لكل منكم حبيبة أوقل عشيقة ينثر في وصفها درر الكلام ومموسق اللحن وأنا حبيبتي فارعة الطول سامقة كنخيل الباوقة , لونها تشرّب من كل ألوان الطيف السوداني .. هي ممتلئة ومكتنزة الأرداف تزيدها بدانتها القا على ألقها , ورغم امتلاء جسمها فهي سريعة الخطى تمشى كما تمشي الغزالة وسط المروج وأن تحدثت فكأنما مزمارا رنّت أوتاره على وقع أنامل بضة , هي أخذت من ـ نفيسة الشايقية ـ الطيبة والحنية , ورضعت من ـ حواء أبّكرـ الجد والنشاط , ونالت من ـ توحيدة عجب الدار ـ خفة الروح والمرح , ومن ـ زينب مكي ـ تعلمت الايثار وحب الآخرين
حبيبتي يغشاها الجائع خماسا فيخرج منها بطانا , ويأتيها الفقير معدما فيغادرها ميسورا , تحتضن اليتيم كأنه (جنى) حشاها , تحترم الكبير وتبر الصغير , لا تسأل عن ملّة أو دين ولا عن قبيلة اولون فكل بني آدم عندها سواء
حبيبتي أنا رغم علو كعبها على وصيفاتها فانها لاتتعالى لاتنهر السائل ولا ترد المكروب , تفرح لفرح من له فرح وتزرف الدمع سخيا لفراق من عرفته
حبيبتي أنا
ليست من الحسان
أو النواعم
حبيبتي أنا مدينة تسمى مصنع سكر حلفا