جدتى جدتى
الويل بنت شول
قد اتت وهى فى عزه محميه بالاله
هى سيدة فخمة انجبت العديد من البنين
ثم يا حزنها
حطمت معولا وهى تحفرقبرا لهم
تركت والدى كعجل جاموسه منفرد
تصرخ البوم فى دارنا فى الدجى
طائر الليل القى علينا دجى سحره
صاح طائر عظيم
طائر الشؤم رائعة الاديب السودانى دكتور فرنسيس دينق تعتبر من الروايات التى تحتاج الى جلسات وجلسات لانها
روايه استطاعت ان تضع يدها على جرح هذا الوطن النازف هذا الوطن الذى انقسم على نفسه وبالتالى اتسع جرحه
فرواية طائر الشؤم تمتاز بانها تحمل الكثير الكثير الذى يختفى خلف السطور والعبارات لذلك تجدنى اعيد النظر اليها مرات
ومرات
وتحت هذا العنوان ساقوم بتناولها بشئ من التفصيل الباحث عن مكامن الجمال والصدق فيها واتمنى من الله ان يوفقنى فى هذه
التجربه المتواضعه
فمن اهم مميزات رواية طائر الشؤم هى انها قدمت لنا اديبا من بيئه لا يدرى الكثيرون بانها تحمل فى داخلها ادباء على اعلى درجات
الابداع والوعى الفلسفى وتناول مشكلات الوطن الواحد فى قالب ابداعى فى غاية الروعه والجمال
ثم انها عكست الشخصيه الجنوبيه والمجتمع الجنوبى عامة ومجتمع الدينكا خاصة
ثم الاطلاع على الاشعار التى يرددها الدينكا والتى من وجهة نظرى بانها كانت ستكون هى الحل اذا احسنت النخب السودانيه من الساسه
والمثقفين فى قراءتها
ثم ان طائر الشؤم هى صرخه بل اهزوجه تبحث عن الوصول لتعكس لنا وجهة نظر الانسان الجنوبى فى جميع مناحى الحياه
وبالتالى توضح مدى جهلنا وتخلفنا ونحنا ننساق نحو تعصبنا واحتقارنا لمن هم اعقل منا بل انهم اكثر منا تحضرا
ثم ان بطل الروايه الياس وكما سنلاحظ فى تناولنا الذى سيمتد اياما وليالى هو شخصيه غير عاديه اذا انه برلمانيا
وبالتالى فهو صوت المثقف الجنوبى الذى انجبته او اوجدته السلطه القبليه التى ينتمى اليها اذ انه ابن كبير القبيله
وهنا تظهر عبقرية الاختيار من جانب الدكتور فرانسيس دينق واظنه قد اصاب هدفه بكل ذكاء
اما قمة العبقريه فكانت فى اختيار العنوان والتى تعتبر فى بعض الاوقات بمثابة ازمه تواجه الكاتب فاختيار العنوان ليس بالامر السهل
وهنا كان فرانسيس عكس الاخرين وهو يختار طائر الشؤم وهنا اندمجت شخصية فرانسيس الادبيه مع شخصية فرانسيس الاكاديمى
لتطلق صرخة الكارثة التى حدثت والتى رمز لها بطائر الشؤم الذى نصحنا ولكننا لا نعى النصح
وحتى نلتقى فى هذه النظرات المتواصله لكم خالص شكرى وتقديرى