منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 أب تلة .. الحنين زى أمو!

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: أب تلة .. الحنين زى أمو!   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالسبت 24 يوليو 2010, 2:30 pm

أب تلة .. الحنين زى أمو!
ناصر البهدير
منذ سنين طويلة، وأب تلة راية ترفرف بأيدينا، لا تنتقص ولا تزيد، إلا بمقدار ما تغمرها نوبة من نوبات الغضب العابرة، والتي نادراً ما تصيبه، لذا ما تحمله الأيادي، تحمله القلوب، وأيضاً يحمله المكان؛ مدينة المصنع.
أبو تلة يستوطن الذاكرة خلية خلية، كهديل الحمام، وقوقاى القماري، ورشاقة عصافير الجنة في حركتها السريعة، والبلوم في جماله الفاتن، وطيرة الكتر في تنقلاتها الماهرة بين أشواك شجرة الكتر، وصلابة طائر السقد في سهره المتصل الذي لا يعرف للنوم طعماً كما نراه، وحيوية طير الخداري في التقاط ابو الجندب أوان الخريف، وعزيمة السمبر في نسج أعشاشه حين يجيء بلادنا مهاجراً من بلاد الحبشة في موسم الامطار، وغموض منازل الهدهد، ومسمارات ود ابرق وعشوشة على أسلاك الكهرباء في وضح النهارات، لا يلقيان بالاً لأحد مهما كانت وظيفته ومهمته، في صباحات البلد الندية ونهاراتها الطيبة. وأيضا كندواة أعواد قصب السكر، وأشجار البان الرشيقة، والكتر العميق المحتوى، وشجيرات الحسكنيت المبعثرة وهى تجالد العطش، وأشجار دقن الباشا الوريفة، والتمر هندي اليانعة، وأعشاب التبر والموليتة ورجلة الخلا، وغيرها مما جادت به أرض المصنع الطيبة.
سيان صمته وقهقهته، رجل جُبل على أن يكون محبوباً بين الناس، كما ولدته أمه، وأشهرته للناس ذات يوم من أيام الدنيا الجميلة، كقيثارة تمنح الناس البهجة وجمال الحياة لأهل المصنع. جاء هكذا، كهبة ربانية وهدية عظيمة من السماء، وهواءً نقياً لمسام الناس لكى يبدد حر طقس إرهاق العمل؛ حريق القصب، ونيران القيزان، والورش، والغلايات، وغيرها من المصاهر المشتعلة.
في تلك الفترة من أيام المدرسة البهية؛ مدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة الابتدائية (أ)، كنت أراه من على البعد، بذات نسب حجمه الحالي، ضمن الطلاب القادمين من حى البركس، كان ذلك الزمان منتصف السبيعنات وما يزيد قليلاً. دعونا أن نقول بتحديد أكثر مهنية وضبطاً، عام 1977م، عندما وطئت قدماى ساحة المدرسة لأول مرة في عهد الناظر عبد المحمود احمد عبد المحمود، عليه رحمة الله، والد كل من أسامة وزهير وجمال أبناء السروراب، وشقيق الدكتورة فاطمة احمد عبد المحمود المعروفة في باحات الاتحاد الاشتراكي المايوي الصنعة.
لسبب ما تزاملنا مع أب تلة، وبصورة أكثر دقة، إلتحق بنا في الصف الرابع، العام 1980م، في شهر ابريل أو مايو كما أعتقد جازماً، كلاهما أقرب إلى الدقة، تلك الشهور كانت بداية العام الدراسي في كل المنطقة مثلنا ومثل المجموعة (ب)، التي تضم سواكن وبورتسودان والجزر التي على النيل، والتي تتضرر من الفيضانات الموسمية في الفترة من يوليو إلى بداية أكتوبر، حيث كنا ننعم بفترة إجازة كبيرة نسبية مقارنة بالإجازة التي تمتد من شهرى مارس إلى ابريل تقريبا في نظام عكس المجموعة (أ). يبدو أن ذلك النظام تغير لأسباب لا أدري تخص إدارة التعليم أو لرغبة من إدارة المصنع لشيئاً يخص مصالح الشركة العليا.
