماء الورد المصقول.
والزيت يطفو بمقدار أرتفاع موجة ضالة في انتصار مجيد يهزم حبيبات الماء المتماسكة بيقين المشيمة الغائبة.. وأمشاج راقصة تحبل بماء دافق ألفته في طينها المصبوب كألواح فخار مركوزة على أفخاذ حلم مراهق صبور حد التمزق والتهتك.. هي الألواح ذاتها تسكن دلمون وتايلوس وكوش ومروي في نقوشها الصلدة، فإنتصاف المسافة نفسها عنق طويل يلف شمعة سراجها الوهاج وقت أن تفرده للريح وبعض حمض نووي لحوح يغرز وتده الرهيف وينسرب متسربلاً بنقط الماء في عميق التراب.
وهنا بدأ رشح الحكاية.. فالماء رقيق لا ظل له، والعناية فائقة القصوى لروح مُضطرمة تناجي هشيمها المتنثار في ساعة شفق المغيب، ومضطربة تلح في هدير الهسيس بين زبد البحر الفائر، ومحتمية من عزيف الجنّ في القفر بسطح متساوٍ الأطراف.. كل طرف يشد بعضه نحو قلب يتوغل في حنجرة البكاء.
وغبار البحر يتدحرج على الوجه المثقوب برصاص ذرق النورس الأبيض.. فالجاذبية تبدو في استحالة أن يتحقق حب بينه والأرض والحورية، وكلاهما في تناص هارب من ملامتية وطنوا أشواقهم على نزوة الماء التي تحمل بألق الكلمة حينما تعود خطاها إلى الإنزلاق في تيار لاهب من شظايا الزمن العابس واليابس.. والروح في تقاطع طرقها العديدة تسيل عذبة بقضم نوافير خارطة خلايا الدم المتشعبة.
ثمة حورية يافعة تسحب ثياب الظهيرة وتضيق الخناق على أرئكة الجرح ويصهل شهيقها الشاخص صوب السماء.. هنالك في ذروة سنام الاشتهاء تتربص بعدتها الآفلة وتنتظر صبي الرغبة المصون بزعفران مبتل ليشعل كهفها برشق برعم أخضر لا يموت البتة إلا على جسدها المسجي للصرير والكرير. وفي البعيد يتربص بتلافيف ظنه الكثيف بفرسٌ هشُّ العِنانِ.
في القلب شيءٌ واحد استقر على مضض مشقة الطريق طالما هو لا يحمل مثل قلبها النابض بالمودة. وأن كل حبة في سبحة العهد لا بد من أن تكر على قارعة الماء المراوغ ربما يخطفها نورس ماكر يجيد اقتناص التلصص الليلي لمخلوقات البحر المالح.
لا تخف من شيء وأرجلك في هشاشة الطين الجيري لطالما أنت من ماء مهين، وأمامك مد البصر محيط ضاج بسيولة السديم الزرقاء.. اغمض عينيك وامض وخذ ما تيسر من كتاب الحوت معك على السعة والرحب، ودع معك خريطة الطير المهاجر في صيرورة الأشياء النابضة بصوت الريح ونداوة العنبر.
وهل لهما ببساط الريح واطلس مستغرق في سكون فاحم؟ أسئلة تنحت وتنخر سِيمِياءُ السوانح والبوارح في ركضها الطفولي المائز، والكون غارق في فحولته الرعناء، وفرائص أركان الليل المُدلهِم.
وفي كل مرة يلتفت جوهر باسق ليسرق نظرة من جمال وجهها وبراءتها وذاك العنب غير المختون.. ويمتطى خياله المنهوب بجوار البحر الهادر، والشمس السافرة في مداخل غيابها النمطي الأخير من ساعة الوقت، والطقس المعتدل حد اللطافة، والنسيم الفائح الذي يراود نفسه بطلق عفوي المزاج، والصحو الأَبلجُ في نفوره المتداعي.
