| حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل الإثنين 04 يوليو 2011, 12:36 am | |
| | |
|
| |
هيثم أبوالقاسم (البرقيق) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 222 نقطة : 10126 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 51 الموقع : السعودية /الرياض المزاج : ضارب الهم بي الفرح
| موضوع: رد: حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل الإثنين 04 يوليو 2011, 9:32 pm | |
| شكراً لك أستاذ ناصر علي وفائك الكبيروودك النادروالمستحق للنابغة العلامة الشاعر جعفر محمد عثمان خليل , تدمع عيني لذلك الوفاء المتدفق بين أبيات رائعته تبلدية .يزكرني طيبة ووفاء أهل حلفا .. ذكرى وفاء و وُد ... عندي لبنت التبـــــلدي في كل خفقة قلبِ ......... و كل زفرة وجدِ فيا إبنة الروضِ ماذا ... جري لمغناكِ بعدي؟ ما زلتِ وحدكِ إلفي ... يا ليتني لكِ وحدي **********ًٌُ لا تحـــزنى ان تعرت لدى المصيف فروعك او ان يبســــت فبانت من الـــذبول ضلوعك فدون ما راع قلـــــبى من الاسى ما يروعك انا لن يعـــــود ربيعى لكن يــــــعود ربيــعك ************* وكم تلفت خلفى بحـــــــــــــــــيرة والتياع الركب يمضى بعيدا عن حالمات البـــــقاع وللغصون الاعالى فى الريح خفق الشراع كانــــــها منك كف قد لــــــوحت لوداع .....................الوداع أيها الشاعرالفز ,العملاق ،الفنان الرائع رحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين ,ولك منا الشكر والدعاء والثناء ,فأنك باق ما بقيت تبلدية ,ونوبية رائعة تتحدي جهابزة الفصاحة و اللغة العربية من لسان نوبي تنساب لحنا بديعا شجيا ...الغِيدُ الشقر يَموُجُ لهنَّ على الهاناتِ ، رَفِيفُ شمُوسْ ! والغِيدُ السُّمْرُ بَلوْن الشَّهْدِ ، به جُنَّ الأَبَنُوسْ ! هَيْهاتَ لهُنَّ بهاءُ اللَّون لزَنْبقَةٍ غَيْداءْ ! ولَزهْرَة فُلٍ .. حَيَّتْها الأنداءْ... ! بسَمَتْ للطّلّ قَطَرْ ! فِرحَتْ بالفجر سَفَرْ ! رقصَتْ تختالُ بثَوْب عَرُوسْ !
هو لونُ الحُلْوةِ ، بنتِ النُّوبةِ ، ذابَ على خدَّيْها أَلْفُ قمَرْ ! وانْداحَ على الوجَنات الفجرُ ، وسالَ بُعَيْدَ سَحَرْ... !
والتَّوأَمَتانِ السَّوداوانِ مَدائنُ ليلْ ! مجهولِ مَدىً ، مسحورِ رُؤىً فَتَّانِ صُوَرْ ! ما أَنْبلَ هاتَيْنِ العَيْنَينْ الوادعتَيْنِ الطَّيبتَينْ ما أروع ليلهُما الساجِي يُغرِى من يعشقُ حُلْوَ سَمَرْ ! ويُنادِى الشَّوقَ، فَيُدمِنُ طولَ سَهَرْ ! كَوْنانِ من الأسرارْ ! بَحْرانِ بغير قَرارْ ! بهما أَبَحْرتُ بغَيرِ شراعْ ! ورحَلْتُ بغير وداع ْ لطويل سَفَرْ ! نَجْمانِ بَعيدا الدارْ ! فَمَتىَ أو كيف مَزارْ؟! ومَرامِي البُعْدِ فِساحْ لكنَّ الحُسْنَ مُطاعْ وخُطا الأشواقِ ِسراعْ ستطيرُ بألفِ جناحْ ! لعُيون "سَحَرْ" ---------
| |
|
| |
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: شكرا هيثم على المرور الإثنين 04 يوليو 2011, 10:06 pm | |