مضت بنا الأيام والسنين، وأب تلة الآن رجلاً يرعى ويقوم بأعباء طفلين؛ ذكراً وأنثى، إضافة إلى أسرة ممتدة تحمل مسؤوليتها مع إشقاءه، بعيد إنتقال والده عبد اللطيف عبد الرحيم الحاج ابراهيم إلي الرفيق الأعلى مؤخراً، له الرحمة والمغفرة.
ثلاثون عاماً منذ ذلك الوقت، إنسربت من الزمان خلسة، كما الضوء يتسرب شفيفاً، وجمال أب تلة يشغل الآن وظيفة فني تحضير بشركة (هجماتوا) التي تعمل في مجال الدواء بالخرطوم منذ العام 2000م، بعد أن عمل في الفترة من سبمتبر من العام 1998م الى 1999م، في شركة مواشي، والتي إنتقل إليها من شركة الشفاء للأدوية، والتي إتلحق بها في الخامس من ديسمبر 1997م، وغادرها مكرها في أعقاب ضربة مصنع الشفاء المشهورة في أغسطس 1998م.
هذا ما جناه بالخرطوم، كله تراوح بين العمل في القطاع الخاص، والذي إنتقل إليه من مصنع سكر حلفا الجديدة بعد أن ترك كفاح وظيفة كاتب وضيعة بقسم الخدمات الاجتماعية في أكتوبر 1997م، بعيد إنتقاله من الجمعية التعاونية للعاملين بسكر حلفا الجديدة الكائن موقعها بحى البركس، وتعتبر تلك الفترة من أخصب الفترات التي إتصل فيها بمجتمع المصنع منذ أن كان طالباً، حيث عمل في وظيفة مؤقتة في مواسم الإجازات في الفترة من العام 1987م إلى 1993م، بعد ذلك إستمر بصفة مستمرة حتى غادر (التعاون) إلى (الخدمات).
عاش جمال حياة مليئة بالحركة والنشاط الجم المتواصل، تجده هنا وهناك، لا يكل ولا يمل. وإن بقي له وقت وكان هذا غالبا، يستثمره في مساعدة أحد أو مع فرقة حيدر دقاش المسرحية، وتعتبر من أعظم المشاريع الثقافية الكبرى التي قدمت الكثير لفضاء المصنع الثقافي، أيام كانت هنالك ميزانية للثقافة؛ مسرحاً، ومطبوعةً، وفرقةً للغناء والموسيقى، وفعاليات ثقافية، وغيرها من ضروب مواعين الثقافة الأخرى.
جمعت الفرقة المسرحية بقيادة الأستاذ حيدر دقاش كل من جمال أب تلة، محمد عثمان (أبن عمي)، جمال جلال الشكري، ماجد عبد القادر لياى، عبد الواحد (الفنان)، إنتصار عبد الرحمن، كريمات كل من صالح عبد الله والطريفي، وهذا ما أسعفتني به الذاكرة، وأيضاً أب تلة.
ودائما نجد أب تلة يخطط للمشاريع الاجتماعية الكبيرة بمعية المجموعة، ويضع المصنع في حدقات عيونه، لا تفارق صورته باله وهمه اليومي، يذرع الأمكنة ذهاباً وإياباً بفرح طفولي غامر، من شرق السكة حديد إلى غربها، دون رهبة من عوائق ومصاعب، يتوغل بفراسة ونباهة عندما يواجه تعقيدات رسوخ حلم مشاريعه العامة، والتي يراها جزء من دين حان أوان سداده لصالح الناس في حى الموظفين والبركس والحلة والقرى الزراعية، وما جاورهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أب تلة .. الحنين زى أمو!   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالسبت 24 يوليو 2010, 2:32 pm

