فيصل بشير.. عنوان الهدوء والأدب

فيصل بشير.. عنوان الهدوء والأدب
وتبقى الأوراق جسر محبة وعبور لقلوب البعض..
هذا واحد من المثقفين القلائل واللامعين بالمصنع وأرقهم سيرة وأنبلهم عشرة ومحبة.. التقيته على صفحات الأيام وتعرفت عليه باكرا جوار الدفاتر والكتب والمحابر، والعود نضرا برائحة الصبا في حوش مدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة الإبتدائية (أ) بنين، ومن ثم جاءت معرفتي الكبرى بالكنز (فيصل بشير محمد العباس) عن قرب من خلال منتدى ثقافي شهده حى البركس كان يأتي مشرفا ومسرعا على لحاق الوقت الرزين من كل أسبوع في مطلع عقد التسعينيات من القرن الفائت.
قائمة خضراء إزدانت بها جنبات بيوت البركس في تفاكر ونقاش مستفيض عن الأدب بكل صنوفه.. تلونت بسيرة الأستاذة سلوى أحمد مالك، والإخوان محسن وفيصل بشير محمد العباس (كرين)، ومحمد جمعة أبوبكر، والأستاذ بشير الزاكي، و... الخ. آه من ذاكرتي التي تخونني!
لا أدري سبب غياب واحد من أعمدة المصنع والمهتمين بحركة الكتاب عن ليالي هذا المنتدى.. الأخ عبد الرحمن محمد الحسن (جون)، وهو صاحب مكتبة تكتظ بعناوين أمهات الكتب والروايات.. والتي من خلالها اطلعنا على روائع مطبوعات دار التقدم، وملهمي عهد التنوير والثورة الفرنسية.
وكذلك الأخ عبد الرحمن موسى إدريس صاحب الرتم الشعري الفخيم والهامس الذي لون به فضاءات ليالي المصنع وشد خيوط ألفتها في قول بليغ وسده مسامع الناس يوم أن كان للبلد منابرها.
كُثر هم في حالة الغياب ربما كانت هنالك أسباب وجيهة لتلك العزلة أو أخرى لا أعرفها.
على كل حال هي تجربة ضمن مواسم الثقافة بالبلد عبرت عن حال ونقلته من دائرة السكون إلى الصحو رغم ضبابية الظروف التي وُلدت فيها.
والتحية لمن أوقد نارها رغم طمرها بين ليلةٍ وضحاها بالرماد وحجارة السجيل بعد ذلك الإشراق.
الناس في المصنع! لا يعوزها فائض الوقت ويمكن لها أن تقتنصه بكل سهولة في تجارب مثل تلك المواسم التي أنارت عتمة ليالي البلد وبددت جهلها ذات يوم.
وفي البال حلقة علم ودرس كان يقيمها المرحوم فضيلة الشيخ عبد القادر مختار أبو قصيصة بجامع خمسين بيت بين صلاة العصر والمغرب في عقد ثمانينيات القرن المنصرم، وتحلق حولها الرواد لفترة طويلة من الوقت حتى إنفض سامرها برحيل المرحوم أبو قصيصة عن المصنع.
وميض الفكرة - لا يحتاج إلى مال فقط - من يقدح عود ثقابها!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

لله درك وانت تنفض الغبار عن كل الكتب والمذكرات وتضعها في قلوب كل من شاء ت به الاقدار وجاء متاخراً اقصد الزمن الجميل والايام التي مازالت محفورة ومنقوشة كأنك تتطل من نوافذ البركس وشارع الفاروق الشهير ( سمش الدين محمد احمد _ البدوي -طاق ودالمصباح ................ وكل الزمرة ولهم مني كل الاحترام اينما حلو ونزلتو وكل عام وانتم بخير

شكرا وليد على المرور
ويا ليت ذلك الزمان عاد يوما

» الهدوء الجميل:
» فيصل غندور ... حبابك
» أيام الصفاء
» النشرة الاخبارية اليومية
» اختارو له عنوان