| في البدء نقدم تعازينا لاسرة الراحل المقيم المعلم والشاعر الجليل جعفر محمد عثمان خليل في هذا الفقد الاليم والذي رحل عن دنيانا الخميس الموافق 23 يونيو 2011 بعد حياة حافلة قضاها في دروب العلم والادب ... وايضا شكري وتقديري للاخ الصديق الرائع مرتضى محمد محمد عثمان يعقوب (حلفاويز) على جمعنا بالراحل في داره العامرة بواسطة الاخ معاذ ابوبكر من ابناء القرية (15) جمى وعمكة وهو ايضا من اقرباء الراحل ... وكاني كنت استعجل هذا الامر لحكمة غابت عننا .. التقينا به ومعي شقيقي نزار في دار شقيقه الاستاذ على محمد عثمان بالعمارات شارع 41 في سوق يختلط فيه الحابل بالنابل من ابناء الذوات .. وجلسنا في حضرته رغم اثار المرض والتعب عليه من اثر الوعكة التي المت به في بدايات هذا العام ..وقضينا وقتا طيبا على الرغم بان الحوار لم يأخذ الطابع الرسمي نسبة لظروفه ولكن قدم لنا افادات نادرة لاول مرة اسمعها على الاقل بما يتعلق بقصيدة تبلدية وتلك الفترة التي قضاها في الدلنج بالاضافة الى الصومال ... وما جعلني وشجعني ان امضي اليه هو عكس الصورة الحقيقية المتعلقة بشجرة التبلدية و دلالتها الرمزية والتي جعلت من الجميع السير في اودية مختلفة من التفسير والرؤى خاصة مدلول وما اشارت اليه القصيدة والتي يحسبها كل من جاء الدلنج بان المقصود بها بنت من بنات الحوازمة .. تلك القبيلة الرعوية والتي تنتمي للبقارة من جهة ما رغم وقوعها في نطاق جنوب كردفان فيما عرف ومعلوم للجميع بان مواطن البقارة هى جنوب دارفور .. ويعرف في انحاء جنوب كردفان بان الخريف ماطر وذو خير كثير ويفيض بالفواكه واللبن وأضحى للبن سوق كبير خاصة في مدينة الدلنج اذا يتوسط السوق الكبير بالقرب من سينما الدلنج الشهيرة والوحيدة .. والغريب بان للبن سوقان؛ أحداهما للحليب، والاخر للبن الرائب ويقع جنوب السوق بمحاذاة خور صغير يمر بالسوق، وهذا نهاري الحركة هكذا الاول، وكانهما يتبادلان الحياة ويحرسان المدينة من الجن.. ولبنات الحوازمة اصول لبيع هذا اللبن ولهن رحلة يومية تبدأ من مساء اليوم الباكر وتمتد الى المساء المتأخر، وكنت شاهدا عليها لفترات طويلة بتلك المنطقة في زمان سابق. وتبدأ هذه الرحلة عبر معهد الدلنج والذي اضحى جامعة الدلنج في العام 1991م. ويحتم المرور على بنات الحوازمة المرور يوميا بطرق المعهد المتعرجة ذات الاشجار الكثيفة (الانجل، الطندب، النيم، التبلدي على قلته، واشجار أخرى) .. لقد استطاع الشاعر جعفر ان يصف عبر التبلدية مناخ وتاريخ وجغرافيا المدينة بصورة رمزية بالغة في الرزانة والاتزان الشعري ... وللتلبدي رحلة سنوية نحو الخضرة تبدأ اواخر ابريل ولقد صادفت هذا العام موسم الاخضرار وايضا يتزامن ذلك مع عودة السمبر الى المدينة والتي اكدها أكثر من شخص وبالاحرى أكد لنا الدكتور بشرى (ربما هذا الاسم غير صحيح) بان مواعيد عودة السمبر يوم 21 ابريل من كل عام ويعود في نهايات اكتوبر الى بلاد الحبشة بمجرد انتهاء فصل الخريف .. ولغرابة المشهد التقيت الاستاذ جعفر يوم 28 ابريل وفي يوم 30 ابريل كنت حضورا وشاهدا على السمبر وهو في اعلى فروع التبلدية في مشهد رائع يؤكد لك بان الحياة تمضي بوتيرة واحدة لا تتغير خاصة على صعيد ريفنا الحبيب .. نسال الله له الرحمة والمغفرة ولاهلنا بالدلنج السلام والعافية .. | |
|
| |
اسامه آل جبارة عضو برونزي
عدد المساهمات : 196 نقطة : 10360 تاريخ التسجيل : 20/03/2011 العمر : 54 الموقع : المملكة -طابا المزاج : 114
| موضوع: له الرحمة الثلاثاء 05 يوليو 2011, 10:28 am | |
