المرأة في المجتمع الذكوري ...
في وقت ليس بالطويل بدأت تأتيني افكار عن النظرة القاتلة للمرأة بإعتبارها مؤسسة انثوية كل العاملين فيها رجال ورجال اشقياء , حيث يعبثون بها عبثاً يقتلع من قلبها الصغير كل شيئ جميل اسمه سعادة او حرية , فالمرأة في اغلب الأحيان تكون عاهة في بيت ابيها بحسب النظرة الذكورية للمجتمع الحالي, إذ تري ابوها خارجا او عايدا من العمل ليس لديه شغل يشغله إلا اين ابنته و ماذا تفعل ولماذا تأخرت , لدرجة كبيرة يزرع بموجبها شبحا من الخوق قائما بها حتي بعد أن تتزوج , وتظل في حالة يائسة من محاولة نسيان الماضي وسبر غور اهتياج ابوها واخوانها و ضرب جدار فولاذي حولها كأنها قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أي لحظة مدعين بذلك أنهم يحبونها ويصينونها , ناسين او جاهلين ان عملهم هذا هو سرقة اجمل إحساس بحياتها وبإنسانيتها الا وهو الإحساس بالذات , والانسانية بلا ذات تخلق مسخا مشوها للانثي , حتي بعد ان تكبر وتشيب تظل بلا شخصية او علي احسن حال تنشأ مهزوزة الشخصية لا تستطيع أن تميز بين الصاح والغلط بل وترهق زوجها بمشاورته في كل صغيرة وكبيرة حتي دخولها للحمام تستأذنه , لتنال رضاه او تتجنب غضبه , وهي برغم ذلك تغضبه لأن الزوج يريد زوجة مثالية تعرف كيف تتصرف وكيف تقود تربية ابنائها في غيابه او موته , ولكنها ( المسكينة ) مصابة بجينات الذعر والرهبة والخوف والهلع منذ صغرها حيث مجرد سماع صوت ابيها داخل الي البيت تهرع كالمجنونة وتندس في المطبخ او بالحمام او تحاول ان تثبت لابيها انها مشغولة , حتي لا تتعرض لمحاضرات عن ( الاستغلال الامثل للزمن ) او مشكلة ( الفراغ ) , او ان يصطنع شيئا ليكون سببا في ازلالها كأن يسأل عن ( شبشب الحمام ) ولماذا يتم سحبه بعيدا عن الحمام , ويبدأ في ثورة عارمة للبنات وامهم بداخل البيت , حتي ما يقارب النصف ساعة ثم بعدها يذهب لينام , ويترك بناته وزوجته في حالة استفهامات وتساؤلات لا يجدن لها إجابة فتتمني البنت ان تغادر بيت بيها ولو بأبخس الاثمان او بمجرد ان ينطق أحدهم بحبها فإنها تهرع إليه بهرولة السجين المشتاق الي الحرية والي براحات الحب , تشتاق لإنسان رجل يحميها ويعشقها ويشعرها أنها بنت او انها انثي او علي اقل تقدير انها كائن حي يستحق الرعاية , كما يقول المثل العامي ( ضل راجل ولا ضل حيطة ) ولا تدري انها ان ظلت في حالة اهتزاها هذه وشخصيتها المقتولة وقلبها الصغير الخايف فإنها تستجير ايضا من الرمضاء بالنار , المسكينة فعلا ذهبت الي (ضل رجل) , لانها هي ايضا لم تبحث عن الرجل , وتظل حياتها مرهونة بمزاجه وحتي عقد الزواج يجعل العصمة في ( ضل الرجل ) , رغم ان عقد الزواج يجب ان تكتب فيه المرأة كل شروطها وان يكتب الرجل كل شروطه وليس مجرد وثيقة امتلاك كشهادة البحث تكون في يد الرجل وقتما اراد البيع يبيع ,, فعقد الزواج نفسه قد تسلط عليه الرجل وجعله لصالحه رغم انه لا يختلف عن اي عقد آخر في الدنيا ولكن بعض السابقين شوهوا صورته وجعلوه لصالح الرجل ولصالح ما يسمي بالعصمة ,,,,
إن اول مرحلة من مراحل النمو المجتمعي هو البيت , وفي البيت , الأب , ثم الابناء , صدقوني ان المرأة مغلوب علي امرها وليست مثل ما تصورها لنا الأفلام الروائية المدسوسة او السلطوية التي تقول ان المرأة اصلها حية , والمشادات الضيقة لبعض رجال الدين عن المرأة وسلبهم لها اجمل ما تملك من حرية واعتزاز بالشخصية , لا شك ان النظرة الضيقة والنفوس الدنيئة و الخائنة هي التي زرعت فينا ان المرأة حية تسعي , والرسول الكريم يقول عنها ( رفقا بالقوارير ) ويقول عنها ( خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لاهلي ) , هذه وغيرها من الاحاديث تجعل للمرأة محورا مهما في قلب الرجل وليست مجرد آلة للعزف عليها جنسيا و مطبخيا , ولا ننسي ان فكرة تدمير المرأة تأتي اولا من ( بيت ابيها ) ...
في مثل هذه الحالة لا تسلم مجتماعتنا من ظواهر بغيضة كالاطفال المشردين وديار المايقوما التي تعج بحالات كثيرة للاهتزاز الذاتي للأنثي ولـ ( ضل الراجل ) وذلك لإننا بترنا نصف المجتمع ( المرأة ) وجعلناها مقيدة ( لاتودي ولا تجيب ) .....