الكأس فارغة
وطعم البن يركلني صوب
الغمامات
إملأها يا إلهي ولا تحزن
فإن الصحو كالح
ومجمل الآتون إليك
بأعلى قبحهم يتهامسون
بقدر ما يسع الإتساخ والفوضى
الكأس فارغة تماماً
والعبث الأسمر راحل
والوجع المبهم راحل
والصوت الآتي
راحـــل
لماذا كلما جئت إليك
يتعمد ليلك ان يفتح لضيافتي
شرفة الأوجاع
ويسدل ستائر الإنتظار
ألا يكفي أن نطفئنا ببطء !؟
ونترجل !
لنحلم ان الآتين أجمل !
فلعل الجمال
ان تهب قبلة مفقودة
لأنثى مفقودة
في زمان مفقود ..
كوني بمشيئة الرحيق
وردة ..
تصافح الفراشات
وتزيح هذا الليل مرة
على جنبه الأيسر بصمت
فلتكوني عشيقة
للغمام إذا
ومشاغبة الرزاز المترفة
بالبلل ..
فلو بعد المئة عام
لا تفقئي عين المطر
كي لا تحبل بالفقاقيع بنات
الماء ..
سفرجل الروح .. أخضر
وصوت العافية في خرير
الحلم .. اخضر
ولون القهقهة في مقلتيك
لم يزل .. اخضر
فلتسكينني الآن بقدر ما لا أستطيع
ان اكون بدونك .. شيئاً
وبقدر ما لا أستطيع أن أحتمل ..
ولكنك
دوما بالمجرة
المجاورة لحزني ..
قليلاً من الوعي يكفي
لإحتساء القهوة
فأذكر حين مساء
شهقتني الذكرى .. ومضت
يا قرنفلة المساءات
الصبيحة ..
فإنفلات الأشرعة البيضاء
المتساقطة ..
وتأني البحر لوهلة
كي يخصف نعله بموجة
حينها .. ضاع نبي الكلام
بين تأتأة المواني
والطفابيع ..
تباً للمدن السقيمة
والزوايا الميتة
والمنخنقة بإبتسامتها وإنتصاب
الفنارات ..
أنا لا أحتاج أكثر من كأسي هذا
وبضعة أمنيات في الطاولة
وصديقتي في الجهة المقابلة ..
فالليل أرجوحة
للعالم الاخر
وانت .. أنشوطة رماها الرب
وقال : هذي الحياة
هكذا نمضي
ويمضي بإتساع حيرتنا التساؤل ..