ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: المصنع.. ليلة حنين دافق الأربعاء 06 يناير 2016, 4:22 pm | |
| المصنع.. ليلة حنين دافقالأشياء لا تنمو تصاعديا كما تشتهي النفوس في بعض الأحيان، ومن النادر أن تخضر أوراقها دون لطافة الندى، ولكن في أحيانٍ أخرى يبدو قطافها أسهل بين سواعدنا المرهقة حتى وهي بين صهد السراب.كما أن هنالك أشياء كثيرة تتوقعها بقلبك، وانت في سمر الحنين تتاوه بين أعطافك تسابق الزمن لتلحق بشدو عصافير حديقة وريفة تنثر غنائها في البعيد والقريب.. والروح في الإصغاء والإنصات تتألق وتعبر أمد المسافات وتطويها كما الجسد الذي نال راحته وسط حقول ألفته المصفوفة على براح الإنسانية وأرخبيل السكر.منذ أن وطء الجسد الأرض التي يعرفها ويخبرها عن قرب، تمهل القلب في الغبطة والراحة التامة التي لا مثيل لها.. وكل لحظة أضحت محل حبور وجمال لا يضاهيها شيء. وفيها سافر القلب بإنفلات في أودية خضراء وحالمة وناصعة البياض.. قلوب رحيمة وحنينة وصادقة احتوت نزق الأشواق والحنين الذي فاض.وجلسنا في أنس امتد بنا إلى منتصف الليل.. شلة نطوي ليل الشتاء الطويل البارد، ونقلب الحكاوى، والضحك يقتلنا ويذبحنا من الوريد إلى الوريد بدم ساخن وعاصف يحقن جلد الطقس بمضاد الدفء.. وما أجمل الدفء الذي يمتح من قلوب أناس عمروا أرض المصنع بالبسمة والضحكة والاستقامة.خالصة هي الضحكات لوجه الله والمصنع.. وما أروعها وهي تشق دياجير الليل بعنفوان وصخب وجلال دون إنتظار لنطوي ليلة سمراء عصية على النسيان.. ليلة فاح فيها عبير أحبة وطاف بأرجاء البلد كعطر نافذ تصنعه فضلات المصنع بين الخلوة والجلوة.الضحك منثور كما الأرواح المحلقة على بساط رقعة صغيرة جمعتنا وسط بضاعة الشفيف يعقوب أوشي حتى اختلط الداخل والخارج في بوتقة لا تنفصم عراها بفعل النشيد المصنعي الحبيب وما عداه نشاز.اِشتدَّت حُلكَةُ الليلِ ولوحدي في عباب البلد بعد ان افترقنا كل إلى حال سبيله.. يممت شطري اتجاه حى الموظفين الكبير، وخلفي وامامي ومن حولي ضوضاء خافتة واخرى ضاجة تأتي من البعيد.. أَنَسَ لطيف وبوح يملأ عروق الليل بالأمل والنضار، وآخرين في نهب متواصل للحاق بالوسادة بعد عمل شاق بين آلات المصنع.. وأصوات جرارات القصب الكبيرة تئن من فرط وزنها الزائد وموسم في بداياته وأهل الحصاد في أمر يشغلهم.. تلوح لي أشباح قديمة وصور مختلطة وقدماى في الطريق إلى أحياء الموظفين المتناثرة بعناية فائقة الدقة.. أرى بعيني قنفذا يعبر الشارع صوب شجيرات الكتر اليابسة بينما طائر السقدة في ظلال النور المترامي يواصل ترانيمه الليلية بصدق بالغ السفور.. والجراد والصراصير والضفادع منشغلة بعرسها الليلي تحت أضواء أعمدة الكهرباء المتراصة كأقلام الرصاص على طاولة المدرسة.. مالها أشجار (أ) الإبتدائية تبين اللحظة مشروخة ولا تتمايل مثلي جزلة بتلك الحكاوي التي عبأت قلبي بالحياة من جديد.. الأشجار مطرقة ومنكفية على الأرض! هل تبكي غياب عم نور الدين ام عم (مهمد) ام ماذا في الأمر؟ يا ترى ذلك الباب العتيق الذي تحول إلى شرق سور المدرسة ام ماذا؟ليست في عجالة من أمري كما القلب الذي يتسلق اللحظات منتشياً.. لذا قررت أن أعرج الى فرن الموظفين لعلي أظفر بلقاء أولاد حاج التلب؛ واحد يكفي خالد او يوسف، او ان احظى بلقاء سليمان سعد أو الفاضل فرن أو ود الجاك أو عبد الرحمن أو محمد عبد الله وغيرهم من صنع لنا الخبز طازجا وشهيا.