ان نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا فتلك هي دونية المتعالي غطرسة الوضيع .في الفترة الاخيرة وكما هو ملاحظ اصبح السودان محطة لكثير من الهجرات الوافدة من بعض الدول البعيدة والقريبة وسبب هذه الهجرات وكما يردد الكثيرون هو المتغيرات الاقتصادية والتنموية التى تحدث للبلاد وهذا الاعتقاد وحسب وجهة نظري المتواضعة اعتقاد فيه بعض الضبابية فلكي نكون اكثر واقعية فلناخذ واحدة من هذه الهجرات وهي هجرة الاحباش بهذه الكثافة العالية والتى تحتوى علي مختلف الاعمار وعلى جميع الاجناس ذكور واناث
وتعتبر هجرة الاحباش من اكبر الهجرات التى غزت السودان في تاريخه الحديث
والعوامل التى دفعت الاحباش والاثيوبين بوجه الخصوص هي عدة عوامل من ضمنها العامل الاقتصادي وانعدام العدالة الاجتماعية والانغلاق الذى يعاني منه المجتمع الاثيوبي واحساس الاثيوبي بالعلاقة التاريخية ما بين بلاده والسودان لذلك فالاثيوبي اول ما يفكر في الهجرة فانه يختار السودان
ولكن ما يجلب الحزن هو بعض الاصوات الاقلام التي جندت نفسها لمحاربة هذه الهجرة والهجوم عليها وكأننا لم نهاجر ولم نغزو دول العالم قاطبة وكما هو معروف فالسوداني موجدود في اوروبا واسيا وافريقيا والامريكتين
فظهرت الاصوات التي تتحدث عن جلب هؤلاء لمرض الايدز والمخدرات والدعارة وكل الاشياء الممبوزة
وما يحدث سادتي ليس بسبب هؤلاء لانهم يتفوقون علينا بالوعي ويعرفون ما هو الايدز وكيفية الوقاية منه وهذه هي الحقيقة التي نهرب منها ومالا يدرى فلينظر الى خارطة افريقيا البيانية التي توضح نسب انتشار المرض .
اما الجريمة والمخدرات فالجالية الاثيوبية من اكثر الجاليات مسالمة اما تهديد الهوية الثقافية للسودان فهذا هو الذى يجب الخوف منه وهذا ما نلاحظه في انتشار الموسيقى والملابس الاثيوبية واخيرا ان الاحباش هم اخوتنا في الانسانية ينظرون الينا بكل حب احترام ويشعرون بالامان وهم بيننا
هم اخوتنا الذين ضاقت بهم الحياة فيشهد الله بانهم بؤساء هذا الزمان وما يحزنني هو تذكري لمعاناتهم وقسوة الحياة عليهم فتخيلوا معي خوة رجل وطفل وامراءة فعل الجوع بهم ما فعل
فالاحباش حلمهم هو لقمة العيش التي لا يمكن الوصول اليها في ديارهم وهم من الشعوب العملية والمحبة لهذا السودان واهله
مع خالص شكري