عمر الطيب الدوش

في بعض الاحيان تاتي الينا الدهشة في صورة انسان تدور من حوله الدهشة انسان نتلمسه في الاحرف التى تبحث عن فرصة التكوين الادبي وبالتالي تصبح هي الحقيقة التى بها الحياة وازدهارها وهكذا هو شاعرنا عمر الطيب الدوش هذا الشاعر الذى خلد ما له وما قام بفعله في ذاكرة الادب السوداني التى لاتحترم ولاتحتمل سوى ما هو جميل واصيل فشعر الدوش يجعلك تحلق في تلك العوالم الطاهرة البعيدة مما يجعل النفس في حالة من الامل والاحلام الممكنة ومن ثم رحيل الهواجس والمواجع ثم الاحساس بجمال هذا الكون فهذا هو واجب الشعر والشاعر الانسان فعند التوقف والتامل فيما كتبه الدوش والذى يعتبر امتدادا لمدارس وعمالقة الشعر السوداني والعربي نجد الكثير فالدوش انسان يعشق الانسان يفرح بماله من افراح ويحزن بماله من احزان فقصيدة سعاد واحدة من روائعه التى اخذت مكانها في الذهنية السودانية

دقت الدلوكة دقت
قلنا الدنيا مازالت بخير
اهو ناس تعرس وتنبسط
وهنا نجد احساس الانسان وتمسكه بالامل رغما عن تكاثر الاحزان
الدوش يحمل روح الشاعر المؤمنة بانبلاج الفجر وان طالت ليالي الظلمة والاوجاع
ثم يقودنا الدوش بتقنية شعرية عالية الى

وركزتا شان البت سعاد
ما اصلي عارف جنها
في زول بيركز وينجلد
مع اني انها
لو كل في الحلة بالسترة انجلد
ياني الاذاها وجنها
وهنا يشرح الدوش ويوضح في لغة شعرية بسيطة معنى التضحية من اجل من نحب وقمة التضحية هي ما يكون في الجسد
ثم تتواصل القصيدة الى ان تصل الى
قت ليه يا العمدة اختشي
مسؤول كبير في الحلة غير الله انعدم

وهذه هي نقطة الاختلاف ما بين الشاعر السلطة القائمة والتى يمثلها العمدة فهى التى يتمرد عليها الشاعر وينكر وجودها ويبرز هنا ايمانه بوجود الله ويصريفه للامور فنحن نتابع قصيدة سعاد نجد كل المشاعر الانسانية من فرح وخوف
خضرت كراعي من الفرح
نص في الارض ونص النعال
ثم ..
لاقاني هو سائق العساكر بالحراب
فهذه هى قصيدة او تحفة سعاد وهى مشحونة بكل الصور التى نبحث عنها عند تناولنا لاى قصيدة من القصائد
ومن قصائد الدوش المشهورة او التى اسميها انا القصيدة المجنونة قصيدة الساقية والتى تجعلنى بحالة من السرور هى ورائعة استاذي سعد الدين (العزيزة)وهى من احب القصائد الى نفسي
فالساقية قصيدة متفردة بكل شئ وما زادها روعة هو الرائع حمد الريح والمبدع ناجي القطبي
فقصيدة الساقية كتبت في زمن يحمل من الخصوصية الكثير فهى قصيدة تكفي لوحدها لتعرف الناس عن ما هو الدوش
فشعر الدوش شغر حداثي تجديدى وذلك ما نجده في الالفاظ والشخصيات فنجد بان الدوشكان يميل الى الرمزية وذلك باستخدامه لبعض الشخصيات مثل سعاد واحمد وود خدوم وغيرهم وللدوش الكثير من القصائد سنتناولها في مقبل الايام وحتى نلتقي الرحمة لروح المبدع عمر الطيب الدوش

