التمساح في الثقافة السودانية

استوقفني لفظ تماسيح النيل هذا اللفظ الذي اطلقه المعلق عصام الشوالي علي لاعبين المنتخب السوداني وهذا اللفظ اراه هو المناسب ليس للمنتخب بل كرمز للسودان لان التمساح من اكثر الحيوانات ظهورا في الثقافة السودانية واقصد هنا تمساح النيل كروكودايلس نايلو تكس (Crocodylus nilo tecus) وهذا التمساح هو واحدمن اسرة الزواحف الكبيرة التي تسمى كروكوديليان(CROCO DELEAN) وهذا النوع له زوجان من الغدد المسكية وينتشر في منطقة النيل ولا يوجد في اى مكان اخر وله العديد من الصفات المتناقضة فهو وحش غدار ولكنه مصدر للمسك وله خاصية اصدار الاصوات المسموعة وهو لا يزال مدفونا في البيضة والشيئ الذي اكسب التمساح هذا التميز والتقدير في الثقافة السودانية هو انه رمزا للعنف والرقة في نفس الوقتوالتمساح وحسب المعتقدات الافريقية القديمة فيه وبفضل التحام الثقافة العربية بالثقافة الافريقية بمنطقة النيل اصبح رمز من رموز الغموض والعدوان والخطر ومن دلالات سيطرة التمساح على الثقافة السودانية هو لفظ (التمسحة) فهذا اللفظ يدل على نوعية الشخصية فهذا يعني بان هذا الشخص مراوغ وخطاف ونحن ومنذ الصغر نردد في
شليل وينو
خطفو الدودو
شليل وين راح
خطفو التمساح
ومن التماسيح الشهيرة في الثقافة السودانية الاتي :-
1- تمساح النيل الابيض
هذه القصة تقول بان صيادا يستعمل حربه ذات علامة واراد اصطياد تمساح على النيل ولكن هرب التمساح والحربه في جسده وبعد فترة كان هذا الصياد في رحلة الى سنار ونزل في ضيافة احد الاشخاص ووجد حربته ذات العلامة وعند مواجهنه لذلك الشخص اعترف بانه هو ذلك التمساح ودله على جرحه
2- تمساح الزورات
هذه القصة تحكي عن ان احد حوارى شيخ من مشائخ دنقلا كان يتوضئ على النيل وخطفه التمساح فذهب الشيخ الى الشاطئ فجاء التمساح الى الشاطئ وهو يحمل الحوار ونزلت به لعنة الشيخ وانقلب الى حجر
3- تمساح نورى
وهذه قصة اخرى
يقال انها حدثت في منطقة نورى وهي ان صيادا اراد اصطياد التمساح ولكن التمساح سحبه هو والحربه الى منتصف النهر وانقطع الحبل ورجع الى الشاطئ وفي اليوم التالي راى الرجل خيمة على الشاطئ وذهب اليها واذا به يجد حربته والرجل مجروح وقام ابناء الرجل باكرامه وايصاله الى منطقة نورى
4- تمساح الكاسنجر
وهذه القصة حدثت بقرية الكاسنجر التي تقع بالقرب من كريمة والقصة تحكي عن ان تمساح ضخم زرع الرعب في قلوب الناس وسمع به المادح المشهور حاج الماحي فذهب الى الشاطئ في منتصف الليل وقام بامسك قصيدته الشهيرة التي ذكر فيها عددا ضخم من الشيوخ والصالحين ومستعينا باسرارهم ضد التمساح وكانت المعجزة انه وفي الصباح وجد التمساح وهو طافيا على سطح مياه النهر وبه تسعة وتسعين طعنة
5- تمساح الحماداب
دنقلاوى اشتهر بصيد التماسيح وذلك اعتقادا منه بان هذا التمساح خارق للعادة
وهذا الرمز موجود في الذاكرة الشعبية خصوصا عند السكان الموجودين على شاطئ النهر ودائرة انتشار هذا الرمز متسعة واذا رجعنا الى ايام الفتح الانجليزي نجد بان كتشنر قد امر بعدم اصطياد التماسيح في منطقة بطن الحجر اثناء حملة فتح السودان وذلك لعلمه بوجود معتقدات في التماسيح بانها ارواح ولدلالة التمساح في اطار الثقافة السودانية وفي منطقة دارفور وكردفان ورغم عدم وجود النهر والتمساح الا ان شعراء البرامكة من عرب غرب كردفان وشرق دار فور وجنوبها وكما في دراسة البرمكة والبرامكة في غرب السودان للاستاذ الصادق محمد سليمان يعتبرون التمساح رمز من الرموز وهذا ما تحمله الابيات الاتية :الحريف صوتي وظهر
وفي حريرة اتحكر
حامد التمساح العشاري المتقلد السر
محمد كفتيرتو في النار وبراد عدل
وفي منطقة النوبة السفلى والنوبة العليا في الجنوب حتى منطقة مروى كان التمساح يستخدم في نقوش المنازل اعتقادا بان التمساح تسكنه روح السحر
ولقد روى روبنسون في ثلاثينيات القرن العشرين بان النوبة تعامل التمساح كمخلوق مقدس بذلك كان التمساح معبودا نوبيا ومصريا لذلك يستخدم في زخرفة البيوت
وقد وجد في النقوش النوبية بان التمساح يستخدم كرمز من رموز العدوان وذلك في المداخل وبجانبه الاسد وايمانا بان التمساح مصدر من مصادر المسك فانه يرسم وبجانبه طائر التمساح
وفي الختام احبتي يظل التمساح عالقا في ذهنية الثقافة السودانية التي مصدرها الثقافة النوبية التي اختلطت مع الثقافة العربية الوافدة وكان هذا النسيج المتميز وستتواصل الكتابة عن الثقافة السودانية وفتح الباب للحوار حول مكوناتها المختلفة

