بين لحظات الفراق التي لا تنسى وحلم العودة تاريخ طويل لا يمكن ان يعيد الزمن جزء من ذلك التاريخ المفقود والذي ذهبت معه أجمل الذكريات وأروع اللحظات على شوارع المصنع الجميل وأغصان البان ومنظر الغروب الذي يسحر القلوب وضحكات الأصدقاء التي تبقى عالقة في الذاكرة رغم تلك السنين التي مضت .
حلمت اني أزورك
وأسير في شوارعك
اقبل ترابك
ازرع الورد في بساتينك
انتظر حبيبتي تحت ضوء القمر
فزعت من نومي
فهربت أحلامي
وعرفت ان المطر أيقظني
كيف لي ان أمحو من ذاكرتي
عطش السنين لحبك
يا تاريخي
وحلم الصبا
ترقد هناك على ضفاف الشواطئ الحالمة بعد ان حرقها الجفاف ونال منها الإرهاب كل شئ وأراد ان يسرق البسمة منها ويلقي بها في زوايا النسيان .
قد لا يختلف اثنان على ان حياة الريف أجمل وابسط من حياة المدينة رغم قلة الخدمات ووسائل الترفيه التي تفتقر إليها القرى على عكس المدينة وحياتها الصاخبة والضجيج الذي يسيطر على أجواء المدينة , الهدوء والجمال وهديل الحمام وروعة نجوم المساء وهي تعانق مزارع القصب ورائحة القداح التي تعطر الروح ورذاذ المطر الذي يطهر الجسد ويمحي الذنوب ويسقي الشجر.
نجوم الليل أكثر نقاء وهي تطرز السماء بذلك المنظر الذي لا تمل العين من النظر اليه في لوحة خيالية وكيف لا وهي مصابيح السماء , والبدر بها يمحي الظلام وينشر نوره على كل الحقول حتى ساعات الصباح .
كثيرة هي الحكايات والقصص التي تبقى في ذاكرتنا من أياما المرحلة المتوسطة ورحلتها التي لا تنتهي الا أننا لا نذكر منها سوى التي تحمل طعم الحزن ومرارة الالم والتي تبقى عالقة في الأذهان لأنها حزينة وتركت بصمة الألم والفراق في الذاكرة .
ذادت همتي وحبي لقبيلة السكر كما يحلو لي الاسم وافتخر به دائماً حتي انشأء منتدى ثقافي يهتم بأمور الثقافة والأدب بعيدا عن السياسة ومشاكلها , في مصنعنا الجميل الهادئ الحالم بغد أفضل ومستقبل مشرق . اهديها لكل الطيور المهاجرة وكل عام وانتم بالف خير خاطرة من ولاية جنوب كردفان التي لاتقل روعة وجمالاً فالهامي انساب من هناك ولكم خالص الود والتقدير