شكرا للاستاذة الفاضلة أم تساب على هذا الموضوع الحيوي والهام
فمعظم مصائبنا ومشاكلنا ناتجة عن عدم تقبل الرأي الاخر , واشد ما نعانبة هو العصبية والتحيز لرأي واحد فقط وبشرط أن يكون مطابقا لرأيك ولا نقبل الرأي المخالف وبكل تأكيد هذه العصبية لها أثارها السلبية حيث تولد الضغينة والغضب وربما الكراهية والانشقاق فإذا لم توافقني الرأي فدعني أكون مجموعة اخرى وأذهب الى فريق أخر والسبب انك لم تتقيد بوجهة نظري فهنا تحصل الفرقة بين ابناء الاسرة الواحدة أو المنطقة الواحدة بسبب هذه العصبية ويا للاسف كم منا يجد في نفسه انه ليس في حاجة الى من ينتقده وانه هو الأفضل حتى ولو كان هذا النقد الغرض منه البناء لا نقبله ابداً وربما من مسببات هذه الازمة يرجع للتربية الصحيحة التي من المفترض ان تغرس فينا قيم التسامح وادب الحوار والاستماع للغير وتقبل وجهات النظر المختلفة بصدر رحب ولنا اسوة حسنة برسولنا الحبيب والحديث المشهور في احداث غزوة بدر حينما نزلوا منزلا ليعسكروا فيه فهنا قال له أحد الصحابة يار سول الله ، أرأيت هذا المنزل ، أمنزلاً أنزلكه الله ،
ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أمّ هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : ( بل
الرأي والحرب والمكيدة ) فقال الصحابي يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل فأنهض بالناس نأتي أدني ماء القوم ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون , فهنا قال القائد الأعظم ( لقد أشرت بالرأي ) فهذا يدل على ان رسولنا كان يشاور ويأخذ بالرأي الصحيح دون تعصب )
فالاسلام أمرنا بالتسامح وتقبل الرأي الاخر وشدد على النقاش بالتي هي أحسن. وفي نهاية المطاف نجد أن المتعصب لرأيه حرم نفسه من إكتشاف الحقيقة وتقوقع حول نفسه ورأيه فليتنا جميعا نتفهم معاني الحوار وقبول الرأي الاخر