ذات عصر من صيف حارق، جمعتنا الارض الممتدة شمال حى خمسين بيت، وقت أتفق فيه الناس وزاد إهتمامهم في تلك الأيام بزراعة المساحة الواقعة في منطقة المطار القديم وغربه وشمال حلة الهدندوة. تقريباً في المنطقة القريبة من مظلة المطار القديمة، بقرب مصرف مياه للرى يعمل كـ(ناكوسي). لا أذكر القطعة الزراعية كانت تخص من؟، ولا أعرف من الذي يقوم بحرثها؟.
فجاءة بينما نحن مروراً بهذا المكان بحكم مزرعة الوالد التي تقع شرقه مباشرة، لفتت نظرنا مياه جارية بعنف نحو شق عميق، تفور من الفرح وتنسرب عميقا في جوف الأرض، تحدث صوتاً وشهيقاً، وكأنها تعبر عن سرورها الغامر بإطلاق قيدها دون مقدمات، وشكرها لشفع وصبايا الهدندوة.
وبعفويته تلك، راقب الموقف جيدا، وكأنه لم يمر بمثل هذا الحدث من قبل، وحنى جسمه يراقب عن كثب، ليعرف إلى أين ينزلق الماء!، ربما لقلة خبرته بتصاريف الزراعة وقف في المكان الخطأ، لان ذلك المكان لا يتوانى في أن ينفحه بحية أو عقرب أو حشرة مؤذية. ترجيته أن يبتعد قليلاً، لكى يمارس فضوله وإستغراقه في هذا المشهد بصورة توفر له الأمان بصورة أكثر تأميناً، ولكنه فضل أن يمضي في أندهاشه، قائلا لي: (شوف الارض دي كيف بتتشهق).
صور المشهد وأضاف إليه من مسرح خياله وعوالمه الجميلة ألقاً ولطفاً بمتعة رائعة ومفخمة بصوته الحنين. وأضاف: (الارض دي عطشانة شديد خلاص .. قربت تموت والموية جنبها .. الله يدي الهدندوة الصحة والعافية .. ديل تعرف الله جابن للواطة دي .. وقت تعطش يظهروا زى الملائكة يسقوها؛ خير للارض وخير للناس والبهائم .. الموية راقدة .. حابسنها لى شنو وقت بتعمل خير قدر دا .. الا بتعمل الخراب وتخرب الواطة .. لكن نعمل شنو؟ .. اسمع صوت الموية حنين كيف! .. والواطة مالا الزى الماسكه ابو الشهيق ماكلا عدس التعاون ولا شنو؟). ومن الصعوبة بمكان في تلك اللحظات ان تفرز بين صوته وصوت (شهقة الموية) كما يسميها، تماهي في صوت الطبيعة، واختلط علينا الأمر كما كنا نختلط على أمه في معزتها تجاهنا.
هكذا كان صغار أبناء الهدندوة يفعلون برفقة صباياهم لضرورات إقتضاها الجفاف الذي يحدث كل عام في مثل هذا الوقت في شهور ابريل ومايو ويونيو، شهور عصيبة على مربي الأبقار، تجدهم في كل واد يهيمون من أجل خشاش الأرض وحشائش جافة تسد فراغ بطون مواشيهم الجائعة.
لذلك كانت حيلة صبايا الهدندوة تزعج الكثير من المزارعين وإدارة الشركة في بعثرة المياه في الأراضي البور، حيث يتيح هذا السلوك إنبات الحشائش، مما يوفر المرعى الخصيب لماشيتهم، وهم مضطرون لذلك؛ كواحدة من حيل الحياة في سبل كسب العيش.
المعروف أن جمال أب تلة مسرفاً في تفانيه وإخلاصه إلى الحد الذي لا يمكن توقعه إذا لم تكن عاشرته من قبل، يمتطي خيول إنسانيته الفارعة، ولا يغشى وغى التكاليف ومنغصاتها بل يتصدى لها ببسالة وفنجرية وشهامة، وأن طالته جريرة.
وإستطاع أن يعطر أجواء المصنع ويحيل أيامه إلى طعم خاص. ويعيد العافية لحى خمسين بيت، وسنينه الخوالي، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. تمحور دوره التطوعي في أن يبقى الحى حيوياً، ونابضاً بالروح والنشاط، وله قصص نبيلة وطريفة في ذلك.
وتماما كانت أمه مثله، تفوقه حنيناً وشوقاً، لا يجاريها أحد في ذلك من نساء المصنع. مشت حتى يومنا هذا، بالمحبة والود والأخاء الانساني الشفيف بين الناس، ما دخلت مجلساً إلا وعطرته بصدق معشرها، ورقيق قولها، وحلو حديثها اللطيف.
