بسم الله الرحمن الرحيم...
فى هذه الأيام الكالحات عزف السودانيون عن الحديث فى السياسة
وأصبح الهم الأول والأخير هو قفة الملاح ...
تدخل السوق... أماكن العمل.. البيوت ... الكل يتحدث عن الحالة المعيشية
عندما يتقابل الناس فى الأماكن العامة والمناسبات.. بعد السلام يحدثونك عن
سعر كيلة العيش اليوم... والدقيق.. واللحوم.. الزيادات مضطردة ومتصاعدة
بصورة لايمكن تخيلها... سعر السلعة لايستطيع الثبات 24ساعة...
حكى لى أحد الأخوان أنه إشترى جركانة زيت صغيرة بمبلغ 48ج.. وبعد ذهابه
للمنزل قرر إرجاع الزيت للتاجر.. وفى اليوم الثانى أخبر التاجر أنه سيرجع الزيت
لعدم الحوجة الآنية له لإستغلال المبلغ فى حاجة أخرى... تأخر يومين لظروفه وأرجع
الزيت للتاجر فى اليوم الرابع وقام التاجر بدفع مبلغ54ج له وأخبره بأن إستحقاقه هو 48ج
وهنا قال له التاجر السعر إرتفع وكنت أحسب أنك إستلمت السلعة يوم أمس.. ماكان منه إلا القيام
بإرجاع المبلغ للتاجر وإحتفاظه بالزيت خوفاً من تصاعد الأسعار عند الحوجة.. هذا مثال من كثير.
إلى أين نحن سائرون...وماهو دور ولاة الأمور الذين يعيشون فى بروجهم العالية .. ويتمتعون بمخصصاتهم
المليونية وعرباتهم المظللة والمكيفة التى تعزلهم عن معاناة شعبهم... ويتشدقون فى الإعلام عن الإستهداف والخونة
والطابور الخامس...
أيها السادة الشعب يريد أن يعيش ويتعالج بكرامة ويسر... وهذا دوركم ومسئوليتكم التى أشفقت منها الجبال فأبين أن
يحملنها وحملتموها .. فهلا أديتموها بحقها...
هل نحتاج لكل هذا الجيش الجرار من الولاة والمجالس التى يؤمها المتسلقون وأنصاف المتعلمون والأميون وهذه حقيقة
ماثلة... لماذا لاتخصخصون أجهزتكم المترهلة بدلاً عن خصخصة مؤسسات الشعب السودانى التى ورثتموها شامخة تغطى
حاجة منسوبيها وترفد إقتصاد الوطن؟ من أوصل هذه المؤسسات الى هذا الدرك؟ أليست هى سياسات التمكين والولاء؟
{مالكم كيف تحكمون}
ولنا عودة للحديث عن خصخصة السكر ... إن شاء الله...