شكراً لسيدة من غمار الناس بأرض البحرين

شكراً لسيدة من غمار الناس بأرض البحرين

ناصر البهدير
لم تكن هى المرة الأولى بالنسبة لي أن أكتب عن حدث ولم أشهد رقاع دعوته وتفاصيله حيث أكون في الغالب بعيداً عنه في شغل شاغل من أشياء الدنيا، خاصة بحكم المهنة تضطر لوضع قلمك كممثل حى بالنيابة عنك عندما يكون المشاهد كلها ماثلة بالنسبة لبؤرة العين وهذا يكفي أحيانا كثيرة. هذا ما حدث فعلاً حين وصلني تقرير يرصد فعالية ثقافية بحرينية شهدتها أحدى أيام المحرق بمناسبة عيد الأضحى المبارك الماضي حيث تداعت لها شعوب الارض من كل فج عميق بأرض دلمون. ووقتها لم يكن يدور بخلدي بأني سأكون أمام صورة تهز أركان قلمي وتجبره على كتابة كلمات ما عنها.
وقفت في التقرير على بعض الصور التي وصفت المناسبة أكثر من كلمات المحرر الذي أعد التقرير رغم روعته والتي تجلت في نكهته البحرينية الخالصة والمخلوطة بثقافات عدة.
وسط هذه الصوروقفت بدقة على ملامح لسيدة سودانية وضاحة المحيا، متخمة بنشاط جم وخالصة التعابير السودانية التي لا تخطئها العين، وإن أغفل التقرير سيرة شعبها لأسباب تتعلق في مجملها بإعتبار أنه يمثل حالة من أنواع التقارير التي ترصد الحدث من خلال الصورة فقط. ويطلق عليه التقرير المصور في مجال مهنة الصحافة.
وكانت الصورة تحمل دلالات عدة لعل أهمها بساطة الثياب التي ترتديها وهى بين حقول منتجات سودانية خالصة تعطي إريحيتها للحضور على الأقل عكست بعض الملامح الغائبة عن شعوب الدنيا عن الشعب السوداني دفعاً لذلك الحرج الذي يصادفنا كثيراً وقت أن تضطر لوصف مكان بلدك الجغرافي لأجنبي بأن تصف موقعه بأنه جنوب مصر أو يقع غرب المملكة العربية السعودية، وهذا ما يحز في النفس الكثير وكثيف من الملامة على حكومات تداعت علي الوطن من كل ثكنة وبيت لا تجد متسعا للناس سوى سجنهم في ذاتيتها المقيتة وعبادة أشخاصهم ليس إلا.
وصدق الجميل عثمان بشرى حين قال:
... القاك وين وانت من بيت الخليفة لى ميز العساكر
ولعل من المناسب أن نمضي إلى صورة السيدة السودانية الفاضلة التي إحتلت حيزاً مقدراً وسط حضور هذا الكرنفال حتى لا تسرقنا ثرثرات السياسة وصعاليك نحلها المجاهد على تخوم الأزاهر وهو يكافح إلى شرف الوصول لتلقيح الزهرة لينتج لنا مسخاً مشوهاً لا نشتهيه.
لا علينا، فالمرأة عبرت بشكل واضح عن سمت وبلد بحاله ويبدو ذلك جلياً من خلال حراكها الموسوم بالدقة في تفردها وإختيارها على قناعة تامة مسألة المشاركة في هذا الحفل وتخيرها ذلك بكل حبور وسرور بدافع قوي تحسه خاصة أنها لخصت كل بلادنا في طاولتها الأنيقة والتي ما تزال شاخصة برموزها الطبيعية والروحية والاجتماعية والثقافية.
وبهذا العمل النبيل أجزم بأن هذه المرأة لقد رشحت نفسها كسفيرة لبلادنا رغم أنف بعض المباني الجميلة القائمة. وتمثيل بلادنا لا يحتاج إلى ربطة عنق أنيقة ولا إلى لجان ثقافية ولا إلى غيرها من (جمال الطين) التي ترعي على حواف نثيث أرض اليوم المتوالي مشغولة بأعشاب اللحظة الخضراء السامة.
وبينما تمتد جولتي مندهشا بجمالية الصورة وتفحصها عميقا من خلال ظلالها المتداعية، إنسربت على عجل لمنتديات النادي السوداني وعلى يقين كامل باني ساجد مبتغاى وتفاصيل أكثر عن الحدث حتى أكمل بها التقرير المصور الذي أمامي وأزين بها وجه بلادي المشرق.
وكانت خيبتي كبيرة وصاقعة لقد رجعت بخفى حنين. وجدت مادتين: الأولى في منتدى الحوار العام وتشير الى تاريخ المناسبة قبل إنعقادها أما الأخرى فكانت في منتدى اللجنة الثقافية توضح على عجالة ما حدث بدون تفاصيل بالرغم من وجود صور توضح جلال المناسبة إلا أنها لم تكن بحجم ما جرى على أرض الواقع.
المعيب في الأمر مازلنا على كسلنا المعهود في مسألة التوثيق على الرغم من توفر كل آليات التوثيق والطاقم الذي يمكن أن يدير هذه العملية حتى الآلية العملية متوفرة وذلك من خلال لجنة النادي السوداني او منتديات النادي السوداني. كنت أتوقع على الأقل أن أجد مادة دسمة تليق بنا في المقام الأول وبجهد كل الذين ساهموا في ذلك اليوم البهي.