ويخمش من الماء حفنات وأكثر بأياديه الراجفة ويملأها ويمسح بها على وجنتيها ومن ثم يحمل جسدها الرشيق كما يحمل دوما في قلبه كل اتساعها الناصعٌ لجنونه وضجره وتقلباته الهوجاء، ويمضي بها في عباب البحر غير هياب بتفلته الظافر، كما يشتهي أن تدفن معه تحت هياجه حتى يغيب للأبد في عوالم أخرى لا يشعر فيها برهق السؤال، وسيرورة الضجر التي يصنعها شجر الزرقاء.
ليس في مستوى إشراقها الفريد.. ما عرف الشمس إلا معها.. شروقها وشعاعها الباهر ولهبها الباهي.. حقا امتلك ناصية خيولها كما يشتهي ويغرق في الأمنيات.. ويسألها بعفوية عذبة! مارأيك أن نمدد أجسادنا في هذا الرمل الناعم؟
قلبه بل عقله ممنون بالكثير طالما هنالك صبية ترعي على ضوء القمر أخصب ما يريده.. صبية تتمدد على أوردته الرملية حتى تثقبها ويغادر الدم الخاثر ببطء حال تعتعة الدابة في الرمل.. وتختلط رماله برمالها الطازجة لكي يبني بيتا من الحنين والمودة لإنسان قادم يكمل مشوارهما الصندلي.
صدفة! ربما صدفة التقاها في مجامر الماء المالح... وعاها بالحقيقة ورعاها بمداد حبار يجوس في جوف الماء... ورسم على أعاليها وأسافلها حكاية تشتهي أن تكون منقوشة بسر ذلك العشق الفالت والذي أهدته له السماء في ميقاته.
والقلب لا يكتفي في محاريب المرجان وأركان الماء... يستنشق الغي ويستنثر غاز يصعد صوب الجيوب الهوائية التي تملأ رئة اللحظة المسكونة بسحر قلب مياس لا يعرف سوى السجود إلى شكر الله.
والماء في سبيله ميزاب يتواتر اِطَّراده بالخلاص، وفي لهاة الوقت صراط للعبور إلى حديقة وارفة الظلال ومأهولة بالنشيد، هي أقصى ما تكون بجوار ربة حسن صغيرة تمشي على أعطافها وأناملها خوف الضجيج.
وجنود القمر في ترصدهم النبيل يتفرسون كل ملامح الضباب والأضواء السائلة بينما سابلة شح الأنفس يتفحصون دواخل ذرتين وذرة من الماء وقرينه الملح المخلوط لإستخراج دراهم الحظ.
واختلط الخاثرُ بالزُّباد، وأضحى خائر النفس وثقيل الروح، ما يدري أيُخثِر أم يُذيب! وقف كحمار الشيخ في العقبة.
والبحر هو البحر حين ينزف طيه المخبوء خلف شفة تحترف الصدق.. شفة علقت بطحلب مار وأشياء لا يمكن حملها ما بقي المحار سيد الملح وممالك الجن أسفل المياه.. هنالك بيت يحتويها برفق على أحضان وريفة وضاجة بالشوق والحياة.
معطون في هذا الأجاج حد التلاشي ولا مغيث إلا ردف بعيد يقف بالمرصاد وهو مِلء روحه واتساع السماء.. وتقترب منه موجة لاهية كلما لاحت في الأفق أسراب من طيور النورس العابر.. ولا يعبر إلا بنزقه وهيامه وحفنةُ من الشجن، ومن ثم يمضي في لهاة سرقت كل شيء بيفاعة الحنين المجدول على ألف باب وسؤال، ولا يملك حينها الا الاسترخاء هنالك على جبين هلال مشع ربما يجد البوح طريقا محفوفا بالنثيث.
وما أشق التيار العنيف على الجسد المرضُوضٌ وما أوهن الروح التي تغالب ضعف حيلتها وقبضة طاعمة ومطهمة من نثارات النسيم العضوي الفالت!
وربما يجد قبلة للموت والحياة تنثر غلالتها على صفحات الماء... سحب داكنة تحلق خفافا كما الطير وتسافر في المساء، وشفق كثيف يزين حاجبها بالانتماء، وشعاع يدخل كالغيث أوان المسغبة، ولا معين سوى ذاك الدلال ومحاجر تهطل بالماء العذب.
