يا حليل اللمة الجميلة لﻷسرة السودانية حول صينية الغداء في أيام الزمن الجميل ..
عندما يعود رب اﻷسرة من عمله . و اﻷوﻻد و البنات من مدارسهم .. وتكون اﻷم قد جهزت اﻷكل ورتبت بيتها في إنتظار أفراد اﻷسرة بكل شوق..
هذه اللمة الحميمية لم تكن لمجرد اﻷكل.. فهي فرصة ﻹجتماع أسري يعمق من أواصر المحبة والترابط اﻷسري.. فيه يتقرب الوالد من أبنائه واﻹطمئنان علي مسيرتهم التعليمية ومشاكلهم اﻷخري .. وغالبآ يتم إيجاد الحلول لهذه المشاكل ضمن هذه اللمة اﻷسرية وطبعآ بعد مشاركة أفراد اﻷسرة خاصة من هم في سن الرشد في جو ديمقراطي جميل..
وكذلك يتم التشاور خﻻل هذه اللمة عن إمور تهم اﻷسرة بمشاركة الجميع .. لذلك يكون جميع أفراد اﻷسرة مشاركون ومطلعون علي كل ما يهم عالمهم الصغير .. مما أكسبنا كشعب سوداني مميزون بهذه العادة الجميلة أكسبنا تفرد في التماسك اﻹجتماعي يحسدنا عليه كثير من اﻷمم حولنا..
مع التغيرات الكثيرة التي طرأت علي المجتمع السوداني وعلي رأسها الوضع اﻹقتصادي المتردي.
والذي أجبر الجميع للخروج من البيوت بحثآ عن عمل يدر عليهم دخﻵ يواجهوا به متطلبات الحياة القاسية .. حتي صغار السن لم يكن حظه بأحسن حال عن من يكبره سنآ فمنهم من ترك الدراسة ليعمل ومنهم من يعمل بعد عودته من المدرسة.. وكل اﻷسر السودانية أرسلت واحدآ أو أكثر من واحد لغياهب اﻹغتراب الذي يسرق منه زهرة شبابه ويزيد مزيدآ من تشتت اﻷسرة..
والوضع الراهن لﻷسرة السودانية وضع أصابه ما أصابه من
تفكك واضح وضوح الشمس .. أصبح أفراد اﻷسرة الواحد ﻻ يلتقون خﻻل يوم أو أيام .. فضاعت حميمية اﻷسرة و ضاع التماسك وتمزق النسيج اﻹجتماعي..