| قال تعالى (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) تعازينا لاسرة الراحل المقيم المعلم والشاعر الجليل جعفر محمد عثمان وهذا الفقد الكبير ولا نذكيه على الله ونساله سبحانه ان يتغمده برحمته وان يجعل البركة في ذريته انه ولي ذلك والقادر عليه ولعل مما وفق ليه هذا المعلم الكبير اختياره لهذه الرمزية الباقية في وجدان امتنا السودانية ( التبلدي ) نعم لقد كان لاختياره ذكاء ليتكب له البقاء بيننا بقاء هذا الرمزية على راض سوداننا الحبيب . ولك أ/ ناصر البهدير شكري وتقديري على هذا التوفيق في التوثيق لهذا العلم وان يجمع الله لك به خيري الدنيا والاخرة | |
|
| |
هيثم أبوالقاسم (البرقيق) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 222 نقطة : 10126 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 51 الموقع : السعودية /الرياض المزاج : ضارب الهم بي الفرح
| موضوع: وأهديكم قصيدة (السيجارة) للاستاذ الراحل جعفر محمد عثمان الأربعاء 06 يوليو 2011, 12:38 am | |
| توج الشيب رأسها في الشباب يا لتاج صاغته نار العذاب ! لبسته من الرماد كئيبا دائبا بين مشهد وغياب..! يا لتاج مجدد العمر ،يفني وهو بعد الفناء ذو أعقاب ! الردى فيه إن أتى فعلاها والردى فيه مسرعاً بذهاب !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فنيت في دخانها تشبه الشمعة إلا في دمعها المنساب ! وكساها اللظى بياض رماد بعد أن بزها بياض ثياب ! وغدا قدها الرشيق رفاتاً بعد أن كان كالغصون الرطاب ! فنيت في الدخان ،و الجاحم المسعور يجني على رقيق الإهاب …! لم يغادر إلا نقاباً لها احمر من بعد أبيض الجلباب..…! وكأن الدخان إذا يتعالى روحها قد مضت لغير إياب ! أو كأن الدخان ألسن شكوى مؤلمات البيان والإعراب ! وكأني بها تسأل : ماذا كان جرمي ،وفيم كان عقابي؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم لها من مدله تيمته في هواها بسحرها الغلاب ! لا تراه إلا مشوقاً إليها والى لثم ثغرها المستطاب ! لم يحل دونه النقاب ،ولكن شاقه للذي وراء النقاب ! لم يزل هائماً يقبل ثغراً ليس إلا دخانه من رضاب ! دائباً في ترشف الريق منها ثم نفثه كسحب الضباب ! وهي في كل قبلة تتفرى تحت جمر مسعر ذي التهاب ! فإذا ما قضت تبدل أخرى ثم أخرى ،من بعد نيل الطلاب ! ودهاها بأشنع الغدر لما نال ما يبتغيه من أراب….! ويحها ،جوزيت جزاء (سنمار)، وظلم الإنسان غير عجاب ! بل (سنمار) كان أسعد لما صين عن أن يداس بالأعقاب !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هكذا الناس ،إن أصابوا مناهم غدروا كلهم كغدر الذئاب ! أفما عاش (ذو القروح) قديماً وهو يشكو خيانة الأصحاب ؟! كلما ظن في صديق وفاء كان ذئباً يسطو بظفر وناب ! إنما هذه الأناسي خلق من خداع وخسة وكذاب !! إنما تقرع العصا يا (امرأ القيس) لمن كان من أولى الألباب ! عظة منك سوف تبقى وتبقى مثل عمر الدهور والأحقاب !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طالما كنت يا رشيقة كالعذراء بين الكواعب الأتراب ! بجسوم كأنها تحذر المقدور لما تلاصقت في ارتعاب ! ثم كان المحذور ،فافترق الشمل، وشط المزار بالأحباب ! ومضيتن ،هذه ،ثم هاتيك ، فهاتيك ،في نضير الشباب ! وإذا الدار بعدكن خلاء قد تراءت في وحشة واكتئاب ! لم تصن مثل سالف العهد ،لكن نبذت من هوانها للتراب !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسرتي يا شقية الحظ في الدنيا لما ذقت من أليم المصاب ! أنت للسجن يا شقية مذ كنت، للنار بعده والتباب !
