سيد على أبوامنة محمد
الانقاذ تخطط لفصل الشرق بعد تجريده من البحر
فى الجزء الاول خلصنا الى ان نقاط محدده وهى :
• ان هنالك فرق كبير بين قضيتى البجا والشرق, ومفهومى التهميش والتهشيم, ولكن جميعها لا يمكن حلها جزئيا, باتفاق أو تنمية أو أى كانت مهما بلغ التركيز عليها, اللهم الا فى اطار الحل الكلى الشامل من خلال ازالة النظام وتوطين الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون (دولة المؤسسات) المدنية, التى تقر دستورا لا أقول يحترم , انما يصاغ من جدائل هذا التنوع ويحفظ الحريات والحقوق الأساسية التى تندرج ضمنها حقوق الانسان كفرد وحقوق الاقليات والحريات الاساسية واعتماد المواطنة أساسا للحقوق, وتوفير الحقوق دافعا للوطنية والولاء, وحينها ينتفى التمييز.
• ان قضية البجا لا تنحصر داخل الحدود السودانية التى صنعها الاستعمار, بحكم وجودهم ولا أقول امتدادهم, وان الجزء الأهم من قضيتهم داخل القطر يتعلق بضرورة قبولهم كمكون أساسى من غير (نتف) ثقافتهم أو تحويرها, وان فتنة هذة المكونات ليس من صالح السودان وقد يسهم الى عدم استقرار واسع, ربما على امتداد القرن الافريقى, الذى تعترك عليه (سرا) قوى مهيبة (الولايات المتحدة / الاتحاد الاوروبى /الصين), وعلي البجا وبقية المكونات السودانية المشابهه عدم الانجرار الأعمى وراء التعميم الظالم لأن الشمال جغرافيا وأرض وليس هنالك من عنصر أو قبيلة اسمها الشمال, فالشمال اتجاه وأقليم والاقاليم ليس لها عقل جمعى يتفق على ظلم الاخرين, انما هى النخبة التى تسوق للفصل العنصرى وتحاول ان تخدع حتى الشمال بأنه مستهدف كأقليم لأستخادمه لذات الاغراض المذكورة, فلا يجب أن نحارب طواحين الهواء, وعلينا أن ندخر شدتنا للعدو الحقيقى, فغدا تموت النخبة ويثمر تبايننا نهضة شاملة.
• ان العنصرية كممارسة تحدث من الأقوى تجاه الأضعف, فلا البجا ولا غيرهم يقدرون على ممارستها, لعدم وجودهم فى أماكن تخول لهم ذلك, لذلك يصبح نعتهم وبقية ما يسمى بالهامش بهذه الصفة ضربا من التشويه يظن انه جدير بقمعهم عن المطالبة بالحقوق, حيث ينعت كل مطالب بالحقوق بالعنصرى, كما يجب ان نفرق بين الانتماء لشعب معين, و العنصرية التى تعنى عدم قبول ورفض الاخرين, وهذا لا يبدو موجودا لدى البجا لو نظرت الى مكونات اقليمهم وحتى ملاك الارض فى الاقليم.
