الهادي بشرى:
اهتم الدين الإسلامي كغيرة من الديانات بصحة الإنسان فالمسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف، وقد اثبت العلم صحة الكثير من التوجيهات التي أوردها القرآن وأمرت بها السنة فيما يتعلق بصحة الإنسان، إلا انه ظلت هنالك بعض الممارسات الموروثة التي تستمد شرعيتها مما نسب للدين، كعادة ختان الإناث التي ظلت تنتشر في السودان لقرون طويلة قبل أن يعرف أهله الإسلام، ومن هذا المنطلق نادت عدة جهات بضرورة التخلي عن ختان الإناث بعد ثبات ضرره إلا أن التغطية الإعلامية ما زالت تحتاج لمزيد من الدعم للقيام بدورها كاملاً وفي هذا الإطار نظمت مؤسسة طيبة للإعلام بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة لقاء تفاكري ضم عدد من الأجهزة الإعلامية لمناقشة القضية ووضع الأسس الكفيلة بتطوير الرسالة الإعلامية، وأشار عن مجلس الطفولة حسين فرح إلى الوضع الراهن لختان الإناث الذي يمارس في أجزاء واسعة من السودان، وقال إنه من الصعب معرفة حجم الممارسة على وجه الدقة بسبب عدم الإبلاغ والتسجيل لحالات ممارسة ختان الإناث، وكشف أن المسح الصحي الأسري الثاني للعام الماضي أوضح أن نسبة الممارسة على المستوى القومي 65,5% بينما كانت في 2006م 68,4% كما توجد أعلى نسبة من الممارسة في الولاية الشمالية 83,8% ونهر النيل في المرتبة الثانية 83,4% وقد اظهر المسح أن نسبة الفئة العمرية من 15 إلى 49 سنة للبنات والنساء الذين مارسو هذه العادة 87,6% وأضاف حسين أن ذلك يعتبر تراجع عن المسح الصحي الأسري في 2006م الذي أشار إلى أن الممارسة لهذه الفئة العمرية 69,4%، وقال إن نسبة قبول الاستمرار في الممارسة هي 22% في ولاية الخرطوم وعالية جدا في جنوب دارفور 66,5% وكسلا 66% وعموماً هنالك دلائل قوية على انخفاض نسبة النساء الذين يؤكدون استمرارية ممارسة الختان 37% في العام الماضي مقارنة ب58% في الفئة العمرية 15 إلى 19 سنة. وأضاف أن دارفور الفتيات في عمر 15 إلى 17 سنة عرضة أكثر لممارسة الختان حيث قفزت نسبة الممارسة من 37% قبل عمر14 سنة إلى 83% في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 17 سنة ويعزي ذلك إلى انه في هذه السن عادة ما تتزوج الفتيات، وأضاف عن مؤسسة طيبة للإعلام معاوية احمد الطيب متحدثاً عن دور الإعلام في رفع الوعي بمحاسن ترك البنت سليمة، وأشار إلى أهمية القضية وضرورة مناقشتها كقضية رأي عام، وقال إن مؤسسة طيبة ترصد التوثيق في كل ما كتب عن ختان الإناث وإصدار كتيب قبل نهاية العام بمعاونة اليونيسيف، وأوضح أن التنسيق بين الجهات ذات الصلة مهم جدا لان هنالك عدة فعاليات تتم لا تعكس بشكل سليم لذلك لابد من تكامل الأدوار وتبادل المعلومات وكشف عن إقامة عدة ورش لأهمية الأمر، وأضافت الناشطة في المجال والإعلامية إلهام مصطفى أن رأي الدين هو السد الذي يقف في وجه الحملة لمكافحة الظاهرة رقم أنها غير منتشرة في السعودية مثلاً لذلك لابد من مواجهة الخطاب الديني بطريقة معتدلة ووجهت الصحفية حنان كشة صوت لوم للمجلس القومي للطفولة لاستسلامه لإسقاط المادة 13 من القانون، إضافة لقلة الورش والندوات التدريبية خلافاً للسنين الماضية، وعاد حسين فرح قائلاً إن قانون الطفل مكسب للطفولة ونفى استسلام المجلس بدليل انه مازال يعمل وقد ظهرت عدة حملات لمناهضة الظاهرة في الشمالية ودارفور، وأضاف عن المجلس الأستاذ عاطف قائلا إن هنالك مداخل مختلفة لمحاربة الختان منها مدخل المخاطر الصحية واستهداف الممارسين والأطر القانونية وتجريم الختان، إضافة للتغير الاجتماعي التي تشمل السب والزواج ومدخل الطقوس البديلة والنماذج الايجابية. وأكد عاطف أن الرسالة الايجابية أفضل من الرسالة السلبية التي تركز على المشكلة والحديث عنها، وقال إن الرسالة السالبة يمكن أن تترك ميراث معقد ونظرة متطرفة.