أتعلمي يا سيدتي ان كثير من امورنا الحياتية ما ان تتجمع لحظات سعادتها وما ان تعترف بوصولك الي المبتغي والهدف الذي تترجاه , حتي تعرف انه لا شيئ , فاحلامنا يا سيدتي كالسراب نلهث للوصول اليها ونكافح ونجاهد ونفعل كل ما في وسعنا ولكننا واهمون فالحقائق ان روتينية الاشياء يجب ان نغيرها فعندما نجلس علي شواطئ الحب ليلاً ونهاراً فاننا حتماً سنمل ونكره كثرة الجلوس , واذا وقفنا نحتضن بعضنا كل يوم فـ أيضاً سنكره بعضنا لان الانسان بطبيعته يمل الاشياء من حوله ويحب التجدد والتغيير , فتعدد حالات الطبيعة وتجددها وتقلب الليل والنهار وتعدد فصول السنة وما الي ذلك , هو كله بتقدير الله حتي لا نحس بروتينية الحياة فنملها ونكرهها , فـ الله يعلمنا ولكننا لا نحب ان نتعلم .
وعندما تثار المشاعر الإنسانية تدك كل حصون الزمن ، فالعلاقات لا تثق بأي شوارع ولا تحيطها الاشياء ، إنها كمعجزات العادات البشرية ، تمرد على ضواحي ومنافذ المدينة ... التي نسير نحوها ....
الوهلة لا تتعدى الوهلة .. هي أقل من كسر من الثانية ، لكن قد تكون تنجب هذه الوهلة حياة كاملة لنا ,,
وكم من هنيهات تعمل علي قلب مسيرة الحياة ,,
منها ما يرسل لحن الحياة داخل افئدتنا , كوميض برق في كبد سماء خريفي زاهي
و منها كم اباد نبض قلوب حية ,, تشتعل كبركان ,, ويدعنا جسد ليس له حتي مجرد خوار
ومع علمي بذلك فانا لا استطيع البوح ,, تجاهك ..
فترت الاشياء من طل انتظار ,, مللت حتي الحب ,,
فانتِ امرأة تتعاملين كما كل النساء ,,
فتعتقدي انني لا احبك و تعلمين مسبقاً انني لا املك أن اكرهك ,,
صرنا كرواد الفضاء ,, نسير ولا ندري اين وجهتنا ,,
ولكن اعلمي أن كل وهلة مرت فلن تعود الي يوم القيامة ,, ،
ولن تعود صفحة الحب او الكره طالما دوناها بمداد الذكريات ,,
فالماضي لن يعود ,,
كنت تتوهمين ,, عندما ظننت ان بامكانك العودة اذا ما قررت ذلك ,, وتتوهمين ايضاً انك يمكن ان تختفي اذا ما رغبتِ
كنتِ تتوهمين عندما تقولين لي ,, عدت بعد غياب الي القلب الذي احبني ..
فترغميني علي ان اصغي اليكِ ,, وانت تتابعين القول ,, انكِ قد شغلتك عني مداخل الحياة ,, وترددين جهراً انك ما زلت تشتاقين الي ,,وانا اضحك في استحياء ,,
من ترك لينة دون ماء شهوراً فهل بعودته ستخضر له من جديد .. وهو لم يكن يعتني بها شهوراً عدة ؟؟
اقول لك الآن : لا تحسبي الحب بحساب الربح والخسارة ,, حتي لا تفسدين معانيه النبيلة ,,
فهو نبيل لا يحتاج الي تاج يزينه ,,