ويا لحسرتي! لم أجد إلا الفراغ العريض ومبنى بات في رغوة التشويش مصروعا بالتحولات الكبرى التي جرت.. وعلى مقربة منه تربض زاوية البرهانية بصبر المؤمنين على فقد صوت مولانا محمد عثمان يعقوب الذي كان يملأ فضاء البلد بالشجو وتلك الصلوات والدروس التي يقدمها شيخهم محمود كيخا ورفيقه أحمد عبد المجيد (قيلا) وغيرهم من سكنوا قلوب الناس بالمحبة.كل شيء بداخلي مشوشا ومختلطا بدفق الذكريات والحاضر الماثل.. واجمل مافي تلك المفازة حكاوي قريبي التي شدتني كقنطرة عبور لزمن مضى وانسرب وبتنا عنه في حزن متقد.هرولة تحتشد في داخلي ولا أقوى على مقارعتها بجسدي المضطرب والراجف.. اقف لحظات في شرود الذاهل ولكني افيق على ضوء سيارة عابرة أو صوت دراجة هوائية عابرة على عجل وكلاهما يتسربان في بهيم الليل ويبقى القلب في قلقه مشدوداً إلى عوالم خفية ودنيوات لن تعود البتة مهما كثفت مهابة حضورها الذكي ذات يوم.. وهل لي بقدرة على التركيز والاستحضار!حجتي واهية حين أغيب في التاريخ والروح مثقلة بالفوارق وانا وحدي راكز في بهو الطريق بين الأماكن التي أعرفها بحب عميق لم تغب يوما عني.. حملتها في جوف القلب بعمري ولا تزال في طى الصون والحفظ كانشودة عذبة عصية على النسيان.وبيني وبين البيت لحظات اتمنى الا ابلغها حتى اكمل زمانها الميقاتي على مهل نمو قصبة خضراء ريانة.. اللهفة تسد كل جوانحي كلما صعدت بقلب مطمئن نحو أعالي روحي المسنودة ليلتها بحكاوي عبد الرحمن قريبي وعادل الحاج، وصالح عبد الكريم، ووليد سيد أحمد، ومجاهد محمد صالح، ويعقوب أوشي. وقريبي في القلب راحة أبدية لا يماثلها شيء مهما طاف بأربعة أركان المعمورة.. حكى من أعماق قلبه الأبيض ما وهط جسدي في حلبة رقص لم تقو ضلوعي على احتماله.. غرس في بذرة الصحو لأيام غابت وأضحت بين ركام الذكريات المؤلمة حينما غدت سربا لا يمكن لنا اللحاق به.قريبي هو ذلك المضمار الذي أشعل قلبي وجعله ممرا ممهدا لدلق سنوات غابت حين تفرقنا أيدي سبأ بلا وداع.. سنوات كان فيها قريبي نجما وفارسا ينهض بحمل قبيلة من السكر وقت أن تنازعنا الصبا وزغب الشباب متسربلين بأمنيات طيبة.نسائم المصنع التي ترق ليلاً بعد أن تزداد ضوضاء الآليات الكبيرة التي تجوب المشروع بلهفة صبي نزق يبحث عن خلاص حيوانه بين أرداف اللحظة العابرة.. نسائم عبقة ولطيفة ماذا بوسع العاشق مثلي أن يفعل معها في ليلها المصون بقمر ضاحك ملء أشداقه ينتظر من يلامس أحداقه.. وعواء رجل خرب مثلي لا يصلح لمثل هذا الجوع الكافر حينما تدغدغه رائحة الترعة العفنة وانسام الليلة الهادئة وروائح أخرى عبقة تنهل من مورد الإلفة.كل شيء شبق ودبق بما يكفي لأن يرقد على راحة عفوية مسافة أن ينالك وسن عابر وانت تتوهط كبرى السكة الحديد.. على ظهرك أضواء الحلة والسوق والبركس.. وفي وجهك ضياء الحبيبة التي تملأ فجاج الفجر بأرق التحايا وأنبل العبارات.