يتوقع أن يعلن رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت قرارات مهمة اليوم
خلال مؤتمر صحافي ردا على القرارات التي أصدرها نظيره السوداني عمر البشير
بغلق الأنابيب الناقلة لنفط جنوب السودان، وقد عبر حتى أمس ما يقارب 6
ملايين برميل من النفط بما قيمته 580 مليون دولار، في وقت أعلنت فيه جوبا
عن دخول القوات المسلحة السودانية منطقة الكويك في أعالي النيل في أول خرق
لاتفاق الترتيبات الأمنية بين البلدين، بينما تراجعت الخرطوم خطوات عن قرار
البشير وأمهلت جارتها الجنوبية 60 يوما لمعرفة ما إذا كانت لا تزال تدعم
متمردي الجبهة الثورية أم توقفت.
وقال برنابا مريال بنجامين وزير
الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس البلاد
سلفا كير ميارديت سيعلن موقف حكومته من قرار نظيره السوداني عمر البشير أول
من أمس بغلق الأنابيب الناقلة لنفط جنوب السودان إلى الموانئ السودانية،
وأضاف أن حكومته في حالة انعقاد مستمر لمتابعة الموقف عن كثب وستصدر
قراراتها اليوم في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده سلفا كير في مقره بجوبا،
مشيرا إلى أن الحوار والاتصالات مع الخرطوم ما زالت مستمرة، وقال: «نحن لم
نخطر رسميا بإعلان الخرطوم غلق النفط لأن بيننا اتفاقية للتعاون وهناك
آليات للشكاوى في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية لم
تستخدمها الخرطوم»، وتابع: «نحن تقدمنا بشكوى للآلية المشتركة والتابعة
للاتحاد الأفريقي حول توغل القوات المسلحة السودانية إلى داخل أراضينا في
منطقة الكويك في أعالي النيل في أول اختراق لاتفاق الترتيبات الأمنية»،
وقال: «هناك أكثر من ثلاثة آلاف من قوات ميليشيا جونسون أولنج إلى أعالي
النيل تم تسليحها من قبل الخرطوم»، لكنه عاد وقال: «اتفاق التعاون المشترك
بين السودان وجنوب السودان وراءه الاتحاد الأفريقي وبقرار مجلس الأمن
الدولي 2046»، وأوضح أن بلاده ستجري اتصالاتها مع المجتمع الدولي والاتحاد
الأفريقي للخطوات التهديدية من الخرطوم.
وقال بنجامين إن الخرطوم
لم تتحوط من أن إغلاق النفط فورا سيحدث آثارا بيئية مدمرة في المنطقة
بتسربه إلى مياه النيل خاصة من الآبار المنتجة في منطقة فلوج في أعالي
النيل، وأضاف أن النفط المنتج الذي عبر إلى السودان وصل إلى نحو 6 ملايين
برميل بما قيمته 580 مليون دولار، مشيرا إلى أن استمرار تدفق وتصدير النفط
عبر السودان سيستفيد منه البلدان اقتصاديا، وقال إن بلاده وضعت تحوطاتها في
حال إصرار الخرطوم على الاتجاه لإغلاق النفط، وأضاف: «ندرس الآن الآثار
البيئية التي قد تنجم من إغلاق النفط وأجرينا اتصالات مع الشركات والجهات
المهتمة بالبيئة وخلال ثلاثة أيام سنرى نتائج تلك الاتصالات»، مؤكدا أن
زيارة رئيس جنوب السودان إلى الخرطوم ما زالت قائمة وسيصل إلى بورسودان
لمشاهدة تصدير النفط، وتابع: «حتى الآن لم يصل إلينا إخطار بإلغاء الزيارة،
لذلك فهي قائمة كما تم الاتفاق على قيامها من قبل».
من جهته، قال
فيليب أقوير الناطق باسم جيش جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش
السوداني توغل إلى داخل أراضي جنوب السودان في منطقة الكويك التي تقع في
الحدود الشمالية لبلاده في ولاية أعالي النيل المتاخمة لمنطقة النيل الأبيض
السودانية، وأضاف أن التوغل يعد خرقا واضحا للاتفاقيات الأمنية بين
البلدين والتي تقضي بانسحاب كل طرف لمسافة 10 كيلومترات داخل حدوده في
المنطقة المتعارف عليها بالمنطقة الآمنة منزوعة السلاح.
إلى ذلك،
كان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد ترأس اجتماع مجلس وزراء حكومته
بحضور نواب من البرلمان القومي وعدد من المستشارين، إلى جانب قيادات عسكرية
رفيعة، وسيعقد كير مؤتمرا صحافيا لبلورة الموقف الرسمي والنهائي لحكومته
إزاء توجيهات نظيره السوداني بإغلاق أنابيب نفط جنوب السودان عقب اتهامات
دفعت بها الخرطوم لجوبا بدعم المجموعات المسلحة التي تشن حربا على الحكومة
السودانية.