وأغبرت السماءُ عن غبَر شهرين ثم جاءت بكلبين، وكأنها في عهدهما عهن منفوش بوصاية في الإجترار، والفقراء المحاويج يتفرقون بشذر مذر، وصغار اللؤلؤ؛ الشَّذْرُ تتأهل لنصب عِقد على جيد خرزتها المفصول بالفصول الأربعة.
ترشقه الأحداق وترمقه بالدهشة.. ثمة إختفاء خلف هاتيك الضفائر المجدولة على مسافة ما، يتمدد فيها روحا راضية، ويحث الخطى في قافلة الهوى التي ما أظلت مساره واكتفت بمسافة على طول رمش عنيد... هو سفر الروح التي تغادر، وتأتي على حين غرة بقرب موجة مختالة كضمة أردافها في ليل مهول لا يهم إلا بنثر بذرة على أكف راحة ممتلئة بالوقار.
ويلف ضفائرها عن حب ويرخي لها صروف تهالكه فوق أقبية زمان ليس له وحده بل لكل العابرون من المحيط إلى المحيط، وأولئك المحترفون والمحترقون ببلل ريقها الفاتر.
وهل له بميعاد يختزن ويمتحن فيه صبره فويق صدر جدي جرب كل شيُء إلا النفور؟ وكيف له! أن يلتقط الشَّذْرُ من الذهب بوزن البحر ويفعل به ما يشاء؛ فالحجارة كافية لإذابة ثقل الدهن من على ظهر الأنين.
ولا يُلام على بستان مفرهد على مدى البصر الحسير.. كثيفاً هو الضوء المائل من بين دوائر شغبها.. يلثمه بهدوء صفاء البحر وعلى ضجيج المد والجزر يجتر سفره على ثمر له، وهو وحده المشتهي حوصلتها.
هو بحجم أمنياته حتى يفيق على صدى قارورة جرفها البحر بعيداً.. عطرة بأنفاس زكيَّةُ تراوح في المكان وتراوده خيول عالقة بجبل عانة تستعصم عنه بالحياء واحتساء الشهوة النار.. أي نار تلك التي تلتهم ريش ضعيف على الحراك والنمو في مساء تسكنه الرغبات المكبوتة وأشياء الدنيا المشروخة.. سرف هو بين سيقان مستديرة كما نخلة تسمق في مفازة هروبها القهقرى، وقهقهة لها دوَّى أناشيد الرعدُ وجلجلة جُلْبَة تتفرق في الأصقاع مثل قِنينةٌ مِحبرة تتلوى في ليل فاحم وتتهادى بين سُرُجٌ.
هي مروج يعرفها بحجم النار التي تنطلق بين أحشائه.. يتدفأ بها ويلج بين شفرات لحى الأيام ويعبئ مزاجه من رحيق ظل مدفوناً في قاع بئر انتظر نواله ذات يوم.. كل شيء مشتعل ينوء بثقل ظنونه الخربة، والسكون يلف خصرها المتناسل على ضيق المضيق!
وفي هدأة الليل يغالب شيئاً في نطفة الذات ويصرعه جنيناً يمشي على استواء المارد الملعون.. والسبابة تقيسه لطول تشتهيه بينما الخنصر يضجع في خاصرة رحم عنيد لا يريد إلا رجلاً من قارعة الطريق.. طريق الناس والحياة والحيوان والحجر.
ومن يدهن غلفة ماتت بالرجاءات المستبدة والأمنيات المستحيل، وهي تمطر سنابل الروح بالبوح ونوبة لا تنتهي من قشعريرة ناضجة، ورعشة كحبة الخال حين تسكن خدها الطري بزيت تصنعه في حديقة ربوتها لرجل في غياهب النسيان وحيرة القلق وانتصاب الوسواس.