وبالي مثقل بحمل قصبة محروقة سقطت لتوها بفعل الحمل الزائد.. وحملتها كيفما أشاء وقبضتها بأنامل عاشق مرتعشة ينتظر أن يمدها لحبيبة منتظرة بحد اللهفة على قارعة شارع الترلات.. وما خاب قلب مات مجدولاً من كمدٍ بين شتاء الموسم وخريف الصيانة عسى أن يصنع الربيع يوما للعشاق بلا من ولا أذى من ربات البيوت القاهرات. وأي حمل زائد أكثر من ينفحني قريبي جنينا مكتمل النمو ورغم ذلك أخاف من غلظتهن المتربعة على وجوه الصبايا.. والضجر انتابني لحظتئذ واغرقني في المتاهة.. متاهة أن أصل متلصصاً ومتسوراً سور البيت حتى انال وجبة العشاء في مطبخ أمي وانا واقفا خوف هروب النعاس ومباغتة أبي وتقريعه لي. ولا عجل مع ليل لن ينتهي بين بيوت المصنع الأبية ويده لا تمتد إلى تين الجيران.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
يعقوب اوشى عيدالكريم مشرف
عدد المساهمات : 1079 نقطة : 11754 تاريخ التسجيل : 26/08/2011 العمر : 44 الموقع : قلب البركس المزاج : يتغيرون فقط.عندما نخبرهم اننا نحبهم جدا؟؟؟
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق الجمعة 08 يناير 2016, 8:13 am | |
| كانت ايام سعيدة ربي مناي تعيدا وما احلي الزكريات مع الاحباب شكرا ناصر | |
|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق السبت 09 يناير 2016, 6:31 pm | |
| شكرا لكم انتم أيها الأوفياء وشكرا للمصنع الباهي | |
|
وليد سيد احمد مشرف
عدد المساهمات : 170 نقطة : 7484 تاريخ التسجيل : 07/12/2014 العمر : 57
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق الإثنين 11 يناير 2016, 7:50 pm | |
| ياه يا لها من لحظات سعيدة كما ذكرت منز اكثر من شهر لم اخظي بمثل هذه الضحكات من الا خ قريبي من الاعماق شكراً ناصر شكراً قلب المصنع النابض اوشي ومرحه قريبي واداريه علي الحاج الي اللقاء | |
|
عائدة محمد الحسن المراقب العام
عدد المساهمات : 514 نقطة : 10795 تاريخ التسجيل : 10/03/2011 المزاج : موووو صافى
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق الأحد 31 يناير 2016, 2:16 pm | |
| ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
ﺷﻔﺖ ﻛﻴﻒ ﺣﺲ ﺍﻟﻤﺤﺒﻪ وطعمها بين الاحبه
هنيئا لكم بلقاء البهدير
وهنيئا لك يا بهدير بالصحبه السكريه
| |
|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق الأحد 31 يناير 2016, 6:13 pm | |
| - وليد سيد احمد كتب:
- ياه يا لها من لحظات سعيدة كما ذكرت منز اكثر من شهر لم اخظي بمثل هذه الضحكات من الا خ قريبي من الاعماق شكراً ناصر شكراً قلب المصنع النابض اوشي ومرحه قريبي واداريه علي الحاج الى اللقاء
وهل من عودة تاني أخي وليد..تلك أيام بطعم السكر انه المصنع وكفي أخضراره النبيل حينما معنا على المودةشكرا أخي وليد على تلك اللحظات الطيبة | |
|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: المصنع.. ليلة حنين دافق الأحد 31 يناير 2016, 6:18 pm | |
| - عائدة محمد الحسن كتب:
- ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
ﺷﻔﺖ ﻛﻴﻒ ﺣﺲ ﺍﻟﻤﺤﺒﻪ وطعمها بين الاحبه
هنيئا لكم بلقاء البهدير
وهنيئا لك يا بهدير بالصحبه السكريه
وبلادي وبلادي وبلادي المصنع وحقول ألفتها كما الاكسجين تطوقني أمد الحياةوكم كنت سعيدا بتلك المحبة المندلقة بلا وقت ولا مكان تحسها حتى بين ذرات الغبار وسيلان الترعة العفنة وتلك الوجوه التي أحبها ولا تزال عندي هي الحياةشكرا للمصنع الجميلشكرا عائدة لحضورك طالما بطعم قصب السكر | |
|