| |
|
| |
هيثم أبوالقاسم (البرقيق) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 222 نقطة : 10126 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 51 الموقع : السعودية /الرياض المزاج : ضارب الهم بي الفرح
| موضوع: رد: حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل الأربعاء 06 يوليو 2011, 12:59 am | |
| بعض من ما قيل وكتب في حق معلم الأجيال الراحل جعفر محمد عثمان خليل -بقلم الأستاذ سيف الدين عيسى مختار -المنتدي السوداني للحوار ...قال فيه
لعل المتأمل في شعر جعفر محمد عثمان يلحظ أول الأمر تمكنه من أدوات الشعر، وهذا لعمرى أحد شروط اجادة النظم، في زمان اختلفت فيه المفاهيم عند الكثير من الناس الذين قد يعتقدون أن مجرد رص كلمات متشابهة النهايات قافية يمكن أن يقوم عليها الشعر بغض النظر عن علاقة القافية بالبيت وبالوزن، فالقافية لها دور كبير وفعال في القصيدة العربية الكلاسيكية، وحتى في القصيدة الحديثة مع اختلاف مسمياتها، وقد اختلف الدارسون في تعريف القافية فقال الخليل بن أحمد هي من آخر البيت الي أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن" وقال الأخفش هي آخر كلمة في البيت أجمع. وانما سميت قافية لأنها تقفو الكلام أي تجيء في آخره، ومنهم من يسمي البيت قافية ومنهم من يسمي القصيدة قافية، ومنهم من يجعل حروف الروي هو القافية0 والجيد المعروف من هذه الوجوه قول الخليل والأخفش، ففي معلقة امريء القيس :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
القافية من هذا البيت عند الخليل " من عل" ، وعند الأخفش "عل"،
ولست هنا بصدد الحديث عن القوافي وأنواعها وأوزانها المختلفة، انما أردت أن أنبه القراء الكرام الى مدى اجادة الأستاذ جعفر محمد عثمان لقوافيه وادراكه الواعي لأهمية القوافي في القصيدة، لذلك جاءت أشعاره قوية السبك سليمة النظم ، وتأمل ان شئت قصيدته في تذكر مصر أو (الذكريات) لتجد أنه التزم الى حد بعيد الشرط الأصعب للقافية (تعريف الخليل بن أحمد الفراهيدي) بشكل تكاد تكون فيه قصائده نموذجية في هذا الباب. ورغم عنايته الفائقة بهذا الشكل الكلاسيكي للقصيدة، الا أنه شاعر حداثي بمعني الكلمة، فقد برهن بالفعل على أن اتخاذ شكل ما للقصيدة لا يعيق عصرنة موضوعاتها، وان الخلل لا يكون في الوعاء المتخذ للابداع، بل في طريقة التناول ، فلم يلتزم الشاعر هنا عمودية الشعر بقدر ما اتبع نمطا جديدا تجده في كل قصائده، فالقصائد الغنائية التي ينكفيء فيها على ذاته، ويستحضر فيها صور حياته المختلفة تجدها منسابة في تلقائية مطلقة ، بينما نجد في قصائد المناسبات تقسيما يقترب كثيرا من نمط عمود الشعر المتمثل في المبدأ والخروج والنهاية، فقد بدأ في قصيدته التي نظمها بمناسبة حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، بدأ بذكر مصر ووصفها وريادتها في مجال الفنون والآداب، ثم خلص الى ذكر نجيب محفوظ وآثاره الأدبية وانتهى الى تهنئة نوبل بنجيب محفوظ، وفي اقصيدة سالفة الذكر يتجلى التناص، والتناص مصطلح نقدي جديد يحدد الفضاءات التي تحلق فيها القصائد والتي تستحضر أعمالا مشابهة، لا تأخذ منها مباشرة بل تجعلها خلفية للقصيدة كلها، فاذا أخذنا هذا المقطع مثلا من قصيدته (في حب مصر)
شاعر رقرق النغم عاشق باح، ما كتم هانئ القلب في الهوى لا عذاب ولا ألم .... في المحبين مفردٌ لم يُعاتََب ولم يُلَم قد سرى في عروقه من دماء الحبيب دم ! عشقُه (مصرُ) مَنْ رأى عاشقاً مصرَ يُتهم ؟!
التناص هنا هو أنك لا يمكن أن تقرأ هذا المقطع دون أن تكون قصيدة حافظ ابراهيم محلقة في أجواء القصيدة:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي في حب مصر كثيرة العشاق أني لأحمل في هواك صبابة يا مصر قد خرجت عن الأطواق ولا يمكن أن تقرأ القصيدة كلها دون أن ترد الى ذهنك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مصر كنانة الله في الأرض) وقوله (ستفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض )، ولا يمكن ان تقرأ هذا المقطع أيضا:
وحِمَى (السيد الحسين) وقد ماج بالنسم أهل شرق ومغرب شملُهم عنده التأم كلما حل (مولدٌ) كمل العِقدُ وانتظم و(مجاذيب) حُبِه وَجْدُهم هاج واضطرم و أمادِيح جَدهِ مستَغاثٌ ومعتَصَم و مَتابٌ إلى الذي يقبل التوب والندم .