مع خالص تقديرى

اسمح لى اخ عوض ان ابدأ مداخلتى بثناء مديرنا الفنى لك عبر شريط المنتدى
عاد الحبيب المنتظر عوض احمد ادريس كعادته منتشيا ومتعطشا للكتابة... وقد لبس
المنتدى حلة زاهية بعودته الظافرة
حقا هذا مقام تلك العبارات الجميلة
تنوع فى المواضيع واختيار موفق يجبرك ان تتداخل وتعلق
بالعودة لموضوع البوست حقا نجد ان التمساح ارتبط ارتباط وثيق بالثقافة والارث السودانى وكثيرا ما نسمع عن تمساح الدميرة او العشارى والعشارى هذى علاما يبدو لى ان لها ارتباط بطوله وهو لقب يطلق على الشجعان وكثيرا من اغاني الحماسة ارتبطت بالتمساح
التمساح العشارى الليلى ،،،،،،،،،العم الضهارى ما قالوا خاف جانا جارى
وكذلك ايضا :
تمساح الدميرة الضارب الليا
يبع جب وجب جيد ليا
ومن ذلك يتبين لنا ارتباط ذلك الحيوان بالارث السودانى
بس عندى سؤال لى الحرامى عندنا بنقول عليه تمساح ؟؟؟؟؟؟؟؟يعنى بمعنى آخر العلاقة البتربط بينهما شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرة تانية شكرا شكرا على احياء المنتدى بالمواضيع الحية عبر الاقسام المتلفة

الاخ عوض لك التحيه والاحترام

لقد اثريت هذا المنتدى حقا وتستحق كل الالقاب التى منحت لك

استوقفتى براءه العزيزه ام تساب وهى تسال عن العلاقه بين التمساح والحرامى

عليك الله ما شايفه الخشم الكبير ده

الشى التانى التمساح مشهور بالبلع كذلك الناس البتبلع سااااااااااااااااااااااى بدون لواكه

كمان التمساح ما بفرز بين العريس وود الطهور الضيف وسيد البلد الفقير والغنى

برضو التمساح البشرى ما بفرز بين اليتيم والارامل

الشى الاخير التماسيح بكل انواعها اصلو بطنها ما بتطم من اى شى

شكرا استاذنا عيسى على سرعة الرد
اتخيل ياداااااااااااااااااااب عرفت انه الجماعة عندنا لى بيقولوا عليهم تماسيح !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المصيبة فى البلع البلا لواكة ده مشاكله كتيرة خلاص واولها انه الحرامى بيلهط اكبر كمية فى اسرع وقت ،،،،،،،،عشان كده الجماعة يبسوا البلد اتارايهم تماسيح،،،،،،،،،،،،،،
عذرا الاخ عوض للتداخل فى غيبتك ومزيدا من المعلومات حول التماسيح والفرع الاهم المتفرع من البوست وهو الثقافة السودانية بمكوناتها وتمازجها المختلف

شكرا الرائعة ام تساب والرائع عيسى علي هذه المتداخلة الرائعة فحديث الاخ عيسى عن وصف التمساح اضيف اليه معلومة علمية اخرى عن التمساح وهى السر في تشبيه اللصوص به وهى ان التمساح هو الحيوان الوحيد الذى لا دبر له وبالتالي فانه لا يخرج فضلات مثل بقية الحيوانات ويكون تخلصه منها هو انتظاره لكى تتحول الى دود ثم يخرج الى الشاطئ وياتي طائر التمساح ويقوم التمساح بفتح فمه ويدخل الطائر ويتغذى على هذا الدود ثم ان ارتباط التمساح بالثقافة السودانية هو ان مصدر الحضارة كان على ضفاف النيل لذلك كان هذا الارتباط المتين ويمكن معرفة ذلك عند النظر الى تمساح الدميرة
ولنا عودة احبتي

تمساح اب كبلو الضارب الليهّ
اها يا الحبيب عبد الرحمن والمتداخلين محتاجين تفكيك لهذه المفردة التراثية

وشكرا عوض

» الشلوخ في الثقافة السودانية
» ثقافة الحوار من منظور إسلامي
» يناير في الثقافة الأمازيغية
» ريا السودانية
» مؤائد المعارضة السودانية