امرأة لم تغش نهارات النميمة والغيبة، لا تماثلها إلا أمهاتنا: (مريم سيد احمد وآسيا ابراهيم)، عطرن سماء المدينة وبيوت خمسين بيت بطيب حسن خلقهما؛ حين يجتمعن نساء الحي في جلسة قهوة او (توريق خضرة خضار الخدمات الطاعمة).
تملأ قلبها بجمال واسامة وسامي، رجالها الأماجد، ولكن جمال أب تلة سيدهم وزينة شباب الحى كما تعتقد هى بصدق ومحنة تجاهه، عندها في كفة وحيداً، وفي الاخرى، ثلة من أهل بيتها المرجل بأمشاط جديتها، وأنامل ايمانها القوي. ولجمال حظ من الدنيا يوم أن منحته والدة بحجم أمنا بدرية التي لم تعزلنا عن عشها الدافيء، وضمتنا بجناحيها كأهل بيتها تماماً.
وحين تلح الذاكرة بقوة في إماطة اللثام عن مشاهد عاشها صديق كل الناس، والنغم الباسم في شفاه الجميع، أتذكر برحابة، تلك الأيام، محاسن هذا الرجل الجميل، وهو يتهادى في زواج أحدى كريمات عبد الله عفيفي، ومعه زميل مغامراته فيصل محمد الفكي، حمش زمانه، وفاجعة المصنع في إفتقاده كرجل رزين، كان من الممكن أن يقدم الكثير ما جادت به جعبته وقريحته، ولكن زمار الحى لا يطرب، ولك عودة يا صديق المفازات العكرة.
وظل جمال عبد اللطيف عبد الرحيم الحاج ابراهيم يعمل من وحى نخوته، لا تلين له عزيمة، يمضي وكانه صاحب الدار وأم العروس، يسد فرقة هنا وثغرة هناك، ومع ذلك وزحمة إلتزاماته، تعهد ببرنامج الحفل كله وتصديقه من الجهات الرسمية، وكانت أيامئذ، البلد كلها تضج بالمارشات العسكرية وإذن الأفراح الخاصة، على كل، إجتهد ما في وسعه حتى يطرب الناس، ومناسبات مثل هذه نادرة، لا يجود بها الزمان إلا قليلاً.
وعندما أعيته الحيل في مداوة الفشل، وبعد أن لعب البعض دوراً كبيراً في إفشال هذا المهرجان، إنتابته حالة من الغثيان والألم، ومن ثم إنزوى بعيداً جهة ناحية نهاية الشارع، بالقرب من منزل كمال دفع الله المجاور للـ(الكتر)، ميدان الكرة الحالي من الجهة الشرقية من خمسين بيت.
على صخرة جلس والمحنة تسكنه من كل جوانبه، وتحيل ليله سواداً على سواد، والتعب يهده، واذا هو واضعا كفيه على وجهه، ومعه فيصل، وهما في أشد لحظات الكرب والهم، حضر عادل مصطفى قريب كمال دفع الله، طيب من خاطرهما قليلاً، وأحضر لهما عشاءً من اللبن والفطير، وبينما هما في معمعة حزنهما الكبير، كان هنالك في بيت العرس، والد العروس يصيح بأعلى صوته، ويقرع صديقينا بالفشل، ويقول: (فيييصل والتلة خربولي الحفلة)، بلكنته المصرية المعروف بها.
وحدث بعد ذلك، ما لم يكن متوقعاً، وضاقت الدنيا وما رحبت بوالد العروس، خرج لتوه في ذات الإتجاه الذي سلكه أب تلة وفيصل، واذا به وجهاً لوجه أمامهما، وهما يتناولان العشاء الأخير ونخب إفتراقهما، وكان مما ليس منه بد، إذ جلس بمعيتهم، ومن ذات الإناء تناول نصيبه من فطير حنان الزبير، وقناعته فيما حدث لا يستحق العقاب والغضب، وهو محق فيما دار في ذهنه، وسرعان ما تناسى الأمر، وإنخرط في حديث جانبي معهم، ومن ثم مضى إلى بيته بعد تفرق الجمع، بعد أن كان ممنيا نفسه بطرب لن يتكرر قريباً في دنياوات خمسين بيت، وما من حسناء مرشحة لزواج قريب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أب تلة .. الحنين زى أمو!   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالسبت 24 يوليو 2010, 2:34 pm