الا وترد الى ذهنك قصيدة المولد لمحمد المخدي المجذوب، أو صدى ديوانه (نار المجاذيب) فالقصيدة عند جعفر محمد عثمات ذات اجواء منفتحة على العديد من التجارب الرائعة في الشعر العربي قديمه وحديثه، ورغم أن شعر المناسبات يكون في الغالب محدود التأثير وقد تنتهي القصيدة بانتهاء المناسبة، الا انها ليست كذلك عند جعفر محمد عثمان، لأنه لا يقول الشعر مستهدفا المناسبة في حد ذاتها، بل ينظم حين تمس المناسبة منطقة حيوية من وجدانه هو ، ولذلك لا يأبه بالقاء القصيدة في المناسبة نفسها بل يبقيها لنفسه، وهذا ما يتيح له مساحة من الحرية في التعبير عما يعتمل في ذاته ويكون ذلك مدعاة لتوليد معان جديدة، فعلى سبيل المثال، نجد أن عددا من فحول الشعراء بما فيهم شوقي وحافظ تناولوا الاهرامات كمجد تاريخي لمصر، لكن جعفرا في هذه القصيدة يمجد الانسان المصري الذي بنى الاهرامات، فاذا كانت الاهرامات وهي من الحجر آية من آيات ومعجزات الزمان،، غمن باب أولى أن تكون مصر هي المعجزة الحقيقية:
والريادات، والرعايةُ – يا مصر – للذمم (هرم) الصخر وحدهُ آيةُ الآيِ في العِظَم انت كم شدْتِ بعده هرماً بعده هرم مكرماتٌ، عطاؤها وَسِعَ العُرْبَ والعجَم دون مَنٍ ولا أذىً بل سجاياك في الكرم كم صروح بنيتِها نُسِيَتْ عندها (إِرَم)
ولذلك من باب أولى أن تقدم التهنئة لجائزة نوبل اذا نالها المصري نجيب محفوظ/
بعد خمسين حِجةً من عمىً عنك أو صمم ! ظلم (الضاد) حقها فيك والفن ،من ظَلم حَكَمٌ جارَ, ثم قد تاب واستغفر الحكَم ! نوبلٌ).....مرحباً، وقد أصبحت (لاؤها) نعم ! فلها تهنئاتنا فَهْيَ من فاز واغتنم ! فوقها أنت، فوقها (الضاد) في القدر والقيم
وفي هذا البيت (نوبل مرحبا وقد أصبحت لاؤها نعم) صدى بيت الفرزدق في مدح على زين العابدين:
ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم
| |
|
| |
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل الأحد 10 يوليو 2011, 9:27 pm | |
| - اسامه آل جبارة كتب:
- قال تعالى
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) تعازينا لاسرة الراحل المقيم المعلم والشاعر الجليل جعفر محمد عثمان وهذا الفقد الكبير ولا نذكيه على الله ونساله سبحانه ان يتغمده برحمته وان يجعل البركة في ذريته انه ولي ذلك والقادر عليه ولعل مما وفق ليه هذا المعلم الكبير اختياره لهذه الرمزية الباقية في وجدان امتنا السودانية ( التبلدي ) نعم لقد كان لاختياره ذكاء ليتكب له البقاء بيننا بقاء هذا الرمزية على راض سوداننا الحبيب . ولك أ/ ناصر البهدير شكري وتقديري على هذا التوفيق في التوثيق لهذا العلم وان يجمع الله لك به خيري الدنيا والاخرة شكرا اخي اسامة على مرورك .. وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى ان نلتقي هذا الهرم اللغوي الشامخ .. اللهم تغمده بواسع رحمتك وغفرانك .. لقد استطاع الشاعر الفذ المرحوم جعفر ان يستخدم الرمز في اعلى مقاماته في استدعاء للمفردات بتناسق مدهش مما احال التبلدية الى حالة من الاشعاع الفكري حين وظف الرمز الطبيعي ومزجه برومانسية مقتدرة ومتعاظمة لا تلتبس على القارئ وتجعله ممسكا بخيط رفيع بين طيات الادب الحديثة؛ تارة متقلبا بين كهوف التاريخ وتارة اخرى بين عميق الجغرافيا في سرد ممتع يحلق في فضاءات النص خالقا منه عالما اخر من الرؤى المنثالة والتراجيديا والوصف البنيوي وفق حفريات المعرفة والتي ما انفك الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو يسابق بها التاريخ من مرحلة الى اخرى حتى يبين بين خيط المعرفة الابيض والجهل الاسود. عفوا اخي اسامة لماذا صادرت وزارة التربية انفاس هذه القصيدة من على صدور ابناء وطني العزيز .. وارجو ان لا تدخل علينا من باب السياسة عفانا الله منها .. فقط تذكر نحن هنا نتعاطي الادب الشفيف .. اذن انت تعرف لماذا سمى ادبا مثل ما يطلق على الكنيف بيت الادب ... | |
