السارة بت سيد الرجال

1998م نشرت صحيفة الدار جريمة لرجل يقتل ابنته وينتحر ... بسبب أنها كانت توهمه بأنها تذهب إلى الجامعة إلا أنها - على ذمة الصحيفة - كانت تذهب لمآرب أخرى سيعرفها المطلع على قصيدة (السارة بت سيد الرجال) ... التي لم تخرج عن الواقع في شي سوى آلة القتل من (مسدس إلى خنجر)، إضافة إلى بعض الرتوش في مقدمة القصيدة.






النص
أديني ضانك يا ولد...
وأسمع حكاية من البلد..
من صميم قلب الحقيقة الفارقت أرض الخيال..
***********
كان في منا ... يحضن جنا..
يرعاهو بالعيش الحلال
يركع يقول داير الجنا .. يرفع يقول داير الجنا .. كل المنى كان للجنا ... آمالو كلها لجَّنا .. وانبادلن فيو كم سنة
وطال المجال..
حدّود أخيراً بشروهو وقالوا ليهو خلاص مناك تمّ وخلاص انتمّ فال..
جابت بنيَّة
جملة رنت في فؤادو وأطربت روحو وسرح .. نظروا في القالتلو جال.
السارة قال
بالسارة ينتم السرور الهجرو طال
بالسارة يا ناس اكتمل بيتي وبقيت سيد الرجال.

*************

سنواتا تمّن سبعة... ودّاها ساقا المدرسة
قال العِلم.
السارة ما ممكن تكون من ضِمِن شلّة جهال.
اتعلّمت واترعرعت
ربّاها بالعيش الحلال .. وكساها بالمال الحلال
وسقاها من بحر الدلال .. لكنّو مو راخي الحبال

*************

السارة داخلة الجامعة
والجد بقول كانت سلافة من الجمال
ولي الليلة زولنا يسوقا لي باب العلم.
لكن في شي ... كان في المشي
يوديها حال وصادا كان ترجعلو حال
ما قال في شي
واثق تمام في بنيّتو وسدر الخير احتمال
ما أصلو كان بسقيها من بحر الدلال زايداً علي أكل الحلال.

***********

في يوم صبح واداها ذي عادتو القديمة ووصّلا
لى عن محل أهل العلم داك شهّلا.
والمرة دي صدّ ورجع لى بيتو لى شيتاّ نِسا
بي صدفة بلقى دفاترا .. بلقالو مرجع حقها
يمكن نست قلبو اشتغل
أحسن أعوج ليها صاد واتهنى تاني ومن جديد
بي شوفة السارة الذلال
ما أصلو كان بسقيها من بحر الدلال زايداً علي أكل الحلال.

*************

(السارة بت سيد الرجال) ... لى ديدبان الجامعة قال
ردّالوا: (وين سيد الرجال؟ وين بتّو بت سيد الرجال
السارة صُح كل يوم تجي .. لكن تخش تقرى العلم
أبداَ محال .. برجاها زولاً ليها يوت ويسوقا لى أشنى الفعال)

دون انفعال: (الشك كعب.. يا ناس اخير نرجى اليقين في سرو قال)
***********
ودّاها في اليوم التلى ... ذي عادتو لي باب العلم
لكنّو ما صدّ ورجع ... أصبح مكمّد بالوجع
حدّر مراقب كبدتو ... لامن كمل صبر البشر
أصبح يلوك صبر الجمال
لامن وصل سيدك كمال
من إيدها ساقا وركّبا ... للسارة في السيارة شال
لي السارة بت سيد الرجال
وبى وراهم ديك عيون سيد الرجال
صابر يغالب عبرتو
حتحت دمع بي حرقة في خديهو سال
دخلو الوكر ... وكر الرزيلة الحرّقت توب الجلال
***********
(سيد الرجال)
في بنية خشت ذي غزال
لى صاحبة الوكر النتن نصب الحبال
وأنا درتها .. وأنا أصلي ليك زبون قديم وقطعني منّك انشغال
قالتلو محجوزة البنية
ممكن تعوج لينا بكرة بجيبا ليك ست الكمال
في سرو قال: (ست الكمال صاحبة كمال يا آفة بت سيد الرجال)
قال ليها باكر مو بعيد وانا ليك بجي وبدفع كتير ما بحوجك لى ذل سؤال
********
عرج رجع يومو التلى وساق عزوتو
عم البنية وأمها ... واخوها كان تاني البطان أصبح صبي يهد الجبال
وما نسى الرابع كمان بباقالها خال.

ما كلّمن ... ساقن بعيد قام وقّفن
ودخل هناك وكر الرزيلة الحرقت توب الجلال
وشوية جات السارة تقدل
لابسة توب بعكس جمالا وزينتا
بعكس تلالا وفتنتا
كان لابسة توب مليان ضلال
كان توب مزركش بالغواية وكان بيرقش بالدنايا
وفي الشفايف أحمرا ... وفي العيون ماسحة الظلال

في خلعة شافت زولا كان سيد الرجال
بي حسرة خت يمينو في كتفو الشمال
وسلّ خنجر في الضراع كان ركّنو
وفي قليب السارة همّ وسكّنو
وسلاهو صاد
ومكانو كان المرّة دي
في قليبو الهمو كال
الكان قبيل
ربّاها بالعيش الحلال
وكساها بالمال الحلال
وسقاها من بحر الدلال
رغم إنو مو راخي الحبال
ودّع حياتو وفارقا
وخلّد سؤال
هل عروة كان سيد الرجال؟؟!!!!!!!

بالطبع صديقي العزيز خالد فإن القصيدة لم تخرج عن بعض واقع مجتمعنا السوداني... ولعل هنالك شبه إجماع على أن التربية القائمة على الكبت ومراقبة البنات في كل صغيرة وكبيرة هي سبب مباشر لإنفجار لا أخلاقي... وانا في اعتقادي أن التربية الحقيقية للبنت هي أن تربي داخلها الضمير الذي لا يغفل ولا ينام فهو كفيل بعمل رقابة ذاتية غير قابلة للإنفلات وكثيراً ما أقول (فو أردت أن تراقب ابنتك أو اختك فإنك لن تستطيع لأن البنت يحرسها ضميرها فقط لا غير)...
أشكرك أخي خالد على المرور