اقتربت الشمس من الغروب فعانقت البحر وهى تلوح بمنديلها البرتقالى تحاول أن تتماسك
ثم ذابت فيه وأخذت تتطلاطم أمواجه كل منها يضرب الآخر على أجمل لحظة وداع وعم الظلام
مسحت دموعها بيديها ثم أغلقت النافذة واتجهت نحو المدفأء لعل لهيبها يدفأ برودة تنبعث من داخلها أقسى من برودة الشتاء
فما أقسى الغربة بداخلها مقيدة بصوت صامت يملأه الكلام
داخل سجن قضبانه الضلوع
امتدت يدها نحو ألبوم صور وفتحته فسمعت موسيقى ضوء القمر
فتحت النافذة
سبحانك بديع السموات والأرض
القمر يعكس نور الشمس ولكنه هادئ
فأضاءت وجهها ابتسامة أقوى من ضوء القمر
جلست مع الصور تحدثها تارة وتضمها تارة أخرى
أغمضت عينيها
راحت فى سبات عميق
بستان من الزهور حولها
أخذت تدور وتحلق فى الفضاء بفستانها الأبيض الواسع
على حافة نهر الحب لامست أناملها المياه رسمت حروف
ص
ف
ا
ء
أرسلتها
مع شعاع الشمس فى اشرقة فجر جديد
مع نسيم الربيع يجعل الدنيا عيد
فتحت عينيها
الهى
صوت يقترب من باب الغرفة
لقد جاء
نظرت فى المرآه
أسدلت شعرها الذهبى على جبينها
هكذا كان يحبها
الصوت يدنو ويقترب
احمرت وجنتيها خجلا
خفق قلبها شوقا
بكل الحب
بكل الشوق
بلهفة السنين
بحرقة الآهات ولهيب الغربة
ستتعانق الأشواق تتخللها نسمات الحنين
فتحت قلبها وبابها وزراعيها
فاذا بقطتها تقفز بين أحضانها
فاحتضنتها
واختلطت دموعها بابتسامتها
فاذا بها داخل حلمها تتجول بداخله
ولكن مازال الأمل يشتعل بنور خافت
لماذاطريق الأمل دائما ينتهى بحاجز
ترى من خلاله الملامح فقدت الحواس
والشفاه فقدت الكلام
أغلقت الباب
نظرت الى القطة وهى تقفز نحو عصفور فى القفص
تداعبه ويغرد
فاقتربت منهم
من وراء قضبانها
احتضنت القفص والقطة
فكل منهم حبيس غربته