منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف Empty
مُساهمةموضوع: عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف   عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف Emptyالإثنين 23 مايو 2016, 3:35 pm

عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف
ناصر البهدير
الولع باللحظات المقتنصة من عمر الزمن لن ينتهي حيث أضحى شغفاً لا يمل بل يزيد شراهة كلما أحكمنا قبضتنا على إطار التاريخ المختزل داخل صورة معتقة تنوء من فرط رهافتها بالدهشة وتزدهي بالتعابير البصرية التي تجعل الفرد منا بكل بساطة أن يتجول بلطف لا يخشى مغبة نزقه ولا سرابه ولا رهابه.
إنها ممارسة من نوع آخر، إي حظ الواقع من التخييل أو بعبارة أخرى حظ الحنين من التاريخ، وانت تتفرس وتتلصص في جوف صورة ما. لعلي أكون محظوظاً، وربما كان ذلك في أزمنة قديمة شهدت فيها أمام ناظري عبد الله المصري، ذلك الشاب الوقاد وصاحب المهارة الفائقة والنشاط المديد والمواهب المتعددة.
صورة أرغمتني على التحليق في سماء بعيدة الاحقها بخيالي ولا اكتفي.. أحاول أن أمد شيئاً ما من طاقة الإمكان للوصول إلى تلك القبضة الزمنية البعيدة، ربما تعود إلى سنوات خلت هاربة من فك ذلك الوقت العميق.
صورة كما العشب اليانع، الثمها كنداوة الموليتة أوان أخضرارها الخريفي، وزهرتها الصفراء الفاقعة اللون تحتل باحة الأمكنة كسيدة مائدة لا يغيب عن حوضها أحد.
وتشتهي كل شيء، وانت في بحر الشاب المتفجر حيوية وقتها عبد الله إبراهيم محمد علي المشهور بـ(عبد الله المصري).. أعادتني الصورة بكل ثقة إلى عود قصب محروق وممتلئ بشهامة التضحية والاحتراق، يغازل خصومة قلبه مع الجنقو وسائر أرباب الوظيفة.. عود لا يتنازل عن ثاره مع تيارت لهب النار ولا ينسى هول الحديد الباتع.. ومع ذلك ينشرح منذئذ يوم أن أطلق عليه البعض شواظ النار وهرب واحتمى بدفتر الحضور ومناولة أجرة الشهر الراتبة... (وولعت النار في القصب وصاح الناس حريق القصب!). أحالوه بكل جدية إلى حفلة السكب ونهار من السواطير لا تعرف الرحمة، كما ساهم البعض بذات الجدية في إبعاد المواهب عن المصنع بكل صفاقة.
أشعر بقلق عميق يستوطنني والقلب مشرعاً لألف سؤال! ولا تبين أجابة من أحد في بهو الأفندية الذين يرخون أجسادهم كما أحلامهم الفطيرة على الكراسي الوثيرة وجل همهم في قبض الراتب وأشياء أخرى لا يمتلكون ناصية مهرها؛ فبراح الدنيا أوسع من ذلك الضيق.
هل كان المصري يا ترى! قدوتنا وحدنا نحن التلاميذ؟ وقت أن كنا نجوس في فراغات ورق الرونيو الناصع البياض بسهولة طيعة! أجل كان ذلك شيء لا يحتمل تكذيبه ولا أن يموت كذلك لطالما أرواحنا وأقلامنا شبت على روائح ماكينة الرونيو العتيقة في غرفة يجاورها مكتب البرقيات اللاسلكية الذان يقعان أعلى مبنى رئاسة مصنع سكر حلفا الجديدة.
أتذكر جيداً! كيف أنسرب خلسة بحماية أبي لأرى بقلبي كيف تعمل الماكينة كما لأحظى برؤية الفنان عبد الله المصري... ومع ذلك لا أراه إلا لماماً عابراً ردهات الرئاسة من مكتب لآخر أو عابراً دروب وطرقات البلد. كنت أرى بعض الوجوه التي أعرفها بيد أن نفسي منشغلة بأهمية رؤية الفنان الوسيم كما تسنح لي صحيفة المصنع مشاهدته عبر توقيعه المرن على ورقات نمررها بأناملنا ونتفحصها بإمتياز، كأنها حصرية علينا، كقراء نهمين وعالقين بين صدرها ومتنها، كأول وآخر مطبوعة صحفية صغيرة ومطوية جابت حقول المشروع بساعد الفتى الألمعي المرهف عبد الله المصري.  
على نحو دقيق لا تزال أحرفها السوداء الصغيرة وبعض بقع الحبر التي ترسم هالات بخفة وأناقة وحب خرافي لا ينتظر حصاده، ماثلة في بصيرتنا وذهننا وذاكرتنا، لا شيء يعطبها البتة.
والفنان عبد الله منذ ذلك الوقت لا يغيب عن البال وذاكرة المصنع! كلما ألتقي صديقي وشقيقه المهذب مولانا عبد الرحيم (برعي) كما يحلو لنا، أساله والح في الإجابة غير المختصرة، وهو مثلي فقيراً بفارق العمر. ونتوه في رهد القليل ونعود إلى صمتنا ومن ثم شغبنا حتى لقاء آخر نجدد فيه ذات الأسئلة والتي قطعا هي ليست للإجابة. قد نجد سفورها عند أقرانه بالمصنع وابناء جيله.
وفجأة في بواكير العام 1981م تقريبا، غاب السنبر واختفى في بلاد أخرى، وقضى في مدينة ود مدني عقد من الزمان منتمياً لذات حبه وشغفه بالعمل في المطابع حتى غادر البلاد، وارتحل إلى الجماهيرية الليبية، ولا يزال هناك يقدم خدماته الرصينة بذكاء وعطاء غير منقطع رغم الأهوال مشاركاً شركاء الإنسانية والوطن في الجالية السودانية هناك.
ومنحتني الصورة فرصة أن أتريث على أملٍ ريثما أرى مرة أخرى وأكحل عيني بطلعة الباهي عبد الله المصري. وتمثل الصورة لحظة هاربة وحية في ذات الوقت حتى اجمع نثار الزمن والتقطه لأصنع عزاءات لنفسي الهاشة والموغلة في رحيق ذاك الزمان النافر.. أجد نفسي أجدد أملي بعد غياب فالت يتعذر الإمساك بناصيته كما مشقة رقع فتقه.. وأحرز وأمشي في عباب الغياب على يقين الزوال؛ ففي القلب علامة تنطوي على نظرة بألف رؤية لحبيب انزلق بعيداً عن أرض أحبها حد الثمالة كما يعشقها جميعكم؛ أهل المصنع، وهو مثلنا شريك لكن بصورة أوضح وأمثل وانصع.
اتحسس بيدي وقلبي ملامح الصورة الضوئية برهق مقيت وقاتل ولا أقوى على قبضها كما كنا نفعل مع الصورة الفوتوغرافية الورقية.. وأرى عبد الله شاخصاً بشبابه الغض ونظراته الحالمة وأماله العريضة كما كان يفعل يومذاك بصحيفته الغراء كقلبه تماماً حينما تدخل إلى البيوت بسر المحبة وصوته الندي. ويعرف الناس الصحيفة بهندام عبد الله المصري الأنيق، ورشاقته، وبساطته، وعنفوان شبابه الثائر بالمحبة والعمل والسؤدد، وأنامله السحرية، وخطواته المتزنة، ونظراته الثاقبة، وأخلاقه الرفيعة، ونشاطه الوافر، وابتساماته الهاشة، وأدبه الجم، والكثير من الصفات النبيلة التي لم يكمل خريف ثورتها ويمرر ثمارها إلى شباب المصنع حينما خطفته فورة الشباب بعيداً عن المماحكة، ورتابة وهن المكاتب الباردة، كبعض الوجوه التي قتلت نخوة الوظيفة.
سرعان ما غادر مجبراً دون ضوضاء كما تتسرب مياه الجدول الرقراقة رويداً رويداً وتغلق المسارات ودروب العابرين على أمل زرع أخضر باذخ من بذرة الكمون. ولكنها بعيداً أزهرت.