وكالعهد بك ياعوض,, انت المايسترو والدينمو المحرك للمنتدى
فهاهي دهشة الدوش قد اصابتني ووقفت متسمرا حينما وجدتك
تفتح أقوى واجمل الموضوعات خلال الاسبوع .. انهما هجرة
الاحباش وعمر الطيب الدوش ذلكم القامة والامبراطورية الشعرية
والانسانية العظمى...
لاقتني هي ,, قالت لي تعال !!
كبرت كراعي من الفرح ,, نص في الارض
ونص في النعال!!
وللامانة ان كل اشعار الدوش مفعمة بالروعة والجمال والحب والشجن
والوطنية والنضال والدهشة ,, انظر الى اجمل ماكتبه الدوش
في نظري وهي كلمات الحزن القديم:
تجيني ويجيني معاك زمن امتَع نفسي بالدهشة
طبول بتدق وساحات لي فرح نور وجمل للحزن ممشي...
وتمشي معاي خطانا الإلفة والوحشة ولا البلقاهو بيعرفني
ولا بعرف معاك روحي ..
بتطلعي انتي من غابات ومن وديان ومني انا,,,
ومن صحية جروف النيل مع الموجة الصباحية
ومن زهور نديانة فوق احزانا متكيــــــــــــــة,,
بتطلعي انتي من صوت طفلة ,, طفلة وسط اللمة منسية

ما زلت اتذكره قبيل وفاته باسبوع كامل تقريبا، لمحته عابرا من الاتجاه الجنوبي الى الشمالي لشارع مدني بالجميعاب جهة الحارة الرابعة مرتديا ثيابا جديدة وسفنجة كذلك وهو في كامل تجلياته المعروف بها ولقد سمعت له بالقرب من هذا المكان شعرا كثيرا في فضاء نادي الرابعة بامبدة ...
فالدوش يصعب الحديث عنه لتمكنه من ابداع السهل الممتنع كالجميل حميد وشاعر الشعب محجوب شريف والقدال وهؤلاء عمالقة وطن الشعر الذي اليه نلوذ من زمهرير الواقع ..
جاء شعره بسيطا كبساطته المدهشة لذا لم يجد المتلقي صعوبة في استعياب ما يقوله بالرغ من ثقافته العالية وامتلاكه لناصية الشعر المسرحي والروائي مقارنة بالقدال ومحجوب شريف اصحاب المفردة والنص القصير المعبر وربما يكون القدال أكثر ثراءا ولكنه لم يتجه الى ناحية الشعر القصصي بنفس الطريقة التي نال بها الدوش حظا واسعا ... رحمة الله عليه ..
وشكرا عوض وكما قال عائد دائما تأتي بالروائع مع ان غيابك قد طال ..
واعذرني في ان اقول ليك .. امهل نفسك صبرا جميلا لمواضيعك الجميلة التي تطرحها حيث اجدك كثيرا ما تغادرها متعجلا كانك تود ان تلحق بطواف العودة بعد ان تطرحها للحوار وهكذا تموت كخديج في منتدانا فصبرا عوض ...
املنا في عودة تانية للمخبوء في فناء المنتديات ..

شكرا باشمهندس عائد وانت خير من ياتي بالروعة وشكرا استاذ ناصر البهدير فالرائع عمر الدوش يطول الحديث عنه فهو رجل متعدد الاتجاهات الادبية وفي ما قاله الاستاذ ناصر فاننى وللحقيقة كلما امر بشارع الجميعاب فانني اتخيل الدوش وهو يحاور في سعاد المحبوبة بنت البلد اتخيله يردد
ولا الحزن القديم انتي
اتخيله بشكله المميز واسرح بعيدا واتذكر ايامي وانا في الصف الخامس وذلك الوقت الذي امتلكت فيه اول ديوان شعري وكان يخص الشاعر الدوش ومنذ ذلك الوقت وانا اهيم عشقا في هذا الشاعر المدرسة وافكاره المتجددة واكثر ما زاد كلمات الدوش روعة هو تعامله مع عمالقة النغم مثل حمد الريح والموسيقار محمد وردي وغيرهم واكثر ما كان يجذبني اغنية الحزن القديم اذ انني ومن خلال متابعتي للشعر العربي لم اجد قصيدة تكون بدايتها بالنفي كما قصيدة الدوش
والى ان نلتقي لكم خالص ودى

» الطيب محمد الطيب.. البقاء لله
» الطيب عريــــسا
» أيام الصفاء
» منهل الطيب .. حبابك
» الطيب ود ضحوية في الفخر