حبيناك من قلوبنا واخترناك ياحلو .. فاختارك الاجل المحتوم
الأحد 19 فبراير 2012 الساعة 4:09
كتب : ايمن حسب الرسول
قال الله تعالي فى محكم تنزيله . بسم الله الرحمن الر حيم
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم
{ مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صدق الله العظيم
فجع الوسط الفنى برحيل مر وبحزن عميق لعلم من اعلام الفن السوداني واحد سفراء الاغنية فنان افريقيا الاول الموسيقار محمد عثمان وردي الذى لبي نداء ربه مساء امس بالخرطوم بعد صراع مع المرض مسلما الروح الى بارئها بعد رحلة طويلة عامرة بالعطاء الثر فى مجالات عدة فى الفن والتعليم وهو الاستاذ ومربي الاجيال وأحد الذين ساهموا اسهاماً كبيراً فى وضع الاركان الرئيسية لمسار الأغنية السودانية لاختياره للكلمة الرصينة والمموسقة متعاملا مع عدد كبير من الشعراء الكبار فى مقدمتهم الشاعر الكبير
اسماعيل حسن وتغنى لمحجوب شريف بياشعبا لهبك ثوريتك
وعبد الرحمن الريح وعمر الطيب الدوش واسحاق الحلنقي والسر دوليب
ومبارك بشير والتجانى سعيد وابو امنة حامد وابراهيم الرشيد والعديد من شعراء الاغنية
والراحل صاحب ملكة كبيرة فى التلحين لأغنياته التى تغني بها مثل اعز الناس والطير المهاجر والشجن الاليم والعديد من الاغنيات التى ستظل خالدة فى وجدان المتلقي السودانى والعربي والافريقي
ورحيل فنان افريقيا الاول محمد وردي يمثل فقدا كبيرا للمجتمع السودانى الذي يفتقده باعتباره إحدى العلامات المضيئة التى لاتخفيها الاعين فى فنه الطروب وهو الفنان الملتزم بضوابط وأهداف الفن كإنسان يملك قيماً نبيلة بشهادة كل أهل الفن داخل وخارج السودان.. توفي محمد وردي وصعدت روحه الطاهرة الى السماء بعد عمر طويل عطر فيه الكون بالكلمة واللحن الجميل وروعة الاداء فما أصعب تحسس الحروف من بين الدموع فى يوم امس ونحن نستقبل نبأ رحيله الذي ابكانا وابكي ملايين الناس لفراق ورحيل فنان كبير وقامة فنية قل أن يجود الزمان بمثله
رحيل مر ومفجع لكل السودانيين والعرب والافارقة
رحل الموسيقار محمد وردى ولم يترك وراءه الا اغنياته الجميلة وسيرته التى ستذكرها الاجيال القادمة .. فهو ابن قرية صواردة بجنوبى مدينة عبرى شمال السودان وهى القرية التى جاءت براحلنا وقدمته للناس فولد فيها فى
العام 1932 ونشأ فيها يتيما وتربى في كنف عمه فأحب الادب والشعر والموسيقى
شندي اولي المحطات
اولى المراحل شهدتها مدينة شندي عندما انتقل اليها الفقيد وردي لاكمال تعليمه هناك ثم عاد الى مدينة حلفا من جديد بعد ان درس بمعهد التاهيل التربوي انذاك وهو معهد لتاهيل المعلمين ومنها تخرج معلما فعمل مدرسا بالمدارس الوسطي والثانوية العليا
اول ظهور لفنان افريقيا الاول بالعاصمة الخرطوم
في عام 1953 م زار الأستاذ محمد وردى العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلا لمعلمى شمال السودان في مؤتمر تعليمى عقد آنذاك، ثم انتقل للعمل بالخرطوم بعد ذلك، وبدأ ممارسة الفن كهاوى حتى عام 1957 م عندما تم اختياره بواسطة الاذاعة السودانية (هنا امدرمان ) بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل اغانيه في الاذاعة
وتحقق حلم طفولته في الغناء في الاذاعة بين الفنانين العمالقة امثال الراحل عبد العزيز محمد داوؤد وحسن عطية واحمد المصطفى وعثمان حسين وإبراهيم عوض وغيرهم وفى خلال عامه الأول في الاذاعة تمكن وردى من تسجيل 17 اغنية مما دفع مدير الاذاعة في ذلك الوقت لتشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين كان من ضمن اعضائها إبراهيم الكاشف ابرز المطربين في ذلك الوقت وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتصدر اللجنة قرارا بضم وردى لمطربى الفئة الأولى كمغنى محترف بعد أن كان من مطربى الفئة الرابعة..
رحل وردي وترك لنا حزنا عميقا انها ارادة الله اللهم اكرمه واغفر له وارحمه وأكرم نُزله ووسع مدخله
انك على كل شئ قدير ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله والمؤمنين . وأدخله
إنّا لله وإنّا إليه راجعون