من ضمن الخطط المركزية الهادفة لضرب لحمة المكونات البجاوية هى التشكيك فى (بجاوية) بعضها, استنادا على الانتماء للسودان, وهذا هو الخلل الذى ذكرته فى الجزء الأول وهو أن نقيس قضية البجا بميزان الانتماء للاقليم الشرقى (السودانى), فقد أكون بجاويا ولست سودانيا, فعدم سودانيتى لا تنتقص من بجاويتى, تماما كما لو كنت سودانيا ولم أكن بجاويا, لأن الاستعمار لما قسم أفريقيا وضع خطوط الخارطة وفق اولوياته, فقسم البجا الى أربع أو أكثر وقسم نوبة الشمال الى أثنين وقسم الزغاوة الى اثنين أو أكثر, لذلك يمكن أن يكون هنالك نوبيا غير سودانى ولكن لا أحد ينزع عنه نوبيته وكذلك الأخرين, كما ان شرق السودان هو مجرد جزء من أقليم البجا, ولا يصلح كمعيار لنفى صفة (البجاوية) عن من هم خارج حدوده, والا لأصبح البشاريون والعبابدة والحدارب والقرعيب والجميلاب والبنى عامر والحباب ليسو بجا, نسبة لوجود جزء منهم فى دول أخرى, والمعروف ان الحدارب كانو ملوك البجا فى احدى الحقب وكذلك البلو وأكثرهم الان موجود بأرتريا والبلو الأن هم أحدى عموديات البنى عامر, فكيف نقول لهم انهم غير بجا وان ذلك بالفعل لمن الضحالة بمكان أسقاط بجاوية القبائل بناء على الخط الذى رسمه الانجليز أو الخطط التى يضعها العنصريون, لأن ذلك يمكن النخبة من أشعال الفتنة بين المكونات انطلاقا من هنا وتستخدم القيادات الجاهلة لتمرير هذا المخطط وسأذكر هنا الخطة التى بدت واضحة من خلال الممارسة منذ العام 2003 وحتى اليوم:-
لما بدات مشاكوس بدأت معها قضية دارفور, فى عملية انخفاض وارتفاع (البساتم), وتيقنت الانقاذ بأن (البستم) الثالث يحزو نفس مستوى الارتفاع ما أن ينخفض الاخران, فخططت لأستباق ذلك من خلال أجهاض الوعى والحراك والكوادر وتصفية الكفاح المسلح فى ارتريا, وكل مايمكن أن يؤدى لرفع هذا البستم البجاوى فى الشرق, فعمدت الى ممارسة الخطة الظالمة من خلال ضعاف النفوس ويتم وفق الخطة اشتراط الظلم, والظلم هنا ليس مجرد هواية , انما حتى تتولد روح معادية مثل الشلال تتم الاستفادة من تهيجها فى توليد الغبن المتبادل الذى يعتلج (التوربينات) الرئيسية فى الأقليم, وبالتالى يتفكك النسيج الاجتماعى, فتنزع القبائل للتقسيم الادارى القبلى, وأول شئ بدأت الخطة بعزل مناطق محددة من الخدمات والتنمية أكثر من بقية الاقليم, وتمتاز هذة المناطق بتبعيتها لقبائل بجاوية بعينها,ثم دار حديث كبير حول تقسيم النظارات الرئيسة فتلقفت الازان (طراطيش) كلام حول نظارة للفاضلاب والجميلاب وانتزاع دوائر جغرافية لاحقا, وتحجيم بعض القبائل من خلال التعداد, ورفض تسجيل بعضها ضمن السجل المدنى, وهنا بدأت الفتنة ولكن لم يكتفى المخططون, فقاموا بعزل كل قيادات تلك القبائل من المواقع لأرغامهم على ممارسة الغبن الناجم عن الظلم, فتحرك البعض ولم يتحرك البعض الاخر, فقامت الانقاذ بعزل حتى بعض النظار وأوقفت رواتبهم وسحبت منهم كل الحقوق, وما أن بدأ الغضب يتشكل ويتماوج وبدت ثمرات الظلم تنضج, حتى تسرب المخططون الى الصفوفن الامامية يلقنون الغاضبين ما يقولون, ولما قالو ماقالوا, ذهبو الى الطرف الاخر يبلغونه بأن كرامته قد أنتهكت وهو الكل فى الكل ورب المكان, وما أن يغضب أيضا يلقنونه بما يجدر به أن يقول, ثم يضربون الدفوف و (الطار) أن هلمو يا أهل الاقليم ان القائد فلانا سيفجر الصمت كلاما, ويقومون ب(جوبكة) الادارة الاهلية عمدا, لتمتين الخلافات, والا ما الداع لذك وما الضرورة الملحة؟ والهدف من كل ذلك مزيد من التقسيم الادارى وتفتيت اللحمة والصيد فى الماء العكر.. وعينهم على البحر الأحمر الذى يمثل كل خطورة الاقليم, وفى حال تجددت الحرب فى الاقليم أو طالب بالانفصال فهذا يعنى نهاية النخبة ونهاية السودان... فقرروا ان الشرق لا يسوى الا البحر الأحمر لذلك أتت هذه الخطة التى تعمل على أنتزاعهم للبحر من جبين الاقليم, وبعد ذلك لن تنتظر النخبة أن يطالب البجا بالانفصال, بل ستعمد هى الى دفعهم للانفصال لترتاح من وجع الراس والتهميش والاقليات, وبالفعل بدأت الانقاذ بتسريب خرائط تشير للجنوب بلون ولدارفور بلون اخر وللشمال وهو يضم البحر الاحمر بلون وللشرق المحصور فى كسلا والقضارف باللون أصفر وتم تسريبها فى عدد من أبواق المخططين الاعلامية تم رصدها بواسطة الشباب, هذا ما يجعلنا نؤكد ان البجا وحدويين رغم ان النظام انفصالى, وما يؤكد اصرار النظام على فصل الشرق هو قيام مؤسسات الاعلام النخبوى المركزى برفع وتيرة العنصرية والاحادية من حيث الثقافة التى تبث واعادة تبنى احادية العرق والدين واللغة فيما سمى بالامبراطورية الثانية, واطلاق يد العنصريين وما تقوم به الكتيبة الاليكترونية من ازكاء للفتنة القبلية والمتتبع لكل القنوات والصحف والازاعات التابعة للنظام يفهم ما أقول, وكل ذلك لأن النخبة أجهدت من مقاتله الهامش فقررت التخلص منه بعد نتف حواصلة وانتزاع خيراته, لذلك ليس على البجا وحدهم مواجهة هذا المخطط, انما كل أحرار السودان وقواه السياسية والمجتمعية ودول المحيط أو الطوق الاقليمى, فمن كرم الانقاذ التى باعت الاقليم بالاقساط فقد تقدم القضارف وكسلا كهدايا لدول خارجية بعد ان تنتزع البحر الاحمر... الله أعلم, ولو تمعنت فى الممارسات الاتيه تتضح لك الرؤية:-
1- تسريب الخريطة المذكورة فى صحيفتين مركزيتين والعديد من المواقع الاليكترونية المشبوهة.
2- ترحيل مدينة طوكر وافقار عقيق العمل على طرد سكان جنوب طوكر لتفريغ المكان.
3- تركيز كل الصراع البجاوى البجاوى فى ولاية البحر الاحمر.
4- خلخلة الادارة الاهلية والتدخل فى النظارات و تعيينات العمد والمشائخ, واستبدال السالف والقلد بالمحاكمات مما أسفر عن نزاعات كثيرة بين القبائل.
5- عزل مناطق ريفى القنب والأوليب من التنمية رغم انها النظارة الوحيدة المقيمة بالولاية.
6- اجهاض كل الجهود الاصلاحية بمشروع دلتا طوكر والمسكيت, والممارسات التى (أسقطت) حتى أبنا ء المنطقة فى المؤتمر الوطنى.
7- الاختلالات السكانية المتعمدة التى أظهرت سكان قرية هيا أكثر من سكان بورتسودان.
8- منع وضع اسم الامرأر ضمن السجل المدنى تشويها لمفهوم الغالبية حتى تصبح بالفعل ولاية شمالية.
9- المؤتمرات التى تعقد لتأكيد عالمية وقومية وأهمية واستراتيجية البحر الاحمر.
10- الصراع الخفى والمحموم وغير المفهوم بين حكومة الولاية والمركز والذى نتبين ملامحه من خلال معرفتنا للمزاج الولائى.
11- انتزاع أراض النوراب بمنطقة ميناء صادر البترول وتوطين اخرين فى المحيط.
12- مايدور حول بيع الموانئ البحرية لموانئ دبى وحديث الرئيس حول عالمية الولاية (Free Zoons).
13- مشروع نخلة لكل بجاوى (معقولة) نخل لدى مجتمع رعوى فى أرض ملاحة.
14- عدم ترشيح الحزب لناظر الامرأر فى البرلمان وايقاف راتبة وانتزاع حقوق أهله من مال (المسئولية الاجتماعية) المخصص من ارياب للمنطقة.
15- اقصاء الامرأر نهائيا من المشاركة المركزية والمحلية وعزلهم بالكامل عن المكتسبات (الشحتة) عبر اتفاق الشرخ, رغم ان الكفاح المسلح والثورة بدأت من عندهم.
16- عمليات التوطين السريعة جدا لعناصر عربية وافدة وتمليكها الارض, وبيع جزيرة المقرسم للسعودية.
17- الترويج الفجائى لموضوع تبعية الأمرأر للعبدلاب, هو (تشميل) أو (شمللة) للقبيلة, نعم ان هنالك مصاهرة, ولكن ذلك يقدح فى (بجاوية) الأمرأر لان الأمرأر بحكم انهم بجا لهم ألاف السنين فى هذة الارض, والعبدلاب لهم 400 عام, فهل يعقل أن يكون عمر الامرأر حوالى 200عام فقط؟. وكيف يمكن تكوين قبائل بهذا الحجم فى ظرق 200عام؟.
18- تمثيل عناصر شمالية للولاية فى البرلمان القومى وكل المؤسسات المعنية بالاقليم والولاية, لتأكييد شماليتها واخرين بالبرلمان تأكل العنزة (عشاهم) يقبعون بجيب (خام) و(خشم صام)- لأول مرة فى حياتى أرى نوابا ساكنين بال(Sharing).
19- ادخال ولاية نهر النيل ضمن مشروعات صندوق الاعمار (بالعافية) والدعوات التى تطالب بضم ولاية البحر الاحمر لنهر النيل.
20- اقصاء كل الكوادر والعقول والمستنيرين من ابناء الاقليم والابقاء على الخانعين وأنصاف الأميين والاميين.
21- التسريبات الاعلامية التى تؤكد غلبة العناصر غير البجاوية على الاقليم بشكل عام والولاية على وجه التحديد.
22- الاصرار المركزى على قومية كل المشروعات في الولاية بلا استثناء (الموانئ /الجمارك /أرياب /بشائر /المحميات البحرية /تصاريح الصيد /مشروع طوكر/ المصفى/ الملح ومعادن السطح بحكم قانون التعدين المجاز فى البرلمان القومى/ الصناعة والكهرباء..ألخ).
23- البيان الذى تم تسريبة قبل فترة باسم شباب الهدندوة والبنى عامر, يطالبون فيه بضم جنوب طوكر وكسلا لارتريا, كان القصد منه خلق شرخ بين الامرأر والهدندوة والبنى عامر, وأيضا عزل كسلا وجنوب طوكر عن بورتسودان (البحر الاحمر).
24- الولاية الوحيدة التى ركز فيها منبر السلام العادل نشاطه بعد الخرطوم وهو الجناح الاخر للمؤتمر الوطنى الذى أصبح يطير بجناحين عنصريين ضخمين هما المنبر وما يسمى بالحركة الاسلامية – بعد ان تنفست كل أطروحاته البرامجية المزعومة, وفى الحلقة القادمة سنتناول كيف (يكنكش) ويقتتل الجناحان على النفوذ وعلى الشرق تحديدا, و(النجيلة) التى (يهرسها) الفيلان.
ويمكننى أن أواصل السرد حتى يملنى القارئ, ولكن أكتفى بهذا .... ونواصل.
{منقول من منتديات البنى عامر}