بقلم: خالد الاعيسر
صحافي مقيم في بريطانيا
ليس سراً أن الأوضاع في السودان قد أصابها من العلل والأمراض ما أصابها، فالحال اليوم ليس كما عهده الناس في الماضي القريب، أصبح مليئاً بالملاحظات والقضايا الملحة التي يصعب المرور عبرها «مرور الكرام». ولكم يختلج في البال شعور ممزوج بالحزن والأسى وتتجاذب المرء روح ملؤها اليأس وهو يشاهد الحال المتردية التي وصلت إليها الأوضاع في سودان ما بعد اكتشاف البترول، ليس السياسية ولا الأمنية ولا الاقتصادية فحسب، بل الأوضاع الاجتماعية هي الأخرى تردت وأضحت مؤسفة ومؤلمة ويرثي لها القلب أيما رثاء لما تحمله من تفاصيل ومضامين تقشعر لها الأجساد.
تظليل السيارات الخاصة
الشرطة قالت بأن عدد السيارات الخاصة المظلة يتمدد صعوداً وهبوطاً بين 20 سيارة خلال أيام الأسبوع إلى 400 سيارة مساء الخميس ينزع عنها التظليل بانتهاء عطلة نهاية الأسبوع.
استوقفتني مؤخراً تصريحات العقيد شرطة عمر محمد أحمد رئيس قسم العمليات بشرطة المرور في الفترة الصباحية على قناة النيل الأزرق في برنامج مباشر «بي أن أف أم صورة وصوت» يوم الخميس الموافق 22 سبتمبر 2011م وحديثه عن قضية خطيرة تترتب عليها ضمناً سلسلة من السلبيات والمخالفات الأخلاقية، وهي قضية انتشار تظليل السيارات (الخاصة).
العقيد عمر أفاد، وأفاض بأن عدد السيارات الخاصة المظلة يتمدد صعوداً وهبوطاً بين 20 سيارة خلال أيام الأسبوع إلى 400 سيارة مساء الخميس ينزع عنها التظليل بانتهاء عطلة نهاية الأسبوع.
وأوضح العقيد أن مراكز تواجد هذه السيارات المظللة ونطاق حركتها هو شارع الفلل الرئاسية بالخرطوم الموازي لكورنيش النيل الجديد ومناطق شارع واحد في حي العمارات ومناطق متفرقة بحي الرياض والأحياء المترفة من حوله.
عدالة مخالفات وآثام
بالله عليكم أليس ذلك أمراً محزناً، في بلاد يتحدث بعض رموزها آناء الليل وأطراف النهار عن سلطة القانون وترسيخ مبادئ الشريعة والدين والعدالة، ولنفترض أنها عدالة مخالفات وارتكاب آثام؟
هل القانون يبيح لهؤلاء المفسدين أن يعيثوا فساداً في أرض السودان دون غيرهم لأن البلاد يحكمها ولاة أمر لهم؟
وهل لولاة الأمر هؤلاء علم بما يفعله من هم في نطاق مسؤوليتهم التربوية تحت ستار القانون والحماية التي توفرها لهم سلطة القانون والحماية الدستورية والتراخيص التي منحت لهذه السيارات لأداء أغراض رسمية؟لشاهد أننا اليوم في السودان نعيش حقبة أشبه بحقبة «عدي وقصي» نجلي الطاغية العراقي صدام حسين في عراق ما قبل الحرب، و"جمال وعلاء" أبناء الفرعون حسني مبارك في مصر ما قبل ثورة 25 يناير
ولكن الله يمهل ولا يهمل والعبرة لمن يتعظ قال تعالى: «وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون» صدق الله العظيم.