|
| |
هيثم أبوالقاسم (البرقيق) عضو ذهبي
عدد المساهمات : 222 نقطة : 10126 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 51 الموقع : السعودية /الرياض المزاج : ضارب الهم بي الفرح
| موضوع: نظرات فى توائم الشعاع وفرائد الإبداع الأربعاء 13 يوليو 2011, 8:11 pm | |
| النوراني الحاج الفاضلابي يبحر في عوالم الشعر ويقدم: نظرات فى توائم الشعاع وفرائد الإبداع النوراني الحاج الفاضلابي توائم الشعاع .. عنوان الديوان الأول للشاعر المبدع الأستاذ جعفر محمد عثمان اتحفتنا بنشره الجمعية السودانية لخريجي الجامعات المغربية ، جاءت هذه الاصدارة لفتة بارعة من فتيان هذه الجمعية ، عبروا بها عن وفائهم لأستاذ الأجيال ـ جعفر محمّد عثمان .. وهم كما قال فيهم: فهم القطارف يكرمون فيغدقون بغير منٍّ لم يحتضني بالوفاء مثيلهم لم يحتضنِّي الى أن يقول في ذلك الحفل البهيج الذي كرموه فيه: قد كنت أحسب أنّ قومي وحدَهم وَزَري وحصني فإذا بكم يا مكرميّ بحفلكم كأخ أو ابن
هذا قليل ليته عنّي لدى الأحباب يغني هذا ، ومن وافر نعم الله عليّ أن هيأ لي لقاء الأستاذ جعفر محمّد عثمان بمدرسة الجنينة الثانوية للبنات ، في النصف الأول من القرن الماضي وظل اللّقاء بحمد الله متصلا ، ما برحنا ننهل من منابع أدب الأستاذ جعفر وكم هي شهية وثرّة ، وامتدت صلاتي بالأستاذ جعفر الى أن عرفت أسرته الكريمة ، وكانت له هو أوثق الصلات باهلنا الفاضلاب ، وله مساجلات أدبية نثراً وشعراً مع أهلنا الفاضلاب ، كصلته بالشاعر المهندس حمزة محمد عثمان الفاضلابي ونحن نقول لأستاذ جعفر حيّاك الله وحيّا قومك الذين تقول فيهم: هم قومي أهل التضحيات وهم .. اهل الوفاء لماضٍ عزَّ مدّخراً الشامخون بأنف العزّ في وطن .. نور الحضارة منه انداح وانتشرا به حبا الفن طفلا ثم شبّ فتىً .. ولم يزل خالداً ما شاخ ما اندثرا ولله درك أخي الشاعر العظيم وأنت تمجد الوطن ، وطن الآباء ، الأعزة على مرّ القرون ما زلت أذكر تلك الأبيات الرائعة من قصيدتك البديعة صرخة الجحجاح ، وأذكر صديقنا الأستاذ الأديب خضر طيفور بشير وهو يبدي إعجابه بها ويقرأ بنبرات قوية بعض أبياتها في حفل بهيج بمعهد عبد الله الطيب للغة العربية ومن جيّد ما قرأه الأستاذ خضر طيفور بشير ، قولك: مَن كأسلافي مساعير الوغى عبس وبكر؟ مَن (كطهراقا) ومَن مثل (بعنخي) عند فخري! أنا في عليا معد أعتزي من بعد فهر والي علياء نجد من بعد (بوهين) و(عبري) الى أن تقول حياك الله: هل مُعمّ مُخول مثلي وهل ذخر كذخري ؟ دوحة للمجد طابت أفرعاً ، من طيب جذر ونقول : متابعين الحديث ، إن نحن كررنا شكر جمعية طلابنا بالمغرب لاهتمامها بهذا الأديب العملاق ، فإنا نشكر كلّ أولئك الذين ظلوا يتابعون إبداعات الأستاذ جعفر ، عبر كل وسائل النشر المتاحة. ولنا كلمة شكر للأستاذ محمد مبروك وهو يزين ملفه الثقافي بأخبار اليوم بأدب الأستاذ جعفر ، الذي يمثل قلادة ذهبية في جيد تلك الصفحات الأدبية الأنيقة ، ولنا كلمة شكر خاصة لمعهد العلامة الدكتور عبد الله الطيب للغة العربية بقيادة الأستاذ الأديب اصيل الأرومة والفكر الدكتور الصديق عمر صديق لقد قدم هذا المعهد العظيم أستاذنا الشاعر جعفر في قراءة شعرية تخللتها أحاديث رفيعة في اللغة والأدب من واسع معرفته. أمّا أصدقاؤه من محبي أدبه فهم كثر أذكر منهم الشاعر العالم الأستاذ الوفي بشير عبد الماجد بشير ، ويكاد يكون قرأ كل شعره وحسبه أنه كتب قصيدة نونية رائعة ، رداً على قصيدة الأستاذ جعفر (لمن تغنون) ، وقد تشرفنا بنشرها والتعليق عليها في هذه الصفحات المضيئات من ملف اخبار اليوم الثقافي . ومن الذين يتذوقون شعر الأستاذ جعفر بعد فهمهم الصحيح له الأستاذ الأديب الفاتح الحاج عبد الله ، ويكاد يستظهر قصيدة الأستاذ جعفر (على ساحل المحيط الهندي) وكم أعجبه من هذه الرائعة ، رجع ذكريات الشاعر لأيامه في المغرب الجميل ، إذ يقول: أين في البعد مغرب الشمس ممّن داره عند مولد الأضواء؟! أين مني (سلا) وأين (رباط الفتح) مغناي في عهود الصفاء؟! أين من ناظري (القنيطرة) الزهراء دار الجميلة الزهراء؟ الى أن يقول عن تلك الأيام الزواهي الزواهر: هُنّ عمري الذي تركت ورائي وبعينيّ ما تركت ورائي هُنّ زادي ورفقتي ونداماي ، وراحي وراحتي وعزائي يا ليالي النوى الشطون تقاصرن كما لم تطل ليالي اللقاء أو تطاولن ، لا أبالي فعندي إن دجتْ سودكن نور الرجاء كم كنت أود أن أطيل الحديث ، من خلال هذا الشدو الشجي الشجن العجيب ، لكني أوثر أن أحدثكم قرائي الكرام عن ماهية الشعر وحقيقته عند أستاذنا جعفر محمد عثمان ، أقتطف بعض ما قاله تاركاً لكم التأمل المفضي الى نظرية الشعر عنده يقول (ليس في هذه الأشعار عمل واحد خلا من الوزن والقافية باسم [قصيدة النثر] وهو اسم لا يناسبها لأنّ وصف القصيدة يدل عند القدماء على شئ يمتاز بالجودة والكمال والتمام ، كالمخ القصيد وهو الجامد الذي يتكسر قطعاً ولا يسيل ، والمقصدة عندهم هي المرأة الرائعة للعين. من حيث تمامُ أعضائها ، بلا عيب فيها ، أمّا الشعر المنثور فقد حُرم الأوزان كما حُرم القوافي وهي سر النشوة والطرب مع الموسيقا بالبداهة والشعر عنده له عوالمه المتعددة بتعدد مظاهر الحياة وكل محاولة لحصره بفن بعينه او موضوع بعينه ، إنما يفقده ما طبع عليه. فهو يسبغ روحه على كلّ مظاهر الطبيعة ، وكأنها كائنات حية تحس وتسمع ..الخ والشعر كما نفهم من إشارات أستاذنا هو ترجمان الحياة وليس هذا ببعيد عن إشارة العقاد في بيته الرائع: الشعر من نفس الرحمن مقتبس .. والشاعر الفذّ بين الناس رحمن وبعض أهل الشعر السياسي يكادون يجعلون منه خطبا منبرية موزونة ومقفاة لكن أستاذنا يستشير كل معارفه من تاريخ الأمة المجيد ، ومعالم نهضتها بل ويوظف حتى أساطيرها ليكتب شعراً سياسياً عميقاً ينهض بالأمة لتدرك ما فاتها لتعيد به مجدها الأول. وحسبي إخوتي القراء هنا أن أسجل هذا المقطع من أول قصيدة في الديوان (سامحنا يا عراق) إذ يقول للعراق: أعراق العزّة والنخوات ، وعاصمة التاريخ ، وذاكرة الأيام ومشارق أنوار النّخَب الأعلام يا فكر (حمورابي) .. يا فن (أبي تمام) حاشا لك موت القهر ، فغيرك لا أنت المقهور يا (دار الحكمة) يا بغداد ، ويا بنت (المنصور) يا من تختال على الدنيا بعراقة (أور) وببابل تاريخاً حيّاً و(آشور) هُبّي انتفضي مثل (الفينيق) له بعث من بين رماد النار إني أحبتي القراء لعلى يقين من أنّكم ، وقفتم معي على هذا اللون الجديد من التعبير ـ الأنيق مفردات ريّا شاعرة مطربة موحية مثل (مشارق) ـ (أنوار) ـ (النُخَب) ـ (الأعلام). ونلاحظ توظيفاً للقافية كما يحلو للشاعر نغمها دون ان تفلت من بين يديه خيوطها الحريرية الجميلة ، واستقراء لتاريخ الأمة العربية ـ الإسلامية بوعي ودراية دون هتاف مباشر! والاستفادة من الأسطورة بالقدر الذي يحلّق بك في عوالم الخيال الشعري غير المقيد ، استفادة من مقولة البحتري المشهورة: كلفتمونا حدود منطقكم .. والشعر يغنى عن صدقه كذبه ولله درك وأنت تقول في احدى فرائدك ايها الشاعر العظيم: إن كنت لم تعدي ، فكم يعد الخيال وكم يفي ! ولكم توهمنا المُنى وعداً لنا لم يخلف ونصدق الاحلام في الكذب الجميل فنشتفي ألم يكن البحتري محقا إذ حدثنا ـ عن كذب الشعر الجميل (الابيض)؟ هذا هو الشعر يا أصحابي وهذه عوالمه ، وتلك بحوره ، وهاتيك سماواته فأبحروا وحلّقوا إن استطعتم ، والا فأعيدوا قراءة قول المتنبئ: لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والأقدام قتال مع وافر تحياتي لكم احبائي قراء الملف الثقافي وحيّا الله أستاذ ابلأجيال الشاعر جعفر محمّد عثمان
