إن الأمة التي لا تشعر بأهمية الوقت
هي أمة لا تستطيع أن تنهض على قدميها،و يجب علينا أن نعرف أن الوقت هو
الوعاء الذي نعيش فيه أعمارنا
الوقت: هو الحياة, والوقت كالسيف, لكن للأسف المطبّق عملياً في حياتنا
الشرقية خلاف هذا المفهوم تماماً, إحنا عندنا كلمة دائماً الناس متعوّدة
تقولها, تقلّك: تعال نضيّع الوقت, تعال نضيّع الوقت يعني تعال نضيّع العمر,
هو الإنسان ليه كم عمر عشان يضيّعه؟
أن الزمن صديق لمن يقدّره, عدوّ لمن يهمله.
يختلف الناس في نظرتهم لأهمية الوقت ولا تختلف تلك النظرة عند الناجحين
الذين يتطلعون دائما الى ما هو أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم. فبينما تجد العابث
بوقته لا يأبه بالساعة ولا نصفها ولا أقل من ذلك ولا أكثر تجد غيره ممن
حمل هم نفسه وهم أمته يصارع الزمن ويسابق الساعات لا بل الدقائق والثواني
ليستفيد من كل لحظة أو يفيد غيره وهذا الصنف من الناس يسهل التعامل معه فإن
دعا الى لقاء أو اجتماع تجده لا يتخلف عن موعده، يجعل من نفسه قدوة لغيره ،
يترجم هدي القرآن واقعا متجليا في التزامه وانضباطه فالناظر الى كتاب الله
عز وجل وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم والى سيرة الصحابة والتابعين ومن
تبعهم بإحسان الى يومنا هذا لا يجد الا تقديس الوقت واحترام المواعيد في
جميع الأحوال ، فإن الله عز وجل يقول { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}
فالصلاة التي هي عماد الدين والتي تطهر من الذنوب وتقسم النهار والليل الى
أجزاء لها مواعيد ثابتة وعلامات واضحة وما ذلك الا ليدل على أن تنظيم
الوقت واحترام المواعيد من صميم عقيدتنا ولب شريعتنا.
مثلا الذين لا يلتزمون بمواعيدهم ولا يدركون قيمة الوقت هم في الأساس لا يعتقدون بأهمية الوقت ولم يكتسبوا هذه المهارة في طفولتهم.
ولذلك مهما حاول الإنسان في نضجه أن يلتحق بدورات لتطوير مهارة هو لا يؤمن بقيمتها فإنها لن تعود عليه بالنفع