من مواقفه النبيلة الأخرى، والتي لا زالت عالقة بذاكرتي، ولم تبرحها قيد أنملة منذ أربعة عشر عاما، خواتيم العام 1996م. كيف بدأ وأنتهى ذلك الموقف الذي أضحت تفاصيله الأخيرة غايبة عني، ربما باح بها شقيقي ياسر او ذكرها لى ذات يوم، لأنه كان أقرب لدائرة الحدث.
المهم في الأمر، فحوى القصة: حضرت إلى المصنع لزواج شقيقتي متأخراً قبل يوم من المناسبة، وفي زحمة الأشياء والتزامي بأداء امتحان بالجامعة، لم أخبر أحداً بمواعيد سفري غداة يوم المناسبة، ولما كانت هنالك التزامات كثيرة يقوم بأعباءها جمال أب تلة ومجتبى عثمان خالد.
لم أتدخل في الأمر البتة، لطبيعة الأشياء في إدارة المناسبات بالمنطقة، فقط إكتفيت ببعض الأشغال، وفي غمرة إنشغالي، نسيت بأن أدفع إليهم ببعض المبالغ الخاصة ببرنامج الحفل حسب إتفاقي معهما، وبعض الالتزامات الأخرى.
على كلٍ، تواريت عن الانظار، وإتخذت من منتصف الشارع وسط كوم من الكراسي في شتاء قارص مرقداً، ودخلت في نوم عميق إستغرق ساعتين فقط، ومنها غادرت إلى الخرطوم مبكراً. ولكن جمال كعهده تعهد بكل التفاصيل وما يلزم تجاه ضيوفه الفنانين من حلفا، جهز لهم مكاناً للمبيت، وتكفل بضيافتهم في الصباح بوجبة الافطار، وعربة للترحيل كشأنه تجاه هذه الالتزامات.
ومما يذكر عنه، منحه الله سبحانه وتعالى بسطة في الجسم وقوة خارقة، مما رشحته ذات يوم للمشاركة في مهرجان نظمه نادي حى الموظفين بميدان كرة القدم الكائن غرب حى الالمان وجنوب حلة جبرونا.
لقد دعته اللجنة المنظمة برئاسة رئيس النادي يومئذاك احمد الحبيب للإشتراك في فقرة من ضمن البرنامج، وهى عبارة عن رياضة المصارعة، للعب ضد محمد احمد حسين سعد الدين المشهور بـ(أبو السعود)، وكان في دواخله يتهيب هذه التجربة، وخاصة إنه سيخوضها ضد (ميمي)، هو اللقب الآخر لأبو السعود، لما عرف عنه بالوزن الزائد والقوة الخارقة، إلى جانب أن الإثنان عملا سوياً بالجمعية التعاونية للعاملين بالمصنع، ويعرفان نقاط ضعفهما وقوتهما إلى حد كبير.
وجاءت الفقرة من أكثر الفقرات تشويقاً، وفي غفلة، وبمهنية كبيرة، جندل أب تلة صديقه أبو السعود وسط دهشة الجميع، لفارق الحجم والوزن والعمر.
وقد نذر جمال أب تلة عمره ووهبه للناس وفق قناعته وأنسانيته، فلا يذكر عمل الخير بالمصنع إلا مقروناً بسيرته، وسيرة رجلاً آخر لا يقل شأناً عنه، وسنتناول سيرته قريبا: (على سيد احمد الحسن؛ وليد مريم). وهذا يتحرك بحماس زائد تتوهج به مجالس المدينة، وتفخر به كواحد من أبنائها البررة، مكتسباً حب قلوب الناس.
وإفترقنا على مضض، كلانا إختار الخرطوم وطناً جديداً، أب تلة توجه إلى العمل في القطاع الخاص، ومما أذكر إلتقيته ذات مرة صدفة في إستقبال مصنع الشفاء بالمنطقة الصناعية بحري، وقتها كان معى الأخ مصطفي سيد عبد الوهاب (اب راسين)، بصدد الإلتقاء بمدير مصنع سكر حلفا الأسبق العاقب سليمان طه في عمل يخص دعم رابطة طلاب مصنع سكر حلفا الجديدة بالجامعات والمعاهد العليا.
وهنا حدثت قصة ومفارقة لا تزال تشكل علامة استفهام كبرى في نفسي، لابد أن تحكى وتقال. فجاءة إنتابنا إحساس غريب، ونحن نبحث عن بوابة دخول المصنع، كنا لحظتها بالجهة الغربية منه، إذ بنا أمام بوابة كبيرة مغلقة على جزء كبير من المصنع ليس به حركة تلاحظ، وكانت تلك أولى الإستفهامات التي دارت في خلدي.
على كل حالٍ، دلفنا من الإستقبال والذي يقبع أمامه مركز بسط أمن شامل إضافة إلى إمتداد شارع أسفلت معالمه تدل على أنه جديد أفتتح لتوه خصيصاً للمصنع، لأنه يقترن بشارع فرعي بالمنطقة الصناعية، وينتهي بالمصنع.
وفي الأستقبال إنتظرنا لمسافة طويلة حتى يأذن لنا بالدخول، وخلال هذه الفترة أقترحنا للموظف الموجود بأن ينادي لنا جمال عبد اللطيف، وايهاب عبده محمد علي، ومرتضى دقيس، وآخر لست أتذكره الآن.
لحظات وحضر بعضهم، بعد السلام والتحايا، إنفردت بأب تلة رجل المهمات الصعبة، كما اسميه دائما، وإستفسرته عن طبيعة العمل داخل المصنع من واقع المشاهد الخارجية، وعن الجزء الآخر الذي يقع في الجانب الغربي من المبنى كله.
قال بكل وضوح كما عهدته دائماً؛ شفيفاً وصادقاً: (هذا الجزء لا ندخله، ويقال أنه معامل أدوية بيطرية، أما نحن كل حركتنا مقيدة بأماكن عملنا ودوائر الإنتاج التي نعمل بها فقط لا نستطيع أن نتجاوزها).
ومن ثم أفترقنا بعد أن منحنا الأذن للدخول إلى السيد العاقب سليمان طه، وأخذنا قسطاً من الزمن بعد أن تلقينا توجيهات، بان لا نخرج عن مسار حركتنا من وإلى الإستقبال، وبعدها بارحنا مكتب العاقب، وفي طريق رجعتنا، لاحظنا كثافة من العرب العراقيين في مجموعة بحوش المبنى.
وكما هو معلوم للجميع، لم تنقضي ثلاثة أشهر حتى ضرب المصنع بصواريخ فاس الهنود الحمر، والتي إحالته إلى خراب، وما زال الناس في جدل متواتر حتى يوم الناس هذا؛ سلطة ومحكومين حول .. هل ضرب المصنع بطائرات أم بصواريخ متحركة من قاعدة أمريكية بالخليج؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امين كمال سكوتة
عضو ذهبي
عضو ذهبي
امين كمال سكوتة