منقول من صحيفة أخبار اليوم -الملف الثقافي
| |
|
| |
اسامه آل جبارة عضو برونزي
عدد المساهمات : 196 نقطة : 10360 تاريخ التسجيل : 20/03/2011 العمر : 54 الموقع : المملكة -طابا المزاج : 114
| موضوع: رد: حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل السبت 16 يوليو 2011, 1:34 pm | |
| - ناصر البهدير كتب:
- اسامه آل جبارة كتب:
- قال تعالى
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) تعازينا لاسرة الراحل المقيم المعلم والشاعر الجليل جعفر محمد عثمان وهذا الفقد الكبير ولا نذكيه على الله ونساله سبحانه ان يتغمده برحمته وان يجعل البركة في ذريته انه ولي ذلك والقادر عليه ولعل مما وفق ليه هذا المعلم الكبير اختياره لهذه الرمزية الباقية في وجدان امتنا السودانية ( التبلدي ) نعم لقد كان لاختياره ذكاء ليتكب له البقاء بيننا بقاء هذا الرمزية على راض سوداننا الحبيب . ولك أ/ ناصر البهدير شكري وتقديري على هذا التوفيق في التوثيق لهذا العلم وان يجمع الله لك به خيري الدنيا والاخرة شكرا اخي اسامة على مرورك .. وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى ان نلتقي هذا الهرم اللغوي الشامخ .. اللهم تغمده بواسع رحمتك وغفرانك .. لقد استطاع الشاعر الفذ المرحوم جعفر ان يستخدم الرمز في اعلى مقاماته في استدعاء للمفردات بتناسق مدهش مما احال التبلدية الى حالة من الاشعاع الفكري حين وظف الرمز الطبيعي ومزجه برومانسية مقتدرة ومتعاظمة لا تلتبس على القارئ وتجعله ممسكا بخيط رفيع بين طيات الادب الحديثة؛ تارة متقلبا بين كهوف التاريخ وتارة اخرى بين عميق الجغرافيا في سرد ممتع يحلق في فضاءات النص خالقا منه عالما اخر من الرؤى المنثالة والتراجيديا والوصف البنيوي وفق حفريات المعرفة والتي ما انفك الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو يسابق بها التاريخ من مرحلة الى اخرى حتى يبين بين خيط المعرفة الابيض والجهل الاسود. عفوا اخي اسامة لماذا صادرت وزارة التربية انفاس هذه القصيدة من على صدور ابناء وطني العزيز .. وارجو ان لا تدخل علينا من باب السياسة عفانا الله منها .. فقط تذكر نحن هنا نتعاطي الادب الشفيف .. اذن انت تعرف لماذا سمى ادبا مثل ما يطلق على الكنيف بيت الادب ... ------------------------------------------------------------------------------------------------------------ التحيــ للكل ــــــة ولك اخي أ/ ناصر الموقر للمشاركين في هذا العلم الذي اختفى نجمه وها هو بيننا وهذا ما يتمناه الكل ولكن القليل من يحظى به اخي أ/ناصر وجهتي لي سوال وكانني في وزارة التربية والتعليم السودانية وليتني كنت هنالك لطبعة ديوانه ونشرت مجانا ولكن بتعرف انو الادباء امثال شاعرنا على مر التاريخ كانوا يواجهون مصير يكاد يكون متشابه وان اختلفة انواعه واساليبه ولانهم ووسط ما ينتجون يضعون كلمة واحد تكون ورائها من المعاني ما لا يدركه الا صحاب الشأن في ذلك وبغض النظر عن ذلك فانني ارى ان هناك تجاوز غير مبرر رغم عدم علمي بالسبب لكن مهما يكون هو فليس مبررا وهذه واحد من كثير مما نتختلف فيه مع النظام الحاكم بالسودان . ورغم انه تراجع عن في الكثير من القرارات الغير موفقه خاصة المتعلقة بالوسط الفني ولكن عزاونا اخي الكريم هو وهذا من النعم التي يجب حفظها بالشكر واستقلالها كما يريد خالقنا وهي هذه الوسايط التي لا تعرف اللون ولا الجغرافيا . وصحاب الحق احق ان يتبع ويدافع عنه وذلك عله خير مواسى لنا في هذه الايام . ( وانني على قناعة كاملة وكامنة بان السماء تمطر حين تحتجب ) ولعل ذلك خيرا في تناول ما ابدعه شاعرنا في المجالات كلها حتى السياسية منها والى الامام واخي معين لا ينضب | |
|
| |
| حوار معلم الاجيال والشاعر المرحوم جعفر محمد عثمان خليل | |
|