ما شفنا الاسد بلاعب الجاموس
ما شفنا الملح بدخلوا عرق السوس
هذا البيت استمعت اليه فى صباح هذا اليوم وللامانه فقد شدنى وتركنى فى حاله من حالات الشرود التى
تقتلنى فى مثل هذه المواقف
وبالتالى صرت اراجع مفهوم الاغنيه الحماسيه فى السودان وهى بكل تاكيد قديمه قدم الانسان السودانى
فالشخصيه السودانيه الاولى كانت لا تعرف غير الحماسه اغنيه
وبهذا الفهم كان التسلسل المنطقى الذى اوصلنا الى من نحنا عليه الان وهنا اقصد الاغنيه الحديثه
فطبيعة المجتمع السودانى الذى كانت تسود فى وسطه مفهوم القبيله وما لها من توابع من حروبات وصراعات
لاتنتهى وبالتالى الحاجه الى الرجال الفرسان ووسيلة الدعايه التى تجعل هؤلا الفرسان فى قمة الجاهزيه والاستعداد
فى كل الاوقات
من جميع هذه المعطيات كان ميلاد اغنية الحماسه وتمجيد فرسان القبيله وكل الصفات الجميله
ثم ان جميع القبائل كانت تحاول ان تعلى من شانها وتذكر ما لها من محاسن
اضف الى كل هذه الاشياء ضعف الوسائل الاعلاميه التى حلت محلها هذه الاغنيه
وسارت الامور وانتقلت هذه الاغنيه عبر الاجيال حتى وصلت الى الراهن الذى نعيشه الان
والذى وبكل اسف ظهرت فيه المله التى تدعى بان تاريخ السودان لم يكن لو لم تكن هى
فهؤلا استغلوا الاغنيه الحماسيه فى اغراضهم التى تسعى الى اقصاء الاخر وبكل الوسائل الممكنه
فحتى تاريخ وارث الانسان السودانى تما استغلاله فى تحقيق اهدافهم وما لهم من اطماع
وبالتالى ضاعت الحقائق عن الاجيال الجديده والتى اصبحت تحمل مفهوم ان انتاج هذه الاغانى خاص بهذه المله
التى لا ثقافه لها
وهنا تبرز الحاجه احبتى الى ضرورة قيام المثقفين بعمل يحمى هذا التراث السودانى الاصيل من هذا التغول وتغيير
الحقائق
ولكم خالص الود والتحايا والاشواق