سامر صلاح مشرف سابق
عدد المساهمات : 299 نقطة : 9714 تاريخ التسجيل : 12/03/2012 العمر : 35 الموقع : بنغلور ــ الهند
| موضوع: هجرة الرماد الأحد 18 نوفمبر 2012, 10:54 am | |
| هجرة الرماد الأسطورة: سيزيف يدحرج الصخرة من السفح إلى القمة، يتعب فتسقط الصخرة إلى السفح، فيعاود المحاولة… وهكذا.. ما وراء الأسطورة، أي فضاء النص: هو أنه، في عملية المراوحة بين السفح والقمة، نشأت قصة حبٍ بين الصخرة وسيزيف، هي، تغني له أغنية الريح والمطر، وهو، يصغي إليها ودوران الفصول. ولكن في ظهيرة يومٍ، مات سيزيف، فتخلت الصخرة عن سجيتها ـ أي ظلت ثابتةً لتخرق قانون الجاذبية ـ ولم ترجع إلى السفح. صادف ذلك مجيء رحلة المجوس، فأحرقوا جسده بالإله النار، فهاجر رماده في صدى أغنية الريح والمطر. جملة اعتراضية: قال طاغور: يمكنكم أن تحكموا على الزهرة، أو الفراشة من مظهرها، ولكن ذلك لا ينطبق على الإنسان. الفصول: سرٌ بأغنية المطر والريح مرحلة بإيقاع التتابع والهطول ريحٌ، ثم ريحٌ، ثم ريحٌ، ثم ريح… واتمد بيك ليل الرحيل وقعدت تنزف في الحنين والموج وذاكرة الفصول. ختيت رمادك حنة في كف البَرِقْ في الضلمة شالك واحتمل، ساعات هروبك من موات الأرصفة وعشق التراتيل واكتمل.. صاقط رمادك في مخافر حنة الليل والتراب، مدَّسِّي في جوقة غبار منداس على وطأة نعال الناس شجن.. هاجر رمادك في الشجن، ختَّاك على وتر السكون ونساك، وقدت لا خيل لا وطن، فسفكت ما يبدو تبقى، أو كما يبدو تبقى، في فضاء الرحلة الكبرى إلى طاغور… كُنْ، كن واقفاً بالبحر في أقصى محاذاة التفاصيل الفضول، مقاتلاً للأرض في أقسى خريف. أنت سيزيف أنت سيزيف، ركَّبَتْكَ المعضلاتُ بصخرة الإفشاء بالأسرار للأنثى على وترٍ نبيهٍ كان أضعف ما خُلِقْ، حدِّث فلا طيرٌ غرق! لو عاقبتك المسقطات على فلاة الرغبة الأولى وكانت في خلاياك النبية سُنَّةُ الطير، اتسامك بالحضور؛ فلا سغام الغدّ لكْ. أغداً ستكمل هجرتك؟ هاجر رمادك في الشجن، ختّاك على وتر السكون ونساك، وقعدت لا خيل لا وطن. من شاء؟ من شاء أن تلد الفجيعةُ نفسَها في نفسِها، وتُرتِّب الفقر اليجيء مع الرذاذ الليل والمطر السخي، من شاء أن ترتاب، كل الأغنيات الرقص في أثر اقتفائك للتي فيك اختباءً في البنات؟ كن واقفاً بالبحر في أقصى حذاء الريح، هاجسك المقابل ساعديك بما تبقى أو كما يبدو تبقى من مشيمة ما تخثر من عرق. حدّس، فلا أرضٌ ستحمل ساعديك بغير ما تعطيه للجسد النقي من المقاصل والزبد، يا بحر قم، يا بحر قم من بين صمتك والنساء المسكرات بطعمهن البرتقال ـ الجنة الدنيا ـ فصمتي عادة ناديتكم.. لو أن أتيت بشارعٍ مني إلى حانات صوتي عابراً شظف الوصول إلى غنائك: نُمْ. الريح يا امرأة، تشيل بحضنها لهب الغناء على كتوف الجمر: أين رمادنا؟ في الليل؟ لا.. في البرق؟ لا.. في البحر؟ لا.. في الرحلة الأخرى إلى طعم النساء المسكرات بطعمهن البرتقال ـ الجنة الدنيا؟ نعم… أو ربما يا خيل هجرتنا الأخيرة ما لنا هو ما لكم! إنَّا لبيتٍ داخلٍ في البين عند الله عند الغربة القصوى وشاهدة النهار ـ الشمس ـ نكون في كل المشاهد تربةً للداخلين إليه، مدخلٌ صدقٌ لمعركة التشظي وانعدام الوزن، في طقس التماسك عند بابٍ أنثويٍ.. ما عبدنا إذ عبدنا غير نافذة وقبرٍ أنثوي. إنَّا لصخرٍ إذ يدحرجنا لنبكي ملحنا للأرض ـ يا تباً لها، الطيرُ يعلم ما يدور بخاطر الأنفاس والصدأ المذكر، ضد أنثى الملح في قدر اللقاح، إزاء ذروتنا لنصعد نحوها وصلاتنا بالقاع أم لا تجاذبنا الحديث لنستقيل عن المواكبة الرتيبة للفراغٍ وانهزام الاقتراح. أنتم لصخرٍ، إذ يدحرجكم إلينا عند مرقدنا الوثير ـ البحر ـ زرقته بنا، ضدان إذ نبتاعكم إلا غناءً مثقلا بالصخر إنَّا لا نجيء. البحر يا.. وطن الرماد المر يا… ملحُ الفجيعةِ يا.. وخفضت ليك صوت القلم، فتحتِ شباكِك عليّ، مِنُّو جاني النيل محنط في صدي الخرطوم وغيم الليل نزل في الذاكرة.. وحِلِمتَ.. حلمت بي نهديك مواكب، وطرحتِك دمور، وتوبك: زفة الخيل والمراكب.. وفِرْكَتِكْ مطرة ونزيف مني وبكابد.. ذروة إحساس إنو إنك.. مربط الفجر المهجن بالتساكين والبهار، شبطِك حنين للأرصفة وشجن النهار.. وصرختَ في جوة الحلم.. صدى.. صدى… ومرقتَ، شايل فيني صوتِك، إلا صوتك كان شراع واقف على آخر ضفاف الليل، وأنا لِسّه راجيك تلحقي الزفة وتنمنمي للصباح منديل، يا أيها الـ…. قد يخرجون وراءنا بسجية الصهوات للعشق الغناء، تراهق الكلماتُ في سمع البنات إذا احتكمن لنومهن، وبؤرة التصعيد من طرفٍ يطابق في الوراء، شيئاً يسمى أي شيءٍ لن تصالحنا المطاهي، والمقاهي والـ (هنا) أهلاً بنا نتصعلك، الطرقات تأخذنا إلى صخرٍ جديد.
يونيو 1993م
| |
|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: هجرة الرماد الأحد 18 نوفمبر 2012, 11:52 am | |
| شبطِك حنين للأرصفة وشجن النهار.. ذات يوم كنا محظوظين عندما تلى على مسامعنا الشاعر الجميل والمفكر والاديب ابكر ادم اسماعيل .. تلك القصيدة من أعلى قمة جبل يتلف حول عروس الجبال (الدلنج) في شتاء العام 1993 برفقة ثلة من الرفاق والاصدقاء والزملاء .. وفي ذلك المساء المترع بفيض شعره وانسانيته الباذخة قضينا لحظات ممتعة بين حقول شعره النابضة بالإلفة والحنين والجزالة ... لن انساه ولا يزال صوت صداه يعبر بين كراكير الجبال يمشطها من خمولها ونعاسها وهى في خدرها بين نصل مغروز في كبدها .. وقتها كان سيزيف الواقع والحال يمسك بتلابيب الجبال كم هو نفس الحال والتفاصيل المملة والتي جعلت من هذا العملاق ان يهجر الشعر والفكر بعد رفد الفضاء الثقافي بالعديد من الروائع والتي أضحت شامة في سماء الابداع ببلادي .. دمت بالف خير وعافية الصديق والانسان ابكر ادم ودامت الجبال بعافية من شر الحروب التي مزقتها .. | |
|