وكانت الصحيفة حدث البلد وحديث لا ينقطع كلما صدر عدداَ جديداً منها فاح عطره ونداه، وصافح الوجوه المتعبة من رهق العمل.. هكذا كان عبد الله يلتقي الناس في الصباحات والمساءات كمبشر ومحرر للعقول من الجمود حتى لا تذوب حبات السكر التي ينتجونها على مهل كمهله وحبره حين قرر بكل جدية أن يمتص كل كتل الصمت المأفون. وقد كان مرحاً وعذباً يوم أن رأى النور أول عدد من نشرة ورقية صغيرة على مقاس (A4) تتهادى ويتخطفها الجميع بحب وشوق.
وانطلقت الصحيفة الصغيرة تهتم بأخبار الرياضة والثقافة، ونشاط الخدمات الاجتماعية، وأخبار إدارة المصنع وغيرها من القضايا والأخبار الأخرى. ونجد فيها كذلك تفاصيل دوري المصنع لكرة القدم.
وامتاز صاحب الرهافة والذوق السليم عبد الله ناشر ومحرر وكاتب وطابع صحيفة المصنع، بطباعة إمتحانات جميع مدارس المصنع بسرية تامة وأمانة في غاية النبل والإخلاص.
هذا الشاب الموهوب في لعبة كرة القدم وإجادة الغناء والتمثيل والأدب، طارد طائر البؤس، وهو متكئاً ومتوسداً أحزمة البان حتى زرع بدلاً عن ذلك بين أغصان أرخبيل المصنع أعشاشاً لطيور نادرة ظلت تغرد إلى يوم الناس هذا بلا توقف، وهي ترمق وتشرئب إلى أنامل أسندتها إلى أفق السماء وأشجار المصنع العالية.. ولن ينسى الجميع هذا الصنيع الرائع.
ولم يعرف عنه أي إهتمام بالسياسة كحال معظم ابناء ذلك الجيل لطبيعة نشأة المصنع، بل أبدى اهتماماً متعاظماً ونشطاً في مجال المسرح مع المبدع حيدر حسن، كما شهدت له الرياضة لاعباً مرموقاً في فريق النصر الذي انتمى له ومارس من خلاله لعب كرة القدم كهواية محببة.
ومارس عبد الله المصري الغناء كفنان كبير كحال رفقاء دربه الفنان إدريس أبكر وعبد الباقي سيكا، وأنور الجابري، وصلاح ود اليماني شقيق لاعب فريق الشباب علي جنيه (من الجن) وهما الآن في اليمن أشقاء الساخر والمشوطن عبد الله قنونة، وغيرهم. ويذكر الناس له وهو يغني بصوت شجي للفنان حمد الريح خاصة أغنيته المشهورة (الساقية لسه مدوره).
وما يزال رائد التنوير عبد الله مهموماً بدروب العمل العام في تقاطعاته العديدة، يمارس نشاطه وسط الجالية السودانية بدولة ليبيا، في النادي السوداني بمدينة طرابلس.
وما فتئ عشقه ممتداً منذ أن عمل برئاسة المصنع في مطبعة (الرونيو) ضمن القسم العام حتى ترك العمل وارتحل إلى ود مدني وعمل أيضاً في نفس المجال، حتى غادرها إلى الجماهيرية الليبية حيث عمل بذات المهنة بهمة ونشاط في كل من غريان وطرابلس حيث يقيم الآن في الأخيرة.
أيها الغائب في بحار الغربة.. افتقدك المصنع وأهلك وأصدقاؤك، وهم في صمتهم وعتمتهم يعلنون بكل أسى عن حجم خسارتهم الفادحة بفقدك أيها النطاسي البارع الذي غيبته أحبار المطابع، وأنت الموهوب وصاحب الظل الظليل لمدينة تحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى، وهي تمارس فضيلة الاحتضار على هدأة شيخوخة باردة تنتظرك لإنتشالها من زحام صقيع الضياع وزمهرير العقوق، ونزوة الأفندية الجدد.
عبد الله المصري... افتقدناك نعم! فلتعرف الأجيال التي لم تحظ بإستنشاق عبير فنك حقاً أي فتى أضعناه كان بمثابة ساقية لا تكف عن النثيث في رحابة حقول المصنع.

عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف Rjl5yf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبد الله المصري.. ساقية الحس المرهف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحمد المصري .. في ذمة الله
» النشرة الاخبارية اليومية
» سيف الله المسلول الصحابي الجليل سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه
» تهاني من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» في ذمة الله محمد الحسن عطية الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: