منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 فقيري.. ديباجة الحب والمودة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

فقيري.. ديباجة الحب والمودة Empty
مُساهمةموضوع: فقيري.. ديباجة الحب والمودة   فقيري.. ديباجة الحب والمودة Emptyالثلاثاء 16 سبتمبر 2014, 12:53 pm

فقيري.. ديباجة الحب والمودة
كلما حاولت أن اتبين ملامح الصورة أجد بصري يكَرَّ ويجفل ويمتد بي القلب في مسارب الظنون ويعود بي لأزمنة قديمة كادت أن تطويها الأقدار والسنوات والنسيان، واتخيل أن هذا الشخص لا يزال في مطاردته لنا وسط بيوت خمسين بيت. وإن كنت أعرف بأنه ليس بمقدار هذه الوحشية والعنفوان وهذا حسن ظني فيه منذ أن التقيته ولكن كان لليوم سطوته وموقفه الذي يستحق التقدير.
طاردنا ذات يوم بقسوة وخشونة زائدة عن الحد ووضعنا على المحك؛ أن نستجيب لطلبه أو نقول له دعنا وشأننا بكل صلافة ووقاحة.. ولكننا فشلنا في ذلك بحكم فارق العمر الذي يجلب الاحترام وتوقير الكبير ولا شيء غير ذلك. هكذا تعلمنا بين هامات تلك البيوت الطيبة وكما هو واحد من الذين ساهموا في تربيتنا بصورة أو بأخرى من خلال حضوره في المشهد العام والذي كان ساحة أدب ووقار ومحل دار للتربية والتعليم.
فقيري واحد من غمار الناس يأتي ثملاً بالحب والجمال والعذوبة في دروب خمسين بيت عابراً أو للمشاركة في مناسبة ما وهذا حاله منذ أن عرفناه صغاراً في عقد سبعينيات القرن الماضي. وفي عبوره أناقة وانفة وكبرياء البجاوي المتخم باستقامة طريقه. نراه الصباح باكراً في همة ونشاط مكتملاً بهندام الشغيلة في ذهابه الميمون لمحل عمله بورشة الكهرباء في مصنع سكر حلفا الجديدة، وكما نراه في مداخل المساء عائداً من نوبة عمله ودوامه المعروف بذات الإهتمام والغيرة وما حاد عن ذلك حتى لحظتنا هذه.
وفقيري للذين لا يعرفونه رجل صاحب قلب طيب وحنين وملح وطرائف وقلما لا يطلقها في وجود أصدقائه ومعارفه، ويندر أن تجده عابساً مهما أدلهمت في طرقه المصاعب وامهات الطوارق التي تمر بالجميع. بشوشاً ولطيفاً وطيب المعشر وحلو اللسان وظريفاً منذ أن وطئت قدماه حلة جعفر بشمال وغرب حى خمسين بيت ضمن قلائل من عشيرته الهدندوة بقيادة الراحل المقيم جعفر صاحب الفضل في تأسيس هذه البقعة المباركة.
ولحلة جعفر أو الهدندوة دوراً كبيراً في إثراء طفولتنا بالمتع الوقتية وصبانا بالكثير من الحكم والتعلم خاصة في غدونا ورواحنا صباح ومساء كل يوم للزرائب التي تقع بجوارها، ولفضاء المكان عموماً وحزام أشجار البان خصوصاً؛ ملهمنا.. بعضنا يحضر بمعية أغنامه للراعي في الصباح الباكر ويأتي في المساء لأخذها، وبعضنا الآخر يأتي لحليب أبقاره في المساء وآخرين يأتون بالأبقار أو العجول في صباح اليوم وفي المساء نفسه يعودون لأخذها للبيوت في دورة مرهقة لا تنتهي، فالمهم لكل واحد طريقة في التعامل مع أغنامه أو ماشيته.. نحن لم نكن من أصحاب الماشية فقد قدر لنا أن نربي بعض من الأغنام ويا للعجب فأول تَربها المنتقاء؛ ودوداً ولوداً كان من زريبة جعفر رحمة الله عليه اشتراها الوالد بمبلغ خمسة جنيهات فقط لا غير منه في منتصف سبعينيات القرن المنصرم. 
وفي تلك الحلة الغنية بالكثير والبساطة يعيش فقيري وسط أهله عامراً ومحاطاً بالمحبة والمودة كزعيم مخضرم في أجواء تحفها أنفاس الطبيعة والتكافل والتراحم.
وفي حواف تلك الأمكنة؛ حلة جعفر وبيوت الموظفين تعايشنا مع قطعان من الحمير تغدو وتروح كما شاء حظها بدون أدنى مضايقات إلا في حدود شغبنا المعروف في طفولتنا أو حاجة أهلنا الهدندوة تقتضيها الظروف الحياتية للذهاب إلى السوق أو جلب الحشائش لماشيتهم.
وكانت المنطقة تكتظ بعدد مهول من الحمير لا نعرف لها أصلاً وفصلاً سوى حديث مزعوم عنها يشير إلى إنها (حمير عبود) والبعض الآخر يقول عنها: بأنها جلبت أوان الحرب العالمية الثانية والتي جرت بعض معاركها على حدودنا الشرقية بين الطليان والانجليز، وهذه مقولة يؤكدها الكثير من قدامي أهل المصنع الذين عملوا في ارتريا وعاصروا تلك الفترة.
على كل حال، إمتازت تلك الحمير المتوحشة بالسمن الفاحش والزائد عن الحد مما جعلها عصية على الإمتطاء والتعامل معها، ومع ذلك كنا نحاول المرة تلو الأخرى فكرة ركوبها رغم الصعاب التي تواجهنا بقسوتها الفائقة والتي غالبا ما تحيلنا إلى رَفسات قاسية وموجعة بأرجلها القوية.
وكنا نطلق عليها حمير العرب ربما للونها الأغبش أو الرمادي الغالب رغم أنها في الظاهر ليس لها أصحاب يمتلكونها بالرغم من أن لأهلنا الهدندوة حمير تخصهم وإن كانت على نحو قليل. وهذا ولد نوع من الصراع بيننا كأطفال لابناء الموظفين وقتذاك، وبعض من أهلنا الهدندوة؛ نحن نصر على عدم ملكيتها لأحد بينما الهدندوة يؤكدون أنهم أصحاب حق وحيازة أيد بحكم المكان الجغرافي. وإن جاء كلانا مهاجراً للأرض الجديدة؛ البطانة بحكم التغيرات التي حدثت جراء تهجير أهالي وادي حلفا. وهذا هو الثغر الذي نعبر من خلاله للهونا ولعبنا الذي لا ينقطع البتة في كل يوم.
وفي مساء معتاد والوقت يمضي إلى مغرب يوم جميل إنطلقنا كملوك مطهمين بالحبور والغرور على ظهر حمير العرب بالشارع الرئيس والمؤدي إلى خمسين بيت حتى وصلنا الشارع الثاني في تقاطعه المعروف عند منطقة ترلة الخضار وسينما بيرق، وبالقرب من منزل الراحل عبد المجيد حسن صالح رحمة الله عليه والمقابل لمنزل العم مدني مصطفى، فجاءة دون أن ندري بان لنا فقيري نفسه بسمته وخيلاءه وبذات وسامته وشبابه وفتوته حتى جفلنا وتلجلجنا وكدنا أن نسقط من ظهر الحمير الملساء والتي لا تشبه الحمير العادية المملوكة لأشخاص.
حاولنا الهروب وقد كان بإصرار منقطع النظير لواذاً صوب خلاء خمسين بيت الغربي عبر الممر الضيق الواقع بين بيت الراحل عبد المجيد وعمود الإنارة الذي عرف بمحل الجراد في مواسم الخريف.
وفي خضم وجلنا هذا واستمراره وتقازفنا انطلق صوتاً عاتياً كدَوَى الرعدُ، محذراً قائلاً: "انزلو يا اولاد.... لو ما نزلتو ح اجي اطعنكم واحد واحد....". وفي ذات الوقت وقع البعض منا على الأرض من شدة سرعة الحمير في ذلك المنعطف والفزع الذي انتبانا عل محمل الجد.. ويا للعجب في عقر دارنا نسمع التهديد بقوة فما كان منا إلا المثول للطلب والانصياع ومغادرة ظهر الحمير الوثير لبرهة من الوقت ريثما ينجلي غبار المعركة ونعاود الكرة مرة أخرى، بسبب رجل نحن مثل ابنائه، نجله ونحترمه؛ حبينا فقيري.


فقيري.. ديباجة الحب والمودة 25gw46v
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فقيري.. ديباجة الحب والمودة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالح فقيري.. أحمق وأشجع من رأيت!
»  عيد الحب!!!!!!
» دروس في الحب
» في المساء(من زمان)
» عيد الحب (الفالنتاين ) مابين المؤيد والمعارض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: