ده شعر ما عندنا ليهو رقبة
ما كنت والله أعتقد بأننا مع ضعفنا وهزالنا و(حالنا المايل) قد دخلنا إلى عالم صناعة الطيران (وما أدراك ما صناعة الطيران) وصرنا ننتج الطائرات (الوااحده دى) بل ونشارك بها في أرقي المحافل الدولية ويكون لنا (جناحا) جنباً إلى جنب أجنحة شركات الطيران العالمية كشركة دي هافيلاند الكندية، والبوينج واللوكهيد الأمريكية وسود أفياسيون الفرنسية!
إلى أن قرأت خبراً يفيد بمشاركتنا بعرض إنتاجنا من (الطائرات) في أحد معارض الطيران العالمية وهو (معرض دبى للطيران) والذى افتتحه الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس وزراء الإمارات حاكم دبي صباح يوم 13 نوفمبر الماضى والذى شاركت فيه 960 شركة من مختلف دول العالم قدمت أحدث ما أنتجته في مجال الصناعات الجوية!
بينى وبينكم فى بداية الأمر لم أصدق الخبر وظننت أنه (نكتة) وطرفة .. فهل لبلد يستورد النـــبـــق الفارسي من ايران والثوم من الصين والبيض من الهند والفول من اثيوبيا والطماطم من الأردن رغم مساحاته الشاسعة وأراضيه الخصبة أن يتجه لصناعة الطائرات ويقوم بعرضها في المحافل الدولية؟
غير أننى قد توثقت من صحة (الحدث)، فقد شارك السودان كما يقول الخبر بطائرة تدريب (صغيرة) تدعى SAFAT-03 مصنعة كلياً بالسودان واخرى عمودية خفيفة تستخدم لاغراض التدريب تدعى SAFAT-02 تم (تجميعها) في السودان كلتاهما من إنتاج شركة صافات السودانية للطيران !
يبدو يا سادتي الأفاضل أن مسئولينا بعد أن إنتهوا بنجاح من حل مشكلات برامجنا (الأرضية) قد إتجهوا على (الجوية) لذلك فالعبدلله بالطبع لن يفاجأ بإشتراكنا بالمركبة (مبروكة) فى معرض (ناسا) لمركبات الفضاء جنباً إلى جنب مع (ديسكفري) و(لونا) وأبوللو، فطالما أن مسيرتنا القاصدة قد قصدت (السماء) وواسع (الفضاء) فهى لن تقف أبداً بحول الله وقوته وقريباً إذا إستمر الحال كما هو (ماشى) فلن نفاجأ بمشروع قرار لإنشاء الوكالة القومية للفضاء وأهو برضو فرصة لخلق وظائف دستورية وشبه دستورية جديده يمكنها المساعدة في عملية (ترضية) أحزاب (الفكة) وتمومة الجرتق، والمساعدة على ترهل (الجسم الحكومى) إذ لابد حينها من إستحداث منصب لمدير الوكالة القومية للفضاء ووزير الفضاء وأيضاً وزير (دولة) للفضاء وأمين ديوان الفضاء ورئيس اللجنة العليا لأبحاث الفضاء وعدد سبعة مستشارين فضاء (مستشار لكل كوكب) ورئيس هيئة مستشارين الفضاء ورئيس اللجنة القومية العليا للفضاء ومدير عام مشروعات الفضاء ومقرر اللجنة العليا للإستراتيجية الفضائية الكونية الشاملة ورئيس المجلس العلمى لجامعة علوم الكون والفضاء و(مفتى فضائي) لتحديد إتجاه القبلة في الفضاء وإثبات هلال رمضان!
ولكم سادتي أن تعلموا بأن المسئول الرفيع الذى رافق الطائرتين (التحفة) قد أعرب (كما يقول الخبر) عن الاعتزاز والفخر بهذه المشاركة السودانية في المعرض، منوها بأنه لولا معرض دبي للطيران ما تمكن السودان من عرض إنتاجه الوطني السوداني كما عبر عن امتنانه للقائمين على تنظيم معرض دبي للطيران الذين سهلوا مهمة مشاركة السوادن في المعرض وعرض تلك الطائرات، حتى يتعرف الاف الزائرين على القدرات التكنولوجية السودانية.
إنتهي الخبر .. ولم تنته حيرة العبدلله ودهشته! وطفقت أسائل نفسى: ما هى القدرات التكنولوجية (الطيرانية) التى نود أن يتعرف عليها ألاف الزائرين لهذا المعرض العالمى؟ وهاتان الطائرتان يمكن أن تكونا مشروع تخرج لأى طالب هندسة طيران في اى جامعة، بل يمكن لأى (خواجة) هاوى طيران أن يقوم بتصنيعهما داخل (قراش بيتو) بسهولة ويسر (للتحقق من صدق ما أقول ما عليكم إلا البحث في موقع اليوتيوب على الإنترنت لتجدوا مئات الأشخاص الذين قاموا بتصنيع مثل هذه الطائرات الصغيرة والتحليق بها( !
سألت نفسي فى غباء: ماذا نستفيد من الإشتراك بهكذا طائرات (تدريبية صغيرة) عادية الكفاءة في معرض مخصص لإستعراض آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا صناعة الطيران؟ وأين التكنولوجيا فى (تجميع) طائرة (عمودية) صغيرة؟ يمكن لأى (ميكانيكى طيارات) لو أدوهو (الكاتلوج) وزردية ومفتاح إنجليزي ومفك (نجمة) أن يقوم بتركيب أجزائها؟ بالطبع مثل هذا الحديث الذى أفاد به المسئول (ممكن يقولو لينا نحنا ديل) ولكنه لا يصلح أن يقال فى معرض يضم شركات تقوم بتصنيع طائرات تخترق حاجز الصوت!
إذا سلمنا جدلاً بأننا نود أن نبدأ عصر صناعة الطائرات وهى صناعة مكلفة للحد البعيد وتحتاج إلى مكونات ليس لنا بها قبل، فهل هذه هى الأولوية في ظل إقتصادنا المتهالك ومناداة وزيرنا للمالية برفع الدعم عن الوقود (وفك الشعب عكس الهواء)! أوليس الأجدى أن نتجه بل نوجه كل طاقاتنا نحو إعادة تأهيل مشاريعنا الزراعية (البنعرف ليها) بدلا عن إهدار مواردنا (الشحيحة) في مثل هذا التخبط الغريب ومثل هذا الشعر (الما عندنا ليهو رقبة(!
العبدلله بالطبع يغبطه أن تنتج بلاده (طيارات) وأن تكون بلاده لديها مصانع صواريخ بل ومركبات فضائية ،على الأقل نشغل فيها أولادنا الخريجين (الطايرين) ديل .. لكن يحزنه تماماً أن تدار مؤسساته بمثل هذه (الهاشمية) دون التبصر أو التأمل أو الدراسة !
كسرة
يا جماعة طيارات شنو؟ سراويلنا .. سراااااااويلنا (الواااحده دى) .. بتتصنع في الصين .. يا مثبت العقل والدين ... يااااااا
مصطفى يوسف