بالطبع ان تعليم الفتاة مهم للغاية كوسيلة لحمايتها وتمكنها من العيش في الحياة وفتح فرص وافاق اكثر ومساعدتها في تحمل مسؤولية التربية ولذا يلعب التعليم دورا محوريا في المدن والقرى الكبيرة في تطوير عقلية المرأة ومجابتها للحياة وبدون ذلك لا يمكن لها ان تمارس وظائفها الطبيعية خاصة ان الحياة اصبحت مبنية وركيزتها الاساسية تقوم على دعائم مجتمع المعرفة والذي لا يتأتى الا عبر التعليم المستمر وليس المؤقت كما ينادي البعض.
ويبقى التعليم قبل الزواج من الضرورة بمكان لحفظ توازن التربية واستمرارية الحياة الزوجية. وبما ان الزواج المبكر ضرورة حتمتها المجتمعات الريفية على عكس المدنية حيث تلعب الحياة الاقتصادية دورا كبيرا في ذلك، لذا من الصعوبة الانعتاق من تلك العادات الملتصقة بالقيم الاجتماعية والاقتصادية ويبدو ان طبيعة الريف تحتاج الى ذلك مالم تتغير الانماط الاقتصادية وسبل كسب العيش ويمكن ملاحظة ذلك في الكثير من بقاع السودان الطرفية والريفية ولا فكاك من هذا الا بالتعليم ودعمه وهذا شأن اخر لا يتوفر للكثير من المجتمعات البدوية لاسباب تتعلق بالبنية الاجتماعية والخدمية والسياسية والاقتصادية وفوق على ذلك يبقى الرهان على التنمية الاقتصادية في تغيير تلك المفاهيم الاجتماعية كمثال لما يجري الان من تغيير في كثير من العادات الاجتماعية. في نهاية الامر من الضرورة تعلم الفتاة قبل الزواج لضرورات تقتضيها طبيعة الحياة وكيفية التعامل معها ..