عدد المساهمات : 216
نقطة : 10417
تاريخ التسجيل : 24/02/2011
العمر : 40
الموقع : facebook.com/sakouta

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: جمال اب تلة    أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالأربعاء 23 مارس 2011, 3:04 pm

بالرغم من عدم معرفتى الشخصية بالاخ جمال وكل ما اتزكره عنه هو شكله المميز وهو يكيل لنا السكر فى التعاون (كما نحب ان نسميه دائما وليس الجمعية التعاونية ) الا اننى احببته واحببت كل ما سردته عنه من خواطر فضيلة وزكريات عبرت بنا لفضاءات الماضى الجميل وجعلتنى اذكر احبابى واصدقائى من الزمن الجميل ,, شكرا لك على مشاركتنا زكرياتك الفريدة وشكرا لك على مدنا بمعلومات لم ولن نسمع عنها حتى من صاحبها الحقيقى ,,, لم اتمكن من قراءة جميع المدونات بهذا المنتدى نسبة لعدم توفر الوقت والمشغوليات التى انتم اخبر بها منا ,, ولكن بعد قراءة القليل من هنا وهناك , شدنى كل ما قراءته حتى الان وبصدد المتابعة اثراءاّ للمعرفة الشخصية .. ودمتم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





نقطة : 40098
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: ابوتلة جمال   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالخميس 24 مارس 2011, 4:04 pm

مشكوروفخور جداً زادك الله علماً
بعد ان طرقت واطربت قلوبنا وحركت شعورنا الفاتر
الي عمق الذكريات ( الله عليك ) كنت لاظن صراحة بان يلج هذا المجال سواء خالد حسن بخيت ولكن (حواء والده )الاخ جمال اعرفه جيداً بحكم علاقته بإبن عمتي الاستاذ حيدر دقاش
فوالله هذا المقال يبكي الأخ حيدر نفسه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: شكرا الحضور   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالخميس 24 مارس 2011, 7:39 pm



شكرا وليد وامين على حضوركم الباهي وتعليقكم الذي اثلج صدري ..
ما سردته لم يخرج من اطار الواجب والدين تجاه اهلنا بالمصنع وخاصة الذين قدموا للمجتمع الكثير
جمال اب تلة واحد من هؤلاء وايضا العزيز حيدر دقاش الذي اتمنى ان اكتب عنه وعن خلقه الرفيع فالرجل لا يزال يكن للمصنع حبا وعشقا خرافيا سكن بين جوانحه. هؤلاء نماذج فريدة عطرت سماء المصنع مثل اخرين نامل ان يسعفنا الزمن بالحديث عن خدماتهم الجليلة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسامه آل جبارة
عضو برونزي
عضو برونزي
اسامه آل جبارة


عدد المساهمات : 196
نقطة : 10360
تاريخ التسجيل : 20/03/2011
العمر : 54
الموقع : المملكة -طابا
المزاج : 114

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: اعودك حنين طول السنين   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالثلاثاء 29 مارس 2011, 9:22 am

اعودك حنين طول السنين
التحيـــــــــ للكل ــــــــة
جمال ابو تلة
اولا قبل ان اعلق على خواطر الاخ الجميل البهدير صاحب القلم الرفيع فضلا على الذاكرة البيعدة والقريبة
قبل التعليق هنالك سوال اطرحه على الكل
هل هناك علاقة بين قوةالانسان ( حجم ) وطبيعة قلبه
حسب متابعتي المتواضعة بان كل ما قالبت من هولا النفر الكريم وعلى راسهم الزميل الحنون الذي كانت تربطني به علاقة اجتماعية راقية واكاديمية عميقة
وما اريد ان قوله عن طبايع من امثال هولا ان الله سبحانه الذي اتقن كل شئ وقدره تقديرا فالرجل رغم ما حباه الله من قوة الله اساله ان يكون هو الان على احسن مما تركانه عليه رغم تلك القوة التي كانت بمثابة العملة التي نتبدله معه الا انه لم نرى فعل تلك القوة الا بمثابة ما تفعله الابتسامة من صدي داخلك
فانت اذا قدر لك ان تقع بين يديه الكريميتن تجد نفسك بين قلب تعرفه حنين وايدي موصوله بذلك القلب فما عساه ان تفعل فيك الا ان تترك فيك اثار عميقة بان الله سبحانه يعطي ويمنع بحكمته ولطفه سبحانه . فله منا حسن سيرة ومستقبل باهر انشاء الله
القصص في هذا الشان كثيرة رغم طول الغربة ولكن وما اريد ان ابسط بعد ما تحفنا البهدير زاده الله بسطة في العلم والجسم وقبل ذلك قلبا كما عرفنا ويحكي عنه ما كتبه عن هذا الصديق الذي اثار فينا ما اكسته البعد وله من اخلص دعاء واكرم عطية من الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: المسلم من سلم المسملين من لسانه ويده   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالثلاثاء 29 مارس 2011, 10:17 am


