يقال والعهدة على الراوي…الذي ليس مهماً أن تصدقه….أن نجاراً عجوزاً كان يعمل في صناعة المراكب…. على ضفة النيل بأبي روف بأم درمان…. وبينما هو منهمك في عمله…. (سقط منه المنشار) في قاع النهر… فجلس يبكي على ضياعه….
وكانت هناك جنية شقراء تراقبه ، فحضرت إليه وسألته: الببكيك شنو يا عمو؟ قال النجار في هلع
لقد سقط منشاري في النهر… بعدين إنتي منو يا بتي؟)
لم ترد عليه الجنية الجميلة الشقراء… بل غطست في النهر وخرجت بمنشار من ذهب وسألته: ( ده منشارك يا عمو؟) … قال النجار: لا ، ما منشاري!…
فغطست الجنية مرة ثانية وخرجت بمنشار من فضة وسألته : يا هو ده يا عمو؟… قال النجار دون تردد : (برضو لا ، ما حقي..!)…
ثم غطست الجنية مرة ثالثة وخرجت بمنشار من البرونز وسألته
أكيد ده منشارك!)؟… رد عليها النجار: لا…!
لم تيأس الجنية بشعرها الأشقر المبتل وحبيبات الماء تنزلق عليه …فغطست مرة أخرى وخرجت بمنشاره الحديدي (الشين) وسألته يا هو ده يا عمو… مش؟ قال النجار : نعم ، وقد ارتسمت السعادة على وجهه لإعادة منشاره إليه…
فقامت الجنية بإهدائه المنشار الذهبي والفضي والبرونزي… لأمانته وصدقه.
مرت الأيام والليالي…. وفي يوم كثير الغيوم كثير المطر…إذا بذات الرجل جالساً على ضفة النهر مع زوجته..فانزلقت قدمها وسقطت في النهر..، فجلس يبكي فحضرت إليه ذات الجنية الشقراء وسألته(الببكيك شنو يا عمو؟ منشارك تاني وقع في النهر)؟قال: (أبداً… أم أولادي وقعت جوه المويه..).
فغطست الجنية وخرجت تحمل من جوف الماء (هيفاء وهبي) وسألته
دي ياها مرتك يا عمو النجار؟) قال النجار دون أن يهتز له جفن أو (قسيمة زواج) أو حتى (عشرة الأيام): آي والله يا بتي … ياها ذاتها مرتي الوقعت مني..!
قطبت الجنية الشقراء جبينها وقالت
كضاب يا عمو ، ليه داير تغشني؟(
رد الرجل في مسكنة ودهاء: (كضب شنو يا بتي…أنا خفت أقول ليكي ما ياها ، تقومي تغطسي تاني تجيبي لي (أليسا) ، ولو قلت ليك برضو ما ياها … تغطسي تجيبي لي ( نانسي عجرم) ، ولو قلت ليكي ما ياها …. تغطسي تاني تجيبي لي مرتي الحقيقية…فأقول ليكي: يا ها تب!… تقومي تهديني (هيفاء) و (أليسا) و (نانسي)… وأنا راجل عجوز ما بقدر على ديل كلهن…فقلت أحسن أشيل (هيفاء) وأمشي… وربنا يسهل علينا وعليكي… وعلى التماسيح الحاتاكل مرتي….
{{{{{{{{{{{{{{{{من عمود (آخر الحكى) للكاتب الرائع وجدي الكردي}}}}}}}}}}}}}}