الحبيب ناصر ...
أنت تعلم بأن شرق السودان هو منطقة تماس حدودية بكل إمتداده من ولاية القضارف وكسلا والبحر الأحمر وهذه المنطقة من كسلا حتى ساحل البحر الأحمر كانت منطقة عمليات حربية منذ قيام التجمع وإتخاذه أسمرا مقراً وحتى توقيع إتفاقية نيفاشا, وإتفاقية الشرق برعاية الحكومة الأريترية. ومعلوم الدمار الذى تحدثه العمليات العسكرية فى المناطق التى تجرى فيها..لذلك كان المتوقع والطبيعى بعد إنتهاء تلك الحروب وتوقيع إتفاقية الشرق أن تنتظم المنطقة المعنية عمليات تنمية ومحو آثار الحرب وإسقاطاتها على الإنسان والبيئة.
ولكن وللمؤسف أن النظام بقصر نظره الذى عُرِف به إعتقد أن شراء الزعامات وتدجينها بإغداق الأموال البترولية عليها والفلل والعربات الفخمة داخل العاصمة كفيل بدغمسة قضايا التنمية المتوازنة وتوزيع الثروة, وإعتقد أن هذه الزعامات تستطيع كبح جماح شعوب المنطقة وإسكاتها بجانب تحسين العلاقات
مع الحكومة الأريترية, لاحظ تغييب المواطن البسيط المكتوى بنارالحرب ومخلفاتها وآثارها التدميرية وفوق ذلك فرض ولاة لايتمتعون بتأييد المواطنين فى عملية إنتخابية مخجوجة قبلها المجتمع الدولى بعلاتها فقط لفصل الجنوب والوصول بأجندة نيفاشا إلى نهاياتها..
وبدأ تراكم الغبن والحقد بفضل السياسات العرجاء التى أطلقت القبلية والجهوية البغيضة من عقالها وراحت تغذى فيها وتضرب هذا بذاك ناسية أن هذه النار عندما تندلع لاتبغى ولاتز, وظهرت بوادر مجاعة حقيقية فى جنوب طوكر وحتى الحدود الأريترية أنكرها والى البحر الأحمر الذى بدد الأموال فى مدينة بورتسودان ظلط وزفت
وأرصفة وكورنيشات ومهرجانات سياحة تصرف فيها أموال باهظة للدعاية وشعبه فى جنوب طوكر نفقت منه السعية ودخل الجوع اللحم الحى ونهش أحشاء مدينتنا الإنسان المسكين الذى لاتتعدى إحتياجاته الغذائية الذرة البيضاء التى تبرعوا بها للصومال وأنحاء أخرى...وخرجوا علينا بفكرة شيطانية وهى جزيرة سياحية فى البحر الأحمر شمال بورتسودان تكلف 20مليار دولار فى شكل قروض..أليست هذه ملهاة..وماذا يفعل الناس سوى التمرد على مثل هذا العبث والبحث عن حقوقهم بشتى السبل والوسائل ..
أنا شخصياً وأعتزر لهذه الأنا ضد العنف كمبدأ وضد الحوار عبر فوهات البنادق وأعتقد أن من بيدهم الأمر لازالت أمامهم فرصة إستدراك الوضع والخروج من المأزق فى شرق السودان برد الحقوق إلى أهلها وتوفير الغذاء والدواء لإنسان الشرق البائس السهل الإرضاء القنوع المسالم قبل أن يخرج المارد من قمقمه ونتبين النصح ضحى الغد...ألا هل بلغت ...اللهم فأشهد......
ولك كل الود...ناصر المسكون بهموم وقضايا وطنك وأهلك ... والسلام...