من أَنبأَك هذا!
لم أشعر بمثل هذا من قبل... شعور قاتم ودافق بالمرارة واليتم والفقد والتعب.. حتما الأمر لا يتجاوز وجودنا هنا رغم إصراري على المرور بداع أو بغير داع طالما أجدني هائما في دروب المصنع مع أنفاس المصنعجية العطرة.. شارع الأربعين... شارع الردمية.. شارع الترلات... شجرة الحيارى... شارع النافورة.. دروب عدة لا تغيب عن البال رغم أننا نتنسم أريجها على ضفاف دفاتر المنتدى، وإن كان الأمر أضعف الإيمان فيه نوع من استحضار روح المكان؛ المصنع.. حتى هذا تعثر منذ فترة وأرى اليوم الغيوم تتلبد بصورة مريبة لا توحي بنثيث المطر فقط بوارح وسوانح تُنبي برعدٍ وبرقٍ خلبٍ.
وأرجو أن أكون كاذباً: من أَنبأَك هذا يا رجل!