عزيزي اسامة .. جمال كان من هؤلاء.. رجلا كريما وعفيفا ونقيا وطيب القلب مثل بسطة جسمه، فالعلاقة بينهما ليست عصية على التفسير وان كانت من خلق الخالق سبحانه وتعالى المنزه عن كل شيء ..
كم كنت اتمنى ان نقضي العمر سويا كما كنا سابق عهدنا في المصنع الجميل ولكن هيهات فالزمان فرقنا في اركان المعمورة الاربعة بلا قيد زمني بل منحنا الله سبحانه وتعالى الحنين نلوذ به في اوقات الشدة ويومنا هذا.
اسال الله ان يجمعنا كما جمعنا من قبل على قلب المصنع الواحد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد حسن بخيت
مشرف
مشرف
خالد حسن بخيت


عدد المساهمات : 1936
نقطة : 13117
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
العمر : 48
الموقع : www.3aza.com/vb
المزاج : مسلم

أب تلة .. الحنين زى أمو! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أب تلة .. الحنين زى أمو!   أب تلة .. الحنين زى أمو! Emptyالخميس 10 أبريل 2014, 10:25 am

ناصر البهدير كتب:
أب تلة .. الحنين زى أمو!
أبو تلة يستوطن الذاكرة خلية خلية، كهديل الحمام، وقوقاى القماري، ورشاقة عصافير الجنة في حركتها السريعة، والبلوم في جماله الفاتن، وطيرة الكتر في تنقلاتها الماهرة بين أشواك شجرة الكتر، وصلابة طائر السقد في سهره المتصل الذي لا يعرف للنوم طعماً كما نراه، وحيوية طير الخداري في التقاط ابو الجندب أوان الخريف، وعزيمة السمبر في نسج أعشاشه حين يجيء بلادنا مهاجراً من بلاد الحبشة في موسم الامطار، وغموض منازل الهدهد، ومسمارات ود ابرق وعشوشة على أسلاك الكهرباء في وضح النهارات، لا يلقيان بالاً لأحد مهما كانت وظيفته ومهمته، في صباحات البلد الندية ونهاراتها الطيبة. وأيضا كندواة أعواد قصب السكر، وأشجار البان الرشيقة، والكتر العميق المحتوى، وشجيرات الحسكنيت المبعثرة وهى تجالد العطش، وأشجار دقن الباشا الوريفة، والتمر هندي اليانعة، وأعشاب التبر والموليتة ورجلة الخلا، وغيرها مما جادت به أرض المصنع الطيبة.
سيان صمته وقهقهته، رجل جُبل على أن يكون محبوباً بين الناس، كما ولدته أمه، وأشهرته للناس ذات يوم من أيام الدنيا الجميلة، كقيثارة تمنح الناس البهجة وجمال الحياة لأهل المصنع. جاء هكذا، كهبة ربانية وهدية عظيمة من السماء، وهواءً نقياً لمسام الناس لكى يبدد حر طقس إرهاق العمل؛ حريق القصب، ونيران القيزان، والورش، والغلايات، وغيرها من المصاهر المشتعلة.
في تلك الفترة من أيام المدرسة البهية؛ مدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة الابتدائية (أ)، كنت أراه من على البعد، بذات نسب حجمه الحالي، ضمن الطلاب القادمين من حى البركس، كان ذلك الزمان منتصف السبيعنات وما يزيد قليلاً. دعونا أن نقول بتحديد أكثر مهنية وضبطاً، عام 1977م، عندما وطئت قدماى ساحة المدرسة لأول مرة في عهد الناظر عبد المحمود احمد عبد المحمود، عليه رحمة الله، والد كل من أسامة وزهير وجمال أبناء السروراب، وشقيق الدكتورة فاطمة احمد عبد المحمود المعروفة في باحات الاتحاد الاشتراكي المايوي الصنعة.
لسبب ما تزاملنا مع أب تلة، وبصورة أكثر دقة، إلتحق بنا في الصف الرابع، العام 1980م، في شهر ابريل أو مايو كما أعتقد جازماً، كلاهما أقرب إلى الدقة، تلك الشهور كانت بداية العام الدراسي في كل المنطقة مثلنا ومثل المجموعة (ب)، التي تضم سواكن وبورتسودان والجزر التي على النيل، والتي تتضرر من الفيضانات الموسمية في الفترة من يوليو إلى بداية أكتوبر، حيث كنا ننعم بفترة إجازة كبيرة نسبية مقارنة بالإجازة التي تمتد من شهرى مارس إلى ابريل تقريبا في نظام عكس المجموعة (أ). يبدو أن ذلك النظام تغير لأسباب لا أدري تخص إدارة التعليم أو لرغبة من إدارة المصنع لشيئاً يخص مصالح الشركة العليا.
مضت بنا الأيام والسنين، وأب تلة الآن رجلاً يرعى ويقوم بأعباء طفلين؛ ذكراً وأنثى، إضافة إلى أسرة ممتدة تحمل مسؤوليتها مع إشقاءه، بعيد إنتقال والده عبد اللطيف عبد الرحيم الحاج ابراهيم إلي الرفيق الأعلى مؤخراً، له الرحمة والمغفرة.
ثلاثون عاماً منذ ذلك الوقت، إنسربت من الزمان خلسة، كما الضوء يتسرب شفيفاً، وجمال أب تلة يشغل الآن وظيفة فني تحضير بشركة (هجماتوا) التي تعمل في مجال الدواء بالخرطوم منذ العام 2000م، بعد أن عمل في الفترة من سبمتبر من العام 1998م الى 1999م، في شركة مواشي، والتي إنتقل إليها من شركة الشفاء للأدوية، والتي إتلحق بها في الخامس من ديسمبر 1997م، وغادرها مكرها في أعقاب ضربة مصنع الشفاء المشهورة في أغسطس 1998م.
هذا ما جناه بالخرطوم، كله تراوح بين العمل في القطاع الخاص، والذي إنتقل إليه من مصنع سكر حلفا الجديدة بعد أن ترك كفاح وظيفة كاتب وضيعة بقسم الخدمات الاجتماعية في أكتوبر 1997م، بعيد إنتقاله من الجمعية التعاونية للعاملين بسكر حلفا الجديدة الكائن موقعها بحى البركس، وتعتبر تلك الفترة من أخصب الفترات التي إتصل فيها بمجتمع المصنع منذ أن كان طالباً، حيث عمل في وظيفة مؤقتة في مواسم الإجازات في الفترة من العام 1987م إلى 1993م، بعد ذلك إستمر بصفة مستمرة حتى غادر (التعاون) إلى (الخدمات).
عاش جمال حياة مليئة بالحركة والنشاط الجم المتواصل، تجده هنا وهناك، لا يكل ولا يمل. وإن بقي له وقت وكان هذا غالبا، يستثمره في مساعدة أحد أو مع فرقة حيدر دقاش المسرحية، وتعتبر من أعظم المشاريع الثقافية الكبرى التي قدمت الكثير لفضاء المصنع الثقافي، أيام كانت هنالك ميزانية للثقافة؛ مسرحاً، ومطبوعةً، وفرقةً للغناء والموسيقى، وفعاليات ثقافية، وغيرها من ضروب مواعين الثقافة الأخرى.
جمعت الفرقة المسرحية بقيادة الأستاذ حيدر دقاش كل من جمال أب تلة، محمد عثمان (أبن عمي)، جمال جلال الشكري، ماجد عبد القادر لياى، عبد الواحد (الفنان)، إنتصار عبد الرحمن، كريمات كل من صالح عبد الله والطريفي، وهذا ما أسعفتني به الذاكرة، وأيضاً أب تلة.
ودائما نجد أب تلة يخطط للمشاريع الاجتماعية الكبيرة بمعية المجموعة، ويضع المصنع في حدقات عيونه، لا تفارق صورته باله وهمه اليومي، يذرع الأمكنة ذهاباً وإياباً بفرح طفولي غامر، من شرق السكة حديد إلى غربها، دون رهبة من عوائق ومصاعب، يتوغل بفراسة ونباهة عندما يواجه تعقيدات رسوخ حلم مشاريعه العامة، والتي يراها جزء من دين حان أوان سداده لصالح الناس في حى الموظفين والبركس والحلة والقرى الزراعية، وما جاورهما.

فيا تري من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني ان يعيش ...
من غيرنا يسقينا من نبع الذكري والذكريات ..
هم اولائ احبتي واحبتكم فهلا اعطتموهم ما يستحقون من التوثيق ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3aza.com/vb
 
أب تلة .. الحنين زى أمو!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شَخْب الحنين
» قضاف الحنين
» بيتنا .. ضروع الحنين ومراتع الطفولة
» الفنان عاصم ختام... الحنين الى أرض النوبة
» ضراوة الحنين.. نداء الرَّمقُ الأَخيرُ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: