سأكتب لكم اليوم عن إحدى أرقى المعاملات الموروثة لفبائل البجا منذ سالف الزمان وهى ...
تسمى..{القلد}..
والقلد هو عبارة عن هدنة بمسميات العصر الحديث...
نظراً لأن البجا قبائل بدوية ورعوية كثيرة التنقل والترحال ولذلك تحدث إحتكاكات كثيرة بين مكوناتها
تصل لدرجة فقدان الأرواح والمجابهات الكبيرة التى قد ترقى لمستوى الحرب القبلية...
فعند حدوث مثل هذه المشاكل يتدخل عقلاء القبائل الأخرى المحايدة ويقومون بإيقاف المجابهات وفرض
مايسمى {بالقلد} بين القبيلتين...وهو توقف القتال بين الفريقين وتحديد منطقة فاصلة بينهم لايتعداها أحدهم
وإعطاء الفرصة للزعماء فى البحث عن حلول والمفاوضات حول الديات ..أو ترك الأمر للقضاء للبت فيه..
وهنا يبرز سؤال بديهى ما الضامن لإلتزام الأطراف بهذا {القلد}..؟؟
المعروف أن المفوضون لعقد مثل هذه الإتفاقات والضامنون لها هم نظار القبائل...
لايعقد {قلد} إلا بموافقة وتوقيع نظار القبيلتين المتخاصمتين فى حالة حدوث فقدان لللأرواح ...
وقبائل البجا لها إلتزام عرفى بالتقيد لما يتوصل إليه نظار القبائل ولم نسمع فى التاريخ أن قبيلة نقضت
{قلد} بعد الإتفاق عليه.. لما لذلك من آثار وخيمة على القبيلة وهى عزلها من المنظومة التى تتبع لها
وكل قبائل البجا وهذا عقاب لايمكن أن تتحمله أى مجموعة مهما كانت إمكانياتها المادية...
ونواصل فى إضاءات حول موروثات قبائل البجا فى السودان...