ولكن كان عزائي كبيراً حينما دلفت بعد ذلك بزمن ليس طويلاً بحثاً عن مادة أخرى تخص عملي، إذ بي أجد نفسي أمام مفاجأة سارة ومحبطة في ذات اللحظة.
قادتني اللحظة بالفعل إلى منتديات مملكة البحرين، وهى تخص أهل البلد وذلك عبر صورة وكانت محض صدفة. وفي هذه الصفحة والتي وقفت فيها على ما لم أكن أن أتوقعه بتاتاً، حظيت بتقرير مصور كامل فيه يتسع لأكثر من (70) صورة رائعة تخللته كثير من التعاليق المميزة، ولعل أنبلها وأصدقها جاءت على لسان معدة التقرير: (يحليلهم السودانيين والله, شعب ظريف وخفيف دم).
لقد رصد التقرير كل الفعالية بشفافية عالية ومهنية كبيرة ويبدو إن معدته بحر المحرق (أم سارة) على قدر كبير من الإحترافية في هذا المجال خاصة جانب التصوير الفوتوغرافي.
وما زاد أعجابي أكثر وعلى نحو مقدر، إحتواء التقرير على رصد متكامل لمشاركة الجالية السودانية من خلال الصور والكلمات المكتوبة والتي جاء في أكثرها الإشادة التامة والإعجاب غير المتناهي بالشعب السوداني من خلال قلم وعدسة فنانة بحرينية إستطاعت أن توظف موهبتها الضخمة في حشد كل فكرتها ضمن مادة دسمة وصفت الحدث بشكل مدهش وبإسلوب متفرد.
أتاح لي هذا التقرير الحضور عن كثب بصورة أكثر فائدة منها لو كنت حضرت هذه الفعالية، ولربما لن تكون لي المقدرة الكافية على الوقوف على كافية مناشط المهرجان خاصة أنه توزعت على مساحات شاسعة. وأحتوى التقرير على كل عروض الجاليات المشاركة بدءً من التراث الشعبي للشعب السوداني، والمملكة الأردنية الهاشمية، والتراث الصوفي للشعب الهندي، ورقصة فلكلورية حماسية لشعب البلوش، ورقص فلكلوري من إقليم البنجاب، وجانب كبير من تراث الفرق البحرينية الشعبية والتي تجلت في القربة والليوه، وعرض موسيقى شعبية للجالية الباكستانية.
هذا جانب. وددت من هذه الكلمات أن أقول شكراً جزيلاً لكل الذين تداعوا إلى دوحة عراد بالمحرق لحضور هذه الفعالية علاوة على الذين وقفوا من خلف الكواليس وراء هذا الحدث.
حتما كانت هذه السيدة الفاضلة بينهم شاهدة على ميلاد هذا اليوم الأغر من أيام السودان الجميلة بمملكة البحرين إضافة الى حضور ومشاركة سيدة أخرى بذات الحضور الكبير للجميع.
وما أود قوله وليس أخيراً، أتمنى أن تتضافر الجهود لتكريم أمثال هذه السيدة التي قدمت عصارة جهدها في هذا اليوم وهى على قناعة كبيرة بأنها تريد أن تخدم بلادها. وهذه بمثابة دعوة للقائمين على الأمر وفي تكريمها تقدير لجهود أخرون مجهولون قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن العزيز.
كنت أتمنى أن أكتب كلمات أكثر نضارة وإشراقاً تليق بجهد السيدة السودانية الأخت فائزة أحمد كما عرفت مؤخراً ولكن يبدو أن ذلك سيكون مدخوراً للقاء معها إن شاء الله يكشف دورها الكبير والمتميز في العمل الخيري والإنساني وسط الجالية السودانية كما نما إلي علمي حتى يكون حديثي عنها معايشة للواقع وتحفيزاً لاخرين يمضون في ذات الاتجاه.
تجلت روعة الحدث في تناسق أرقام تاريخه يوم الجمعة الموافق 11/11/2011، والذي صادفت فيه الكثير من المناسبات وغيرها من اللحظات السعيدة التي جمعتني بالعديد من الأصدقاء والأهل خلال هذا اليوم الذي امتد بي من الواحة بأم درمان في صباح بهي بحضرة الصحفي الصديق خالد حسن كسلا إلى قرية النوبة بالريف الشمالي لأم درمان، وثانيا إلي أمبدة جنوب الردمية والسبيل وإلى الثورة، ومن ثم إلى الدروشاب حيث كان يوما جميلاً ورائعا عكس أكثر من حدث بتلقائية بسيطة.
الاحد 27 نوفمبر 2011

شكراً المتفرد البهدير
وشكراً لهذه السيدة التى إستفزت قلمك الرائع
ليتحفنا بهذه الدرر...وقد سمت هذه الرائعة من
غمار الناس إلى هامات التفرد والإبداع والروعة
شكراً لكم وأنتم تحملون هذا الوطن الفضّل فى العيون
وتمثلونه بدل الذين يمثلون به.
وبلغوا هذه السيدة الرائعة إشادة منتدانا بهذه اللفتة البارعة.
ولكم كل الود....