وهل للمسرات انكفاء وغيض! أم الماء البارد سيغسل جنابتها وهي تتوارى بين أوراق متناثرة جلبها الريح في غفوته..! طاهرة هي حتى في مرمى الأجداث، وشبقة كـ(يم) يمارس سطوته في الرمل، وراكزة وهي تتبتل في ميعة الضياء الخافت والمنسرب إلى دهليزها النشط.. وسيان هو المكان بوصلة الوصول؛ العجان أم الأعراف. والكهف يجمعهما في رقة الماء الدافئ.
وهل أقصيت حلمه أم الريح باغتته في حصار الدَّبَّةُ العالية.. فرسان مثله لا يقوون على مقارعة أعشاب نضيدة ونضرة تمتد كما يشتهي، وكهذا يستحلب قدره نشيجه وشجونه من بتلات وسبلات تتراخي دعة نحو قلنسوة رقيقة كأهابها.
فرهان المسافة يمتح من رضاب هو قوته ومائه الأخضر.. ولكنه يفقد بوصلته ويستريح على سنم صنم معلق بين أوداج جسر غليظ من الأحلام المرهقة.
لهاث ولهاث ينتمي للحظة حريق كانا فيها؛ هو والبحر وصبية تلوح له بالاشارات، والبواخر في رهو الأمنيات تبحر صوب ذاك الساحل لتفرغ سخونة رعشتها الإضطرارية.
فرط عشق لا يحتمل التأويل على فقه خروج الجسد ويكتفي بذلك.. يظنه صندل جاب البحار في حضرة كرشنا الذي يحمل عبيره ذات يوم بصير لوحده.. يعرف أن هناك من جلبه ليطهر جنونه وشغبه وكل حقوله الممتلئة بالسيسبان الأصفر في كدرته ومواته الأخير.
طاقة الإمكان تزحف رويدا رويدا لتستقر هنالك بين شعاب تلتين هذه المرة... لا يهم لونها الأزرق المشتق من البحر، وصدرها العاري والملتحف بأفياء تاه فيها القلب والبصر الكليل.
وبدا لهما الآن أن ابحارهما ليس متواطئا بشغل النشيد وتلك الأغنية المتصاعدة مع ركام احترفا فيه العشق، وعادا بعد بُرهةٍ في ريعان غيم راشق ودافق وغامق وطالق كالرذاذ.
انه العشق في اتصاله الراعف بفم لم يقل شيئا بعد.. عشق يحقن أطرافه بعنوان لم يكتب بعد عن حكاوي البحر الكبير.. قلب بحر لا يطوي انثياله ولا مساره في سير طويل تنهب فلواته أصداء حديث عذب كما الليل في دياجيره.
أيها البحر قول له بربك... وأمنحه الوصول وقاربه قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى قامتها الوضيئة وهي في عنفوان احتضارها على رهق لا يموت.
راجحة هي القوانين المخبولة حين تعلو معادلات لا تمنح زوار البحر صك الانتظار والفوز عبورا على قصبة الماء الأسطوانية.
وفي تخوم الماء حورية تقتنص الغناء أحبولة ماثلة في حلق الهواء الطلق، ولا تحيد عن رقيصها على فوهات دوارق الكيمياء.. هي الأحياء اذاً تشرح جسدها اللادن ترقبا لفجر يطل أوان مخاض الروح التي صعدت إليه في إنتشاء وحبور وخفر.
وأذَّن الدِّيكُ لصبحه، والقلب أذَّن في أغوار قماشتها البيضاء كما آذَنَ العُشْبُ.. وآذنت الشمس بالغروب، ومن يفكٌّ الْحَجْر عن قول الماء في شرع الحبيبة التي تأتي في خباء المشيئة والإرادة!
فالبحر صاحب مروءة ونبيل حتى في فيض بطنه عندما يلثم اليابسة، وينام مِلْءَ جفنه في براح الرمل المغسول بأنفاسها و تُفل زُلاَل.
إِذنْ هو يحبَّك يا بحر إرتجالا في غياب روحه المبعثرة عندما تُؤْتِي أُكُلك كل حين رغم نُفَّاخات كرويّة تزدهر بين أواصرك السخية.