ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: الزين والعمدة الأربعاء 10 فبراير 2016, 2:36 pm | |
| ا لزين والعمدة.. من كتاب المصنع![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عريقة هي اللحظات العميقة والمفعمة بالمودة التي تصنع منها الترعة العفنة (ترعة العسل) صورة نادية وعبقة بفلول بالذكرى التي تطاردنا حتى الرهق.. صورة تعكس ملامح سنوات غابت وانسربت من المكان ولكنها تظل هي الأخلد لطالما لا تزال المياه تتدفق من الاتبرواي الفالت وتنتشر بامتداد حقول قصب السكر.إنها ميعة الصبا ونخوته التي ما فرطت في شيء مدخورا من كتاب المصنع التليد كقوت للأيام الكالحة التي نعيش الآن أوار نيرها المأفون.. وشكرا لها الترعة التي حفرت على ضلوعنا ووسمت أقدرانا ورافقتها حتى ساعة الناس هذه.أنه البحر الذي كان يتسع لأحلامنا وشغبنا وكل شيء يتوسد أركان المصنع الدافئ، وهكذا نمضي في عباب أيامئذ ولا نحمل من هم الدنيا إلا عسر القراءة وكتب نضج من تصفحها كلما عربد الليل بشجون الأصدقاء والأحباب.. ندلف خلسة في فسيح الأرجاء ونملأ الدنيا بالضجيج والضحكات حتى نخال الكون ملك أيادينا كما قلوبنا.وما أروعها تلك الأرض التي عاهدتنا بالحب على علائق لا تزال هي مسيرنا الأوحد في زمهرير لم نختاره ولكنها الأقدار التي فرقتنا أيدي سبأ.وهكذا نهلنا وعبينا صدورنا بأناشيد مياه الترعة العفنة ومن ثم أوصدناها دون ثقب يتسرب منه شيء، وتماسكنا على روح واحدة وبراح يمتد بنا في أواصر الإخوة الإنسانية الصادقة.كل شيء ينثال على مهل باهي ينثر أريجه بيننا كروح واحدة تسافر في لجج الأيام دون رياح تعترض مصيرها، وهكذا جئنا وتجايلنا وتراصينا كفرسان لقبيلة المصنع التي ما أنفكت ساريتها تلوح في الفضاء ببشريات وطن واحد متضام في نسيجه وصورته الذهنية.هو المصنع الذي جمعنا على حب وشغل فريد حتى تواصينا به خيرا يعمر الكون بجهد شغيلة وهبت نفسها حد الموت لتصنع أرخبيل من السكر الأبيض كما أرواحها النقية.صور كثيفة تهطل علي وتمور بالدواخل في عفوان صاخب.. وذهني شارد في ملامح الصورة النادرة التي جمعت ما بين رفقاء الصبا وأصدقاء السكر الإخوان نبيل الصادق الزين محمد وعبد الخالق محجوب أحمد العمدة.. صورة وثقت لحظات مليحة من دفاتر تاريخ المصنع لجغرافية مكان لم تبارح ذاكرتي وستبقى رهن أبد أيامي وما تبقى من العمر وأشجار البان التي سيجت وفرهدت بخضرة أمانينا وأحلامنا.واظنها الصورة تعود الى أواخر العام 1989م، إن لم تخن الذاكرة. ولن أفتى ونبيل وعبد الخالق بيننا متعهما اله بالصحة والعافية، حتما سينعشون ذاكرتنا ويشعلونها بالكثير. | |
|