en]
خال الرئيس السوداني.. سائق تاكسي في شوارع الخرطوم
العم التوم يقود التاكسي -
«معقولة سائق تاكسي والرئيس إبن اختك؟» يواجه العم التوم محمد الزين هذا السؤال يوميا في أزقة وشوارع الخرطوم، حيث يجوب بعربته التويوتا القديمة ماركة كورونا موديل 78 بحثا عن رزقه، وقد ظل يداوم على هذا العمل منذ الثمانينات من القرن الماضي عقب إحالته إلى المعاش من الشرطة.
وبدا التوم الذي هو خال الرئيس عمر البشير سعيدا وسط أحفاده وأبنائه، حيث يسكن بحي شعبي في مدينة الصحافة (6 كم جنوب الخرطوم)، جيرانه يحترمون تواضعه الجم بعد أن عاشروه سنين عديدة، فلا أحد يسأله عن سبب وجوده في حي شعبي وعمله كسائق تاكسي وكان الأجدى به أن يستفيد من علاقته وصلة الرحم مع الرئيس في تحسين وضعه، لكن الرجل يفعل ذلك للمحتاجين، فلا يتردد في حمل أي طلب أو خطاب من صاحب حاجة أو مريض ويوصله إلى الرئيس. ذكريات عديدة جمعت العم التوم مع إبن اخته الرئيس عمر البشير بقرية حوش بانقا شمالي السودان، حيث نشأ الرئيس في بيت الأسرة. يقول التوم: «قمنا في منزل متواضع بقرية الحوش ريفي شندي، حيث كان يقيم الرئيس وإخوته، والحقيقة أنهم كانوا مشاغبين جدا ودائمي الشجار مع بعضهم البعض، لكنهم كانوا يخافون مني، فإذا حضرت يتوقفوا عن الشجار فورا، والرئيس كان يذهب معي إلى السوق». ويضيف ضاحكا: «الرئيس كان يجيد امتطاء الحمار، حيث نذهب سويا في حوش بانقا إلى شندي لبيع الخضار هناك، وأحسست في ذلك الوقت أن لدى عمر ميولاً للتجارة ولم أتوقع أن يصبح في يوم رئيسا لجمهورية السودان. وعندما قامت الثورة وأذيع البيان الأول لها بقيادة العقيد عمر البشير فرحت ولم أصدق، وذهبت وكل الأسرة لمقابلته في القصر، وأذكر أننا وجدناه مطمئنا وثابتا ولم نحس بأنه تغير». ويتابع: «إلى الآن لم يتغير تعامله معنا، فهو يزورنا في كل المناسبات، خاصة في الأعياد ومناسبات الزواج، وفي رمضان يقيم عزومة ويقدم دعوة لكل الأسرة للإفطار بمنزله بحي كوبر بالخرطوم بحري، ونحن لا نتحدث معه في الأمور السياسية، وهو لا يحب ذلك أثناء الجلسات الأسرية رغم قلتها».
يبين التوم أن الرئيس يسأله دائما عن عمله في التاكسي، لافتا إلى أنه حدث أن تعطل التاكسي داخل منزله واضطر لتصليحه بنفسه، وكان الرئيس يقف إلى جانبه رافضا المغادرة إلا بعد أن أصلحه. ويقول إن «البشير شخص في غاية البساطة لم تغيره السلطة وظل يتعامل معنا كأن شيئا لم يكن، وأنا لا أجد حرجا في كوني أسوق تاكسياً قديماً في شوارع الخرطوم بالرغم من انتمائي إلى العائلة الحاكمة». ويضيف أنه لم يفكر في أن يغير التاكسي أو يبدله، موضحا: «ربيت منه أولادي، فمنهم المهندس والطبيب، وإلى الآن أمارس مهنتي في الصباح الباكر وحتى وقت المغيب، ويسألني كثير من زملاء المهنة باستنكار لماذا أقود عربة قديمة وأنا خال رأس الدولة، ويرددون: «معقولة سائق تاكسي وأنت خال الرئيس؟» ولا أجد حرجا في الرد عليهم لأنه لا يوجد مبرر لاستغلال علاقتي وصلة الرحم مع الرئيس في تحسين وضعي المادي لكنني لا أتردد مطلقا في قبول أي شكوي من مريض أو صاحب حاجة وأوصلها مباشرة للرئيس في منزله». وتوضح هناء ابنة العم التوم أن علاقتهم مع الرئيس لم تتغير، فهو شخص اجتماعي ويحب أسرته، وقد كان شاهدا علي عقد زواجها. وتقول: «في إحدى زياراته وكنت أحمل معي ابنتي الصغيرة والتي لم تقابله مسبقا وكانت تشاهد صورته في الصحف والتلفاز فقط وعندما قابلته تعلقت به ورفضت أن تنزل من على كتفه وظل يحملها لمدة طويلة». وتضيف هناء المقيمة بالسعودية أن الكثيرين ممن عرفتهم بالسعودية كانوا يستنكرون عملها هنالك بعد معرفتهم بصلة قرابتها مع الرئيس، فكثيرا ما يقولون لها: «كيف تغتربين أنت وزوجك للعمل في السعودية وأنت بنت خال الرئيس؟» وآخرون لا يصدقون أنها قريبته.
للامانةمنقول منتديات المقرن