الخال الجميل والمتفرد صاحب اليراع الجميل .. شكراً لك ولها .. فكلاكما قد عبر عن وطنه بما سشنحت له الفرصة .. وكلاكما وثق لوطنه .. ورغم جمال المفردات والمكنون والمضمون ولكن الاروع ان التعبير جاء هكذا منداحاً دون ادني استدعاء مضن للكلمات .. وما ذلك الا لصدقها وصدق كاتبها الذي ملأه حبه لوطنه حتي افاض علينا بهذه الدرر ..

كم جميل ان نهتم بوطننا .. مثل ما نهتم باخلاقنا .. فالسودانيين فعلاً محبوبين في الخارج .. ويكفي التعليق الجميل عننا المتمثل في جملة ( يحليلهم السودانيين والله , شعب ظريف وخفيف دم ) ويا ليت مثل ما حافظنا علي اخلاقنا ان نحافظ ونوثق لمدولالتنا الثقافية والارثية العظيمة

وشكراً جزيلاً يا خال

عبد الرحمن موسي ادريس كتب:: شكراً المتفرد البهدير
وشكراً لهذه السيدة التى إستفزت قلمك الرائع
ليتحفنا بهذه الدرر...وقد سمت هذه الرائعة من
غمار الناس إلى هامات التفرد والإبداع والروعة
شكراً لكم وأنتم تحملون هذا الوطن الفضّل فى العيون
وتمثلونه بدل الذين يمثلون به.
وبلغوا هذه السيدة الرائعة إشادة منتدانا بهذه اللفتة البارعة.
ولكم كل الود....

شكرا الحبيب عبد الرحمن على المرور ..
رغم قنوطنا في هذا الزمن الوحش الكاسر الا ان البلد لا تزال بخير طالما فيها أمثال هؤلاء الشجعان والغيورون على الوطن بصورة تدهشك ودائما يضعون السودان رغم جراحه في حدقات العيون ويقدرون حق صيانته من كل مصيبة ..
وستصل اشادة المنتدى ان شاء الى هذه السيدة الرائعة والسودانية الاصيلة حفيدة رابحة الكنانية ومهيرة بت عبود وغيرهن من ساهمن في بناء الوطن واستقلاله ..

خالد حسن بخيت كتب:: الخال الجميل والمتفرد صاحب اليراع الجميل .. شكراً لك ولها .. فكلاكما قد عبر عن وطنه بما سنحت له الفرصة .. وكلاكما وثق لوطنه .. ورغم جمال المفردات والمكنون والمضمون ولكن الاروع ان التعبير جاء هكذا منداحاً دون ادني استدعاء مضن للكلمات .. وما ذلك الا لصدقها وصدق كاتبها الذي ملأه حبه لوطنه حتي افاض علينا بهذه الدرر ..

كم جميل ان نهتم بوطننا .. مثل ما نهتم باخلاقنا .. فالسودانيين فعلاً محبوبين في الخارج .. ويكفي التعليق الجميل عننا المتمثل في جملة ( يحليلهم السودانيين والله , شعب ظريف وخفيف دم ) ويا ليت مثل ما حافظنا علي اخلاقنا ان نحافظ ونوثق لمدولالتنا الثقافية والارثية العظيمة

وشكراً جزيلاً يا خال

شكرا جميلا اخي خالد على مرورك الباهي وتعليقك الجميل كما عودتنا بمفرداتك السلسة والمعطونة في دهن الحروف وعبيرها ..وطننا جميل الى حد الدهشة والاسكات ولكن ماذا نقول حين فجعنا في زمن الارزقية وأصحاب غابات الاسمنت بتدهوره وانزلاقه نحو الهاوية ولكن هيهات طالما هناك رائعون يزرعون الارض البلقع بمكنون سوادنيتهم وانسانيتهم الرائعة ويحقنون اوردة البلد بالخير والعافية من المؤكد بان البلد ستعود الى عافيتها متى ما رحل جنود المال عن حياضها ...
لك مودتي

» البهدير الى البحرين
» ليلة ود بادي بمنامة البحرين.. نبض الرحيق والحريق
» تحية المساء نرسلها للقامة ابو عركى البخيت
» عــــــــــزاء
» شكراً امي