بيني وبين البحر مسافة شهقة لا تكتمل في الغالب .. يتوسطها الشارع الرئيسي المؤدي الى مطار البلد..
قبل لحظات (الساعة السابعة صباحاً) لم تتعد الدقائق بحساب الزمن .. أطليت برهة على النافذة المواجهة للبحر والتي من خلالها أرى المنامة كلما أحببت ذلك المشهد الجميل والمنضد بمناظر رائعة تملأ العين..
وجلت ببصري سريعا وإذ بي أقف أمام مشهد ظل يتكرر على الدوام خاصة في طرقات الأسواق والأمكان العامة بين الأرصفة.. حيث أجد أهل البلد مولعون بعشق نبيل يتمثل في نثر الغلال مثل حبات القمح الجافة والأرز المطبوخة على وجه الخصوص أو أي نوع اخر كعادة جبلوا عليها ..
رجل ستيني يرتدي جلباباً ناصع البياض يوزع بيده اليمنى حبوب الغلة على مهل من مقربة مقهاً شعبياً يرقد بين حضن البحر ويحيط بخاصرته على استحياء كبير .. وضع الرجل الغلة على مسافات متباعدة ولكن في مكان واحد وامتطى عربته وغادر المكان سريعا .. وقبل أن يكمل دورة رحيله حتى هبطت جماعات القمري التي تشبه طير بلادي بكل حب لتنال حصتها وتمضي في رحاب الكون..
ومع ذلك خذلتني الكاميرا في أن أوثق